شتوتغارت – في إطار حملة للتوعية من مخاطر هزّ الرضع بعنف، حذر خبراء ألمان من آثار كارثية للهزّ «لأنه يُفقد الرضيع فرصاً أساسية للنمو».
وفي حين أن هزّ الرضع يعد تهمة جنائية يعاقب عليها القانون الأميركي لاسيما في حالة وفاة الطفل أو تعرضه لإصابات، فإن متلازمة هزّ الرضع بدأت تثير قلق المجتمع الألماني مع ازدياد الحالات المسجلة التي تبقى دون المستوى المسجل في الولايات المتحدة بكثير.
وقد أظهرت تقديرات الخبراء في ألمانيا، أن ما يصل إلى 200 رضيع سنوياً يعانون من تلف في الدماغ جراء تعرضهم للهزّ على يد الآباء في الغالب، أو مربين ذكور يفقدون السيطرة على أنفسهم في إحدى لحظات الضعف أو الإرهاق، حسبما أوضحت بيربل ميليش، وكيلة وزارة الصحة بولاية بادن فورتمبرغ جنوب ألمانيا خلال زيارة لمستشفى شتوتغارت الجامعي
وبحسب إحصائيات دائرة الصحة في مدينة نيويورك الأميركية، فإن واحداً من كل أربع رضع يتعرضون للهزّ يلاقي حتفه، في حين يصاب ٨٠ بالمئة من الناجين بإصابات دائمة من بينها تلف الدماغ. وقد قدرت الدائرة وقوع ما بين ١٠٠٠ إلى ٣٠٠٠ حادثة في المدينة سنوياً.
وشارك ممثلون عن حكومة ولاية بادن فورتمبرغ الألمانية ومستشفى شتوتغارت الجامعي وممثلون عن شركة «TK» للتأمين الصحي في هذه الحملة التي ترمي لتوعية الآباء ضد هذه السلوكيات الخاطئة. وأوضح ماركوس بلانكنبرغ، مدير قسم الأعصاب للأطفال التابع للمستشفى الجامعي أن «ثواني قليلة من الهز تكفي لإلحاق إصابة خطيرة بالرضيع» وذلك لأن عضلات الرقبة لا تستطيع تحمل الرأس الكبير للرضيع أثناء الهزّ.
وأشار بلانكنبرغ إلى أن هذا الهز يمكن أن يصيب الرضيع بنزيف في المخ ونوبات صرع وإعاقات جسيمة تستمر معه طوال حياته، وقال إن العدد الدقيق لهذه الإصابات الناتجة عن هز الأطفال الرضع غير معروف لدى الباحثين. وقال أندرياس أوبرليه، مدير مركز SPZ التخصصي لطب الأطفال في شتوتغارت أن هدف الحملة هو تقديم المساعدة اللازمة للوالدين في وقت مبكر، مضيفا أن الوالدين يشعران بالعجز والخذلان عندما يبكي طفلهما طويلاً، وإن المساعدة المبكرة والتوعية يمكن أن تخفف من حدة الموقف وتؤثر إيجاباً على التربية الحساسة للطفل.
يشار إلى أن هزّ الرضع يعد تهمة يعاقب عليها القانون الأميركي في حال تسببه بوفاة الطفل أو تعرضه لإصابات.
Leave a Reply