ديربورن – أقامت الجالية في منطقة ديترويت حفل استقبال وتكريم للشاعر نزار فرنسيس بصالة «بيبلوس» في ديربورن، الاثنين الماضي، تقديراً للنجاح الشعري الذي حققه وحافظ عليه عن جدارة واستحقاق طوال العقود الثلاثة الأخيرة، «برغم كل العقجة الفنية وتهافت شركات الإنتاج والتوزيع الفني على كل أنواع النشاز والابتذال تحت عناوين الموضة والتجديد»، بحسب كلمة عريف الاحتفال، ناشر صحيفة «صدى الوطن» الزميل أسامة السبلاني الذي عزا نجاح شعر فرنسيس الذي غنته كوكبة من فناني وفنانات لبنان إلى «عفوية فرنسيس وذكائه الشعري».
وأشار السبلاني –في الحفل الذي ضم فعاليات مجتمعية متعددة– إلى أنه «ليس من السهل في هذا الزمن الذي تكثر فيه الفضائيات والإذاعات –التي تستهلك كل شيء وتحيله إلى رماد يذرى في مهب الريح– ليس من السهل أن تكتب قصيدة تعلق بوجدان الناس وتجري على ألسنتهم إن لم تعبر كلماتها عما يجيش في قلوبهم ويعتمل في نفوسهم ويتردد في أرواحهم».
ووصف الضيف بأنه «جاري في الكلمة، وجاري هناك في بعلبك»، مضيفاً «والكلمةُ أول الخلق ومنتهاه، والكلمة علامة الإنسان الفارقة، حقيقة ومجازاً، فمن كلامهم تعرفونهم.. كما قال السيد المسيح عليه السلام».
وأضاف «ولقد عرفنا الضيف الكبير الذي نحتفي به اليوم من كلماته، من كلمات أغانيه التي تزيد عن ألفي أغنية، فعرفنا فيه القلب الطافح بالحب والأشواق والوفاء وعشق الوطن، وعرفنا فيه أيضاً الشاعر الذي يعكس صورة لبنان، لبنان حليف الحب والجمال، لبنان ينبوع التاريخ وملتقى الحضارات».
كما أشاد السبلاني بمواقف فرنسيس الوطنية ومناصرته للقضية الفلسطينية ودعمه للمقاومات العربية في لبنان وسوريا، التي قامت برغم نزيفها وآلامها الموجعة في شباط (مارس) الماضي بتكريم الموسيقار الراحل ملحم بركات، بحضور فرنسيس الذي ألقى قصيدة في الشام، قال فيها:
الله أكبر يا دمشق
كم يليق بك العشق
وكم أنت في الشرق جميلة
وكم جميل بك الشرق
من ناحيته، رد فرنسيس تحية الاستقبال بأجمل منها، مشيداً بالنجاح الذي يحققه اللبنانيون في المغترب الأميركي، وبتمسكهم بعادات وتقاليد بلد الأرز العريقة. وقال «ما بتتصوروا كم يكبر قلبي بكم في هذا اللقاء الذي يجمعنا.. أشكركم فرداً فرداً من قلب قلبي.. عنجد إنتو بترفعو الراس، وأقول لكم لبنان اللي مضيعو جيت لقيتو هون.. هيدا هوي لبنان الحقيقي، لبنان النخوة والمحبة، لبنان التلاقي والنجاح، اللي ضيعناه في لبنان لقيناه عندكن هون بميشيغن».
وألقى فرنسيس باقة من قصائده العاطفية والوطنية، كان من أبرزها قصيدته المشهورة «عربش ع خد الشمس واكتبلي»، إضافة إلى قصائد قصيرة تعرف بـ«قصائد الفلاش»، أو «قصائد الالتماعة»، من بينها قصيدة «الإبرة» التي يقول فيها:
خليك واضح.. متل إبرة ضل
تعلم كيف تعطي بدون حساب
الإبرة يلّي بتخيّط تياب الكل
عارية بتضل ما بتلبس تياب
وفي قصيدة أخرى بعنوان «رجال»، قال:
في رجال لو بتعيش للمية سني
شو النفع مازال خلقت تنحني
وفي رجال بتزور الدني مر الطريق
بتترك مساحة مرجلة قد الدني
وفي نهاية الحفل، قدّم رئيس محكمة ديربورن القاضي سالم سلامة ورئيسة المجلس البلدي سوزان سرعيني درعاً تكريمية للشاعر فرنسيس. وقال سلامة في معرض التكريم «إن فرنسيس يأسرنا بكلماته ويحلق بنا في فضائه الرحب.. يرسم لنا الدنيا بأبهى صورها ويبني لنا وطناً من الحب والجمال، والعزة والكرامة والإباء.. هذا هو نزار فرنسيس الشاعر المقاوم، وهو اللقب الذي أطلقه عليه سيد المقاومة (السيد حسن نصر الله)».
كما قدّم الزميل السبلاني للضيف المحتفى به شهادة تقديرية باسم اللجنة المنظمة لحفل الاستقبال، وعلى رأسها رجل الأعمال اللبناني عباس طليس.
Leave a Reply