أظهرت دراسة أعدها مركز «بيو» للأبحاث في واشنطن، أن أعداد اللاجئين الجدد إلى الولايات المتحدة تراجع بشكل مضطرد خلال الأشهر السبعة الممتدة من تشرين الأول (أكتوبر) 2016 حتى نيسان (أبريل) من العام الحالي.
ووفقاً لبيانات وزارة الخارجية الأميركية، رصد الباحثون تراجعاً شهرياً في أعداد اللاجئين الذين تم توطينهم في جميع الولايات الأميركية خلال الفترة الماضية، بما فيها ميشيغن التي شهدت توطين ٥٦٣ لاجئاً في أكتوبر ٢٠١٦، مقابل ١٦٨ فقط في أبريل الماضي. في حين تراجع العدد الكلي للاجئين الذين تم توطينهم في أميركا خلال الفترة نفسها من ٩٩٤٥ لاجئاً في أكتوبر إلى ٣٣١٦ في أبريل الماضي.
وعكست ميشيغن نفس النمط الوطني في تراجع توطين اللاجئين الجدد وهي ثالث أكثر الولايات الأميركية استقبالاً لهم، خلف كاليفورنيا وتكساس، وتليها نيويورك وأريزونا وواشنطن وأوهايو.
وقال فيليب كونر، وهو باحث في مركز «بيو»، إن أعداد اللاجئين في ميشيغن قد سجلت ارتفاعاً طفيفاً في أبريل الماضي مقارنة بشهر آذار (مارس)، وهو ما عكس أيضاً الإتجاه الوطني الذي شهد ارتفاعاً طفيفاً في أبريل، الذي سجل أدنى أعداد للاجئين.
وأضاف «على الصعيد الوطني واصل عدد اللاجئين انخفاضه شهرياً في كل من الأشهر الخمسة الأولى من السنة المالية، وهو أطول انخفاض متواصل»، لافتاً إلى أن هذا التراجع سيحول دون تحقيق هدف إدارة الرئيس السابق باراك أوباما باستقبال 85 ألف لاجئ في السنة المالية 2016.
والجدير بالذكر أن إدارة الرئيس الحالي دونالد ترامب حددت سقفاً باستقبال 50 ألف لاجئ فقط خلال السنة المالية القادمة 2017 التي تبدأ مطلع أكتوبر القادم.
ويساهم تشديد إجراءات فحص خلفيات المتقدمين بطلبات اللجوء، بإبطاء وتيرة التوطين، مما يترك العديد من المنظمات غير الربحية الناشطة بهذا المجال، في حالة من الغموض وعدم اليقين، بحسب تقرير لإذاعة ميشيغن الوطنية (أن بي آر).
ويستعرض مكتب شؤون السكان واللاجئين والهجرة التابع لوزارة الخارجية طلبات اللاجئين بناء على إحالات من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والسفارات الأميركية، والمنظمات غير الحكومية وبرامج أخرى، وتقوم وزارة الخارجية بدراسة الطلبات بالتعاون مع دائرة الهجرة والتجنس وغيرها من الوكالات الفدرالية الأمنية، وتستغرق عملية البت بطلبات اللجوء إلى الولايات المتحدة مدة تصل إلى 24 شهراً.
ولفت كونر إلى أنه على الرغم من الانخفاض الحاد في أعداد اللاجئين الجدد، إلا أن تركيبتهم الديمغرافية لم تتغير إلى حد كبير، حيث لا تزال جمهورية الكونغو الديمقراطية وبورما وسوريا والعراق والصومال الأكثر تصديراً للاجئين إلى الولايات المتحدة، مع الإشارة إلى أن كلا من سوريا والصومال هما دولتان من الدول الست التي شملها «حظر السفر المعدل» الذي أصدره ترامب وجمّده القضاء الفدرالي.
وأما من ما يتعلق بالإنتماء الديني للاجئين الجدد، فبقي على حاله دون تغيير، حيث لا يزال اللاجئون المسلمون أكثر بقليل من المسيحيين، بحسب كونر.
ارتفاع نسبي في توطين اللاجئين خلال مايو
بلغ عدد اللاجئين الذين استقبلتهم الولايات المتحدة في شهر أيار (مايو) الماضي 3,957 لاجئاً، وذلك في ارتفاع بنسبة 19.3 بالمئة عن شهر نيسان (أبريل)، وبقفزة وصلت إلى 91 بالمئة مقارنة بآذار (مارس) حيث تم استقبال 2,070 لاجئاً فقط.
وبالنظر إلى بيانات وزارة الخارجية لشؤون اللاجئين يتبين أن مجمل عدد اللاجئين الذين استقبلتهم البلاد في الأشهر الثمانية الأولى للسنة المالية 2017 بلغ 46 ألفاً و371 لاجئاً. ورغم هذا الارتفاع إلا أن معدل شهر أيار يبقى ثالث أدنى معدل للسنتين الماليتين 2016 و2017، خصوصاً إذا ما قارناه مع أرقام الشهر ذاته من العام الماضي التي بلغت 6,511 لاجئاً.
وبإضافة أرقام الشهر الماضي، يصبح عدد اللاجئين الذين دخلوا الولايات المتحدة منذ تولي الرئيس دونالد ترامب الرئاسة 16,249 لاجئا، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الأعداد الأكبر منهم جاءت من الكونغو (2,683 لاجئاً)، بورما (2,216 لاجئاً)، العراق (1,696 لاجئاً) وسوريا (1.603 لاجئاً).
Leave a Reply