ديترويت – حلبة «جو لويس أرينا» التي ظلت لسنوات طويلة مقراً وشاهداً على إنجازات نادي «ديترويت ريد وينغز» للهوكي على الجليد، تستعد خلال الأشهر القادمة لتوديع الواجهة النهرية للمدينة بعد تاريخ حافل بالبطولات واللحظات التاريخية، حيث من المقرر البدء بأعمال هدم وإزالة المجمع الرياضي بحلول أيلول (سبتمبر) المقبل.
وفيما يعمل الخبراء والمحامون عن نادي «ريد وينغز» وبلدية ديترويت (المالكة للمبنى ومواقف السيارات التابعة له) على وضع الترتيبات النهائية لما ينبغي من اجراءات بيعه أو التخلص منه أو الاحتفاظ به ونقله إلى ملعب «ريد وينغز» الجديد قيد الإنشاء في وسط المدينة، تواصل البلدية من جهة أخرى، مفاوضاتها مع شركة «فاينانشال غارانتي» للتأمين FGIC، لتحديد مصير قطعة الأرض الكبيرة المطلة على نهر ديترويت.
وكانت بلدية ديترويت قد رهنت أرض الملعب لشركة التأمين في أواخر العام ٢٠١٤ في إطار قضية الإفلاس بموجب الفصل التاسع من قانون الإفلاس الفدرالي.
ونص الاتفاق حينها على أن يتم رهن الأرض (الملعب الذي يتسع لـ٢٠ ألف متفرج والمواقف التابعة له) لشركة «فاينانشال غارانتي» التي خسرت ١.١ مليار دولار نتيجة إعلان إفلاس ديترويت، ولكنها تمسكت بتحصيل هذا المبلغ.
وينص الاتفاق على قيام حكومة الولاية بإقراض البلدية ستة ملايين دولار لإزالة الملعب والمواقف وتسوية الأرض وتسليمها لشركة التأمين التي ستقوم بدورها بإيجاد شريك لإنشاء فندق من 300 غرفة في المكان بارتفاع لا يزيد عن ثلاثين طابقاً، بحسب اتفاق الإفلاس الذي ترك الباب مفتوحاً لإمكانية تطوير العقار مكتبياً أو تجارياً أو ترفيهياً أو سكنياً.
تراجع عن الفندق
ونظراً إلى المشاريع العمرانية والتجارية التي شهدتها المدينة في السنتين الأخيرتين، يبدو أن مقترح إنشاء فندق كبير لم يعد يحظى بالأولوية لدى بلدية ديترويت، التي تخوض حالياً مناقشات مع شركة التأمين ومستثمرين آخرين حول مستقبل العقار، لاسيما وأن منطقة وسط المدينة تستعد لإنشاء فندقين ضخمين، إلى جانب بضعة مشاريع أخرى لإقامة فنادق متوسطة وصغيرة الحجم خلال السنوات القليلة القادمة.
ومطلع العام الجاري، ألمح رئيس البلدية مايك داغن إلى وجود «ضغوط هائلة لتطوير الواجهة النهرية، وخاصة لإنشاء الأبنية السكنية الشاهقة على طول النهر»، دون أن يأتي على ذكر مشروع الفندق، لاسيما وأن مشروعي الفندقين الضخمين يقعان قريباً جداً من موقع الفندق المقرر إنشاؤه بموجب قضية الإفلاس.
ويقع مشروع الفندق الأول بالقرب من ملعب «ريد وينغز–بيستونز» الجديد، فيما سيجاور الآخر ملعب كرة القدم المقترح تشييده على شارع غراشت.
وبالتالي يبدو أن داغن يميل إلى استثمار الموقع سكنياً في ظل الإقبال الكبير على السكن والعمل في الداونتاون.
أما منظمة «الحفاظ على واجهة ديترويت النهرية»، وهي مؤسسة غير ربحية تشرف على الرصيف النهري (ريفرواك) في وسط المدينة وتمارس ضغوطاً للحفاظ على مساحات مفتوحة مطلة على النهر، فهي تدعم مقترحاً بتحويل أرض «جو لويس أرينا» إلى مجمع للمطاعم والمحلات التجارية.
Leave a Reply