يشكّل الذهاب إلى المدارس والجامعات تحدياً كبيراً بالنسبة لمعظم الطلاب المعوقين، ويزداد هذا التحدي مرارةً –على نحو أخص– بالنسبة للمكفوفين الذين يواجهون صعوبات شتّى خلال تلمسهم الطريق إلى صفوفهم الدراسية داخل الحرم الجامعي، وفي أروقة وممرات المباني التي تكثر فيها الأدراج والمصاعد الكهربائية، والتي تحتوي على لوحات إرشادية تعتمد طريقة «برايل» الخاصة بفاقدي البصر، ولكن تبين أنها مليئة بالأخطاء.
وطريقة «برايل» هي نظام قراءة اخترعه الفرنسي لويس برايل، ويستخدم الحروف بشكل بارز مما يسمح لفاقدي البصر بالقراءة عن طريق حاسة اللمس.
الناشط العربي الأميركي، الكفيف البصر، خضر فرحات الذي انتسب إلى «جامعة ميشيغن–فرع ديربورن» قبل شهور قليلة، سرعان ما اكتشف خللاً وأخطاء في اللوحات الإرشادية الخاصة بالمعوقين داخل حرم الجامعة، فبادر إلى حلها على الفور عبر التواصل مع المسؤولين وتصحيح الأخطاء التي كانت مهمة لأصحاب الاحتياجات الخاصة تحديداً في «جامعة ديربورن».
مبادرة فرحات المعروف بنشاطه الاجتماعي في ديربورن، وقد سبق أن ترشح العام الماضي لعضوية مجلس المدينة التربوي، استحق عن جدارة «جائزة العام لصنّاع الفرق» التي منحتها الجامعة هذا العام لـ50 طالباً فقط. وقد رشح فرحات لنيل الجائزة 11 من أساتذة ومسؤولي الجامعة بينهم رئيسة قسم اللغات وعمداء كليات.
فرحات (23 عاماً) وهو مهاجر لبناني أميركي يدرس العلوم السياسية في جامعة ديربورن، قال لـ«صدى الوطن»: إنه وعلى الرغم من تقيد الجامعة بلوائح «قانون الأميركيين المعوّقين»، وحرص مستشاري الجامعة على ضمان سلامة المعوقين في حرم الجامعة والأماكن العامة.. إلا أنني وجدت بعض الأخطاء التي تجعل من الصعب على المكفوفين أن يجدوا طريقهم إلى صفوفهم، حيث وجدت –على سبيل المثال– أن لوحات الإرشاد تخبر المكفوف بأنه في الطابق الثالث من أحد الأبنية، بينما يكون الشخص في الحقيقة في الطابق الثاني.
أيضاً، اكتشف فرحات وجود بعض البيئات غير الآمنة في حرم الجامعة (مثل وجود معدات ومركبات متوفقة في أماكن غير مخصصة لركن السيارات)، ما دفعه الشهر الماضي إلى التواصل مع القسم الصحي ومكتب المعوقين إضافة إلى مكتب المستشار، للإبلاغ عن الأخطاء والمشاكل التي واجهها أصحاب الاحتياجات الخاصة من الطلاب الذين اجتمع معهم للاطلاع على شكاويهم ومن ضمنها عدم توفر مواقف كافية وصعوبة استخدام المقاعد الدراسية والمطبات وتحويلات الطرق.
وقال إنه لاحظ –أكثر من مرة– وجود سيارات في أماكن غير مخصصة لها، وكذلك بعض المعدات الإنشائية المتروكة عند مداخل الحرم الجامعي وعلى المسارات المحيطة بها، وقال «إذا اصطدمت بسيارة متروكة هناك، فسوف أتأذى».
وفي خصوص تجهيز كافة أنحاء الحرم الجامعي لتلبية احتياجات المكفوفين تحديداً، أشار فرحات إلى أن العمل قد بدأ لإجراء تغييرات جذرية في إطار مشروع مكون من 3 مراحل لتحديث 30 مبنى، لافتاً إلى أن المرحلة الأولى من ذلك المشروع سوف يتم إنجازها في غضون الشهر القادم.
وفي شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وهو الشهر العالمي لنشر التوعية حول الإعاقات، قامت «جامعة ميشيغن» بديربورن بإبراق رسالة بريدية تدعو فيها المجتمع الجامعي –من طلاب وأساتذة وموظفين– إلى مساعدة أصحاب الاحتياجات الخاصة وتمكينهم من الحركة والانتقال بشكل آمن داخل الحرم الجامعي وأبنيته.
وتضمنت الرسالة البريدية نصائح للطلاب بتوخي الحذر في محيطهم وعدم إشغال مداخل الأبنية والممرات والطرقات الفرعية، والانتباه من وجود المعوقين وإفساح الطريق لهم.
وفي السياق ذاته، نظم فرحات فعاليات لتعزيز الوعي حول القضايا التي تواجه الطلاب المعوقين. وقد قامت إدارة «جامعة ميشيغن–آناربر» بتعيين فرحات عضواً في مجلس شؤون الإعاقة بالجامعة الذي يضع خططاً لمراجعة جميع لوحات «برايل» في الحرم الجامعي.
Leave a Reply