خديجة شمص – «صدى الوطن»
وسيم (دايف) عبدالله، اسم برز في منطقة مترو ديترويت من خلال نجاحه الباهر كوكيل عقاري، وهو يرأس اليوم شركة «سانتشوري 21 كوران وكريستي» التي تعتبر من أكبر شركات البيع العقاري في المنطقة. مقر الشركة في ديربورن هايتس، وهي المدينة التي انتخب عبدالله لعضوية مجلسها البلدي عام ٢٠١٥ ليصبح بذلك أول مهاجر عربي يتولى هذا المنصب.
ترعرع عبد الله في مدينة ديربورن التي وصل إليها عام ١٩٧٦ مهاجراً مع عائلته من لبنان، وفيها انضم لمدرسة «مايبلز» وبدأ بتعلم اللغة الإنكليزية، في الوقت الذي كانت فيه نيران الحرب الأهلية قد بدأت تنهش وطنه الأم.
تخرج من ثانوية فوردسون والتحق بـ«جامعة ميشيغن» في ديربورن وتخرج منها عام ١٩٨٩ حائزاً على شهادتي بكالوريوس في التمويل والتسويق، ليبدأ بعد ذلك مسيرة مهنية لافتة تكللت بالنجاح الباهر، رغم المطبات التي واجهت انطلاقتها.
لم يكن الوالد راضياً عن المهنة التي اختارها ابنه، وكان يردد على مسامعه باستمرار أنه سيكون مجرد «سمسار»، ولكن عبدالله كان يرى الأمور بمنظار مختلف. ومنذ العام ٢٠٠١، نجح فريق «سنتشوري 21 كوران وكريستي» بقيادة عبدالله، بتحقيق أعلى المبيعات على صعيد ولاية ميشيغن، وفي العامين ٢٠١٤ و٢٠١٥، حققت الشركة أعلى مبيعات على الصعيد الوطني بين الشركات التابعة لمجموعة «سنتشوري ٢١»، فيما كان عبدالله يعدّ العدة لخوض غمار السياسة والخدمة العامة في مدينة ديربورن هايتس التي كانت قد شهدت تحولات ديموغرافية هائلة خلال العقد السابق بتدفق آلاف الأسر العربية إليها مما أدى إلى ازدهارها سكنياً وتجارياً.
وفي تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2015، تم انتخاب عبدالله لعضوية مجلس بلدية المدينة المؤلف من سبعة أعضاء. وما بين عالم العقارات والسياسة تمكن المهاجر اللبناني من فرض نفسه وفق قاعدة تقوم على تحدي وتخطي جميع الحواجز والعوائق التي تعترض طريق النجاح.
خطة نجاح
ويتحدث عضو مجلس بلدية ديربورن هايتس لـ”صدى الوطن” عن تجربته المهنية، فيقول «لقد بدأت عملي في مجال العقارات عام 1989 لأن والديّ وضعا حينها منزلنا للبيع في السوق العقاري فدخلت الميدان على الرغم من معارضتهما». ويضيف «لقد استخدمت خبرتي في التسويق للترويج لنفسي في المنطقة. وكان تفكيري منصباً على إدارة هذه المصلحة تماماً مثل الشركات التجارية». ولهذا السبب استأجر عبد الله مدرباً عقارياً لمساعدته في إطلاق عمله التجاري وتعزيزه.
وفي هذا السياق يقول: «عندما تأتي إلى هذا البلد كمهاجر، عليك أن تدرك الفرص وتستفيد منها. لا تفترض أن النجاح أمر لا مفرّ منه، نجاحك يعتمد فقط على استعدادك للعمل بجد ومدى قدرتك على استخدام ذكائك».
وفيما يتعلق بأعماله العقارية، أكد عبدالله أن الكثير من نجاحه يعود إلى «إنفاقه بسخاء على الإعلانات لتسويق الشركة على نطاق واسع»، لافتاً إلى أن قصة نجاح «كوران كريستي» تقوم بشكل أساسي على خطتة المكونة من «٢٣ بنداً لبيع العقارات بنجاح».
العام الماضي، حاز فريق الشركة على المركز الثاني وطنياً والمرتبة الأولى على مستوى ميشيغن، في إنجاز متجدد ومستمر منذ العام ٢٠٠١.
وفي هذا السياق، أشار بوب كوران، الرئيس التنفيذي للشركة، إلى أنه عندما التقى دايف للمرة الأولى في عام 1989، كان قد تخرج للتو من «جامعة ميشيغن»، مضيفاً «كنت أعرف أنه كان قدره تحقيق نجاح كبير.. لقد كان، وما يزال، مندفعاً بحرارة ومتحمساً لمهنته ونزيهاً». واصفاً إياه أنه يكرس نفسه لعائلته، وعمله التجاري ومجتمعه، «ممَّا أثبت صوابية اختياري العمل معه قبل ما يقرب من 30 عاماً». وتابع قائلاً «نشعر حقاً بأننا مباركون لوجوده معنا».
عبدالله السياسي
على الرغم من الدعم العربي الواسع الذي ساهم بشكل أساسي في فوز عبدالله بعضوية مجلس بلدية ديربورن هايتس، إلا أن العضو العربي الأميركي، يرفض اعتباره ممثلاً لأبناء الجالية فقط في المدينة، بل إنه جعل من هموم وقضايا الأحياء الجنوبية من المدينة، حيث تقل الكثافة العربية، أولوية لبرنامجه الانتخابي، نظراً لأن سكان المنطقة الواقعة إلى الجنوب من شارع ميشيغن أفنيو، هي الأكثر فقراً في المدينة التي شهدت ازدهاراً عمرانياً وتجارياً لافتاً في أجزائها الوسطى والشمالية.
عبدالله الذي يقول إنه بدأ ينجذب للسياسة منذ حوالي ١٥ عاماً، يرى خدمته في المجلس البلدي جزءاً من رد الجميِّل لمجتمعه ومدينته ووطنه ككل، إضافة إلى أنها وظيفة بدوام جزئي مما يتيح له الحفاظ على عمله الأساسي كوكيل عقاري، وفي نفس الوقت خدمة مدينته وتعزيز آفاق شركته.
سرعان ما أثبت عبدالله حضوره في مجلس بلدية ديربورن هايتس الذي يجتمع أعضاؤه في ليالي الخميس لبحث مختلف المواضيع، من البنية التحتية وموازنة المدينة والعلاقات بين الشرطة والمجتمع المحلي وتحسين الخدمات إلى مناقشة مشاريع تنمية المدينة التي اختارها دايف لإطلاق مسيرته المهنية والسياسية.
Leave a Reply