أستانا – في خرق غير مسبوق لجدار الأزمة السورية، تم يوم الخميس الماضي التوصل الى اتفاق روسي تركي إيراني لإنشاء «مناطق تخفيف التصعيد» في سوريا بهدف تهدئة المعارك وتوفير مناطق آمنة للسكان في بعض مناطق البلاد، وذلك بعد يومين على اتصال هاتفي أجراه الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين اتفقا خلاله على أنه «حان الوقت لإنهاء المعاناة السورية التي طالت».
أعلن وزير الخارجية الكازاخي انتهاء الجولة الأولى من محادثات أستانا بعد التوقيع على مسودة مذكرة مناطق تخفيف التصعيد بين الدول الراعية الثلاث. وفي وقت تغيّب فيه رئيس وفد المجموعات المسلحة محمد علوش عن الجلسة الختامية للمباحثات، ذكرت وكالة «رويترز» أن وفد المعارضة انسحب غاضباً وسط صراخ أعضائه وقاطع مراسم توقيع اتفاقية المناطق الآمنة.
ووقّع ممثلو الدول الضامنة لاتفاق الهدنة في سوريا على مذكرة خاصة بإنشاء مناطق لوقف التصعيد في سوريا، وذلك خلال الاجتماع العام الختامي لمفاوضات «أستانا–4»، حيث نصّت مسوّدة المذكرة والتي تدعو إلى مشروع مناطق وقف التصعيد في سوريا على إعداد خرائط مناطق وقف التصعيد التي من المفترض أن تنتهي بحلول 22 أيار (مايو) الجاري.
وورد فيها أنه يتوجب على الضامنين مساعدة القوات الحكومية السورية والمعارضة المسلحة على مواصلة قتال «داعش» و«النصرة» ومن يتبعهما. وكذلك تشكيل فريق عمل لإنشاء «مناطق خفض التصعيد» في غضون خمسة أيام.
واعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن خطة موسكو في سوريا ستساهم في حل النزاع المستمر منذ ستة أعوام بنسبة 50 بالمئة، وذلك خلال رحلة عودته من سوتشي الروسية حيث اجتمع مع الرئيس بوتين الأربعاء الماضي.
وكان ترامب قد أجرى محادثة هاتفية مع نظيره الروسي يوم الثلاثاء الماضي حول سوريا، تطرّقا خلالها إلى إقامة مناطق آمنة، وفق بيان صدر عن البيت الأبيض.
واتفق الرئيسان على أن «المعاناة في سوريا طالت أكثر من اللازم وأنه يجب على جميع الأطراف أن تبذل كل ما في وسعها لوضع حد للعنف»، وفقاً للمصدر.
وأكدت الرئاسة الروسية أن بوتين وترامب اتفقا على تفعيل المجهودات الدبلوماسية الأميركية والروسية لحل الأزمة السورية.
ونقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن الكرملين قوله إن الرئيسين اتفقا على أن يقوم وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون ونظيره الروسي سيرغي لافروف بتكثيف جهودهما لبحث وقف إطلاق النار كبداية لحل سلمي حقيقي للأزمة السورية.
وجدد الرئيسان أيضاً عزمهما على «تنسيق تحركات» الولايات المتحدة وروسيا في مكافحة الإرهاب، مع دعوتهما إلى «تكثيف الحوار» بين البلدين، وفق الكرملين.
وقد أبدت الولايات المتحدة الخميس الماضي تحفظها من الدور الإيراني باعتبارها ضامناً للاتفاق. وقال بيان لوزارة الخارجية الأميركية إن الدور الإيراني في الأزمة السورية ساهم في تصاعد أعمال العنف، وليس توقيفه، مشيرا إلى أن مساندة طهران لنظام الرئيس السوري بشار الأسد ساهم في تعميق مأساة الشعب السوري.
ورغم تحفظها على الدور الإيراني، رحبت واشنطن بحذر بالاتفاق، وعبرت عن أملها في مساهمة الاتفاق بوقف العنف.
Leave a Reply