تمكّن 16 من طلاب «مدرسة قبيسي للتايكواندو» في ديربورن، من التأهل لبطولة أميركا الوطنية لعام ٢٠١٧، بعد أداء مميز مكنهم من حصد الميداليات عن مختلف الأعمار والفئات التي شاركوا فيها خلال بطولة ولاية ميشيغن التي أقيمت يوم الثامن من نيسان (أبريل) الماضي على ملاعب ثانوية فلاورڤيل العامَّة بمقاطعة ليفينغستون، وانتهت بتأهل الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين ٩ و٢٥ عاماً إلى المنافسات الوطنية التي ستقام هذه الصيف في مدينة ديترويت.
العديد من هؤلاء التلاميذ كانوا قد شاركوا في عدة مباريات سابقة في الولاية وحصلوا على ميداليات ذهبية وفضية، لذلك فإن الإنجازات الأخيرة ليست أمراً طارئاً أو جديداً على «مدرسة قبيسي للتايكواندو» التي تمكنت خلال السنوات الماضي من إثبات جدارتها بين أندية الفنون القتالية في ميشيغن.
ولا شك أن ما ساعد في ترجيح كفَّة هذا النجاح الباهر هو التدريب المكثَّف للطلاب الذي يشرف عليه «الماستر» علي قبيسي، صاحب الإسم الكبير في لعبة التايكواندو والفنون القتالية كبطل وطني وعالمي سابق، إضافة إلى توليه حالياً منصب نائب رئيس لجنة اتحاد اللعبة في ميشيغن.
وفي هذا السياق، تحدث قبيسي، مؤسس مدرسة «قبيسي للتايكواندو»، لـ«صدى الوطن» عن طلابه فقال «إنهم يحملون تدريبهم على محمل الجد وهم يتدربون منذ ستة أشهر، والآن لا يزال أمامهم ثلاثة أشهر من التدريب المستمر قبل المشاركة في البطولة الوطنية».
وأعرب قبيسي عن اعتقاده إن طلابه مستعدون للمباريات «لأنهم اكتسبوا خبرة في التنافس عبر العديد من دورات البطولة، وليس فقط في منافسات بطولة الولاية التي تجرى سنوياً».
وتابع أن «مباريات البطولات الوطنية مختلفة كلياً»، مشيراً إلى أهميتها لدى كل منافس.
وأضاف أن الفائزين بالميداليات على مستوى الولاية يتأهلون إلى بطولة أميركا، أما الفائزون في المنافسات الوطنية فيتأهلون تلقائياً لبطولة العام التالي وصولاً إلى حلم المشاركة في المنتخب الأميركي ببطولات الألعاب الأولمبية.
وأشار قبيسي، إلى أن الماستر حميد دكروب (٢٧ عاماً) يواظب على هذا الطريق بعد حلوله ثالثاً في بطولة أميركا ٢٠١٦، الأمر الذي أعفاه هذه السنة من المشاركه في بطولة الولاية كمنافس ليشارك في تدريب وتوجيه طلاب مدرسته.
وحول تجربته العام الماضي، أفاد دكروب «انها واحدة من أصعب المنافسات في الولايات المتحدة لأنك تواجه بعض حاملي الميداليات الأولمبية».
وأكد دكروب أنه في تلك المباريات قصَّر قليلاً، لكنه فخور بحيازة المرتبة رقم ثلاثة في البلاد، وان الفرصة بالفوز بالبطولة ستتاح أمامه له مرة أخرى هذا العام.
وعن مشاركته في الإشراف على طلاب المدرسة في منافسات ميشيغن، خلص دكروب إلى القول «من الممتع دائماً أن نرى انتقال الطلاب إلى مراحل أكثر صعوبة وأن نراهم ينمون ويتنافسون وهذا أمرٌ ممتع ورائع للجميع».
ومن بين المتأهلين لبطولة أميركا ٢٠١٧ عن مدرسة قبيسي، الماستر أفيل دا سيلفا (25 عاماً)، الذي فاز بالميدالية الفضية عن فئة البالغين.
حتَّى ولدا قبيسي الصغيران، زينب وحسين، حصدا ميداليتين واحدة ذهبية وأخرى فضية وحجزا لنفسيهما مكاناً على المستوى الوطني.
أبطال من كل الأعمار
وقالت زينب البالغة من العمر 15 عاماً إنها تأمل يوماً ما في أن تصبح جزءاً من الفريق الاولمبي الاميركي وهي تريد أيضاً أن تقوم بعمل والدها في تدريب الطلاب. وبالفعل بدأت زينب هذا التدريب منذ الآن حيث أنها عندما لا تكون مشغولة بالتنافس في المباريات، تقوم بمساعدة والدها في تدريب الطلاب الأصغر سناً، جنباً إلى جنب مع نور مهدي (18 عاماً) حاملة الحزام الأسود التي اختارت التطوع بدلاً من المشاركة في المباريات.
كذلك قال الطفل حسين قبيسي (10 سنوات) إنه شعر بضغوط كبيرة قبل المباراة لأنه مثل العديد من الأطفال، يتطلع إلى والده كمثل أعلى ويريد أن يجعله فخوراً.
كذلك احتل زين حجيج البالغ من العمر 10 سنوات المركز الثاني في فئته. وعن شعوره خلال المباراة صرَّح حجيج لـ«صدى الوطن» بالقول «لقد كنت متوتراً أثناء الاستعداد للمباراة، ولكن عندما بدأت بالقتال راودني شعور جيد».
أمَّا اللاعب الأصغر في المجموعة المتأهلة لبطولة الوطنية، وهو علي عبيد (٩ سنوات) فقد حاز على الميدالية الذهبية.
وقال البطل الصغير المتحمس إنها المرة الثانية التي يفوز فيها بالميدالية الذهبية، ولكن هذه المرة كان الفوز بطعم مختلف «لأنه سيؤهلني للعب في البطولة الوطنية، ولدي شعور بأنني سأفوز هناك أيضاً».
وعن التوتر والقلق قبل المنافسة فهو أمرٌ لا بد منه بالنسبة إلى البطل الصغير لكنَّه بعد بدء المباراة يسود الارتياح العام وكذلك خلال سياق المباراة. وعندما سئل عن سبب إعجابه بلعبة التايكواندو، قال عبيد: «هذا ما أجيد القيام به».
كذلك تأهل التلميذ يوسف حجيج (12 عاماً) للبطولة الوطنية تلقائياً لأن المسؤولين لم يسمحوا له، بالخطأ، أن يشارك في المباريات.
ومن بين التلاميذ الآخرين الذين حازوا على ميداليات: علي عودة، (19 عاماً)، ويوسف بيضون (17)، ومصطفى الحشم (15)، ويعقوب فتوني (14)، وزينب بعلبكي (13)، ومايا حجيج (12)، وعلي مركباني (10)، ويارا ناصر (10)، وزينب قانصو (10).
وستقام المنافسات الوطنية للعبة للتايكواندو لعام 2017 في الفترة من 29 حزيران (يونيو) إلى 6 تموز (يوليو) في «مركز كوبو» وسط ديترويت. وكانت البطولة قد أقيمت آخر مرة في ديترويت عام 2008.
ودعا الماستر قبيسي الجالية العربية الاميركية إلى المشاركة بكثافة في الحضور وتشجيع المتبارين في دورة البطولة الوطنية وختم بالقول «على الجميع أن يحضروا ويشاهدوا المباريات خصوصاً أنها ستُقام في مدينتنا».
Leave a Reply