ديترويت – نشرت شبكة «سي أن أن» الأسبوع الماضي تحقيقاً يروي تفاصيل سفر مواطنة أميركية تعمل مترجمة في مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) في ديترويت، إلى سوريا للزواج من أحد عناصر تنظيم «داعش» قبل فرارها وعودتها إلى الولايات المتحدة في غضون شهرين، حيث تم القبض عليها وسجنها لمدة عامين، في ظل تكتم شديد من الوكالة الفدرالية.
ودانييلا غرين، هي موظفة متخصصة في الترجمة وعلوم اللغات، التحقت بالـ«أف بي آي» عام 2011، وتم تعيينها في كانون الثاني (يناير) سنة 2014 في مكتب ديترويت لمتابعة ملف أحد العناصر الإرهابية وهو دنيس غوسبرت، مغني الراب الألماني المعروف باسم «ديزو دوغ» والذي غير اسمه إلى «أبو طلحة الألماني» بعد انضمامه إلى تنظيم «داعش» حيث نشط في مجال تجنيد عناصر من الغرب للانضمام إلى صفوف التنظيم الإرهابي في سوريا.
وفي التفاصيل، أفادت وثائق المحكمة التي كشفت عنها «سي أن أن»، أن دانييلا غرين أبلغت زملاءها في فرع ديترويت بمكتب التحقيقات الفدرالي أنها متوجهة إلى ألمانيا لرؤية أهلها في إجازة تستمر لبضعة أسابيع في حزيران (يونيو) 2014.
ولكن غرين غيرت وجهتها إلى تركيا، حيث تواصلت مع «أبو طلحة الألماني» الذي كانت تتابع تحركاته، لتسهيل التحاقها به في الأراضي السورية، وفق «سي أن أن» التي لم توضح كيف قام غوسبرت بالتقرب منها.
ومباشرة بعد وصولها إلى سوريا، تزوجت هذه الموظفة من عشيقها الإرهابي. لكن في غضون أيام بدات غرين (38 عاماً) البحث عن وسيلة للخروج.
وكتبت لصديق في تموز (يوليو) 2014 من مناطق تنظيم «داعش» «لقد تورطت هذه المرة».
وأضافت في رسالة إلكترونية لاحقة «لا أعرف كم من الوقت سأبقى هنا، ولكن لا يهم، كل شيء تأخر قليلاً».
ولم تشرح وثائق المحكمة كيف هربت غرين من مناطق سيطرة تنظيم «داعش»، لكن في أوائل آب (أغسطس) وبعد أقل من شهرين من توجهها إلى سوريا، عادت إلى الولايات المتحدة حيث تم اعتقالها.
واعترفت على الفور وبدأت تتعاون مع المدعين العامين في الولايات المتحدة. وقال أحد المحققين إن تعاونها «كان واسعاً وطويل الأجل».
في نهاية المطاف، أقرت بارتكابها تهمة «تقديم بيانات كاذبة تتعلق بالإرهاب الدولي»، استناداً إلى ما أبلغته إلى مكتب التحقيقات الفدرالي حول خطط السفر.
وأثناء التحقيق معها اعترفت غرين بزواجها في سوريا، وبكل التهم الموجهة إليها، وقضت المحكمة بسجنها عامين لتعاونها مع السلطات.
وذكر مكتب التحقيقات الفدرالي أنه اتخذ مجموعة من التدابير بعد اكتشاف قضية غرين، وأضاف في بيان توصل له به «سي أن أن»، «اتخذ المكتب عدة تدابير وخطوات من شأنها تحديد وتقليص مواطن ونقاط الضعف».
وحالياً، تعمل دانييلا، المولودة في تشيكوسلوفاكيا (سابقاً)، في فندق لم تشر الشبكة إلى اسمه أو الولاية التي يقع فيها، موضحة أنها طالبت بإخفاء هويتها حماية لها ولأسرتها، فيما لا يزال «أبو طلحة» ناشطاً بتنظيم «داعش».
Leave a Reply