ديربورن – خاص «صدى الوطن»
أقام رئيس بلدية ديربورن جاك أورايلي حفل إفطار رمضاني، مساء الأربعاء الماضي، حضرته فعاليات بلدية وسياسية وقضائية ودينية ومجتعمية متعددة، إضافة إلى حشد كبير من أبناء المدينة التي تستعد لإجراء الانتخابات البلدية هذا الصيف.
وفي بداية الحفل الذي احتضنته قاعة «بيبلوس»، توجه ناشر «صدى الوطن» الزميل أسامة السبلاني بالشكر إلى أعضاء اللجنة التي أشرفت على تنظيم حفل الإفطار،وهم مارك غايدو، رئيس الموظفين في البلدية، وبيفرلي هورلي، مساعدة رئيس البلدية، ورجل الاعمال شاكر عون، وهلا حمدان، موظفة في البلدية، وإبراهيم دباجة مساعد رئيس البلدية، ورجلا الاعمال كمال طرفة وكايد بزي والمحاميان رولا عون وحسن كايد بزي.
وشكر السبلاني رئيس البلدية على استضافته لحفل الإفطار الذي توقف لعدة سنوات خلت، وقال «إن استئناف حفل الإفطار يأتي في وقت حساس من تاريخ وطننا، فأميركا لم تكن يوماً منقسمة كما هو حالها اليوم.. وهذه المرحلة صعبة علينا جميعاً بغض النظر عن لون بشرتنا أو أصولنا الإثنية أو معتقداتنا الدينية»، مؤكداً أن «جوهر ديمقراطيتنا على المحك، وأن الأسس التي قامت عليها أمتنا في طور الاختبار».
وأضاف أن «مجتمع هذه المدينة يشعر بضغط وتهديد شبكات ترويج الإسلاموفوبيا المنظمة والممولة والمدعومة، ويشعر من جهة أخرى بسياسات التمييز الحكومية ومن أعلى المستويات». وتابع «من هنا تأتي الأهمية القصوى للقائنا في ديربورن لكي نقدم مثالاً عن التسامح والتنوع والتفهم، هذه العناصر التي تقود إلى الانسجام والنجاح، خاصة في الوقت الذي أقدمت فيه إدارة الرئيس ترامب على إلغاء حفل الإفطار في وزارة الخارجية وفي البيت الأبيض، حيث كان الحفل تقليداً رمضانياً متبعاً منذ عشرين عاماً».
وأعرب السبلاني عن اعتقاده بأن «ديربورن قادرة على أن تكون قدوة للأمة الأميركية»، متمنياً على وسائل الإعلام الأميركية «أن تلتقط هذه الصورة التي تظهر التنوع»، بدل التركيز على ممارسات بعض الأفراد الذين «يحملون وجهات نظر متطرفة» ويروجون أفكاراً تسيء لتعاليم الدين الإسلامي السمح.
وأكد «ليكن معلوماً هنا وفي كل مكان آخر، الآن ومستقبلاً، أن الصورة الحقيقية لديربورن هي ما يجري هنا، وليست ما دأبت وسائل الإعلام على تقديمها».
وحث السبلاني مجتمع المدينة والمنظمات والفعاليات المحلية على تعزيز «الأسس الإيجابية لهذه المدينة العظيمة»، مطالباً بلدية ديربورن بالقيام بواجباتها من خلال التأكيد على تنوع قواها العاملة، في جميع المواقع والمستويات، وبشكل خاص استقطاب الشباب والموهوبين لكي يقيموا في المدينة بدلاً من مغادرتها إلى أماكن أخرى.
كما حثّ السبلاني أبناء المجتمع المحلي على البقاء في المدينة التي ستولد من جديد والتي سيكون لها مستقبل أكثر إشراقاً على خلفية الاستثمارات الهائلة التي ستضخها شركة «فورد» في المدينة خلال السنوات القادمة.
وقال «إن شبابنا يهاجرون إلى مدن أخرى»، مشيراً إلى ارتفاع أسعار التأمين على السيارات الذي يرغم الكثيرين من أبناء المدينة على قيادة مركباتهم بدون تأمين، أو يدفعهم إلى مغادرة المدينة بحثاً عن فرص أفضل للعيش. وأضاف «أتفهم أن هذه المسألة تعاني منها كامل ولاية ميشيغن، ولكنها أصبحت مسألة مقززة في ديربورن»، داعياً حكومة المدينة وشركة «فورد» وشركات التأمين على السيارات، إلى الاجتماع والعمل على إيجاد حلول لهذه المعضلة.
كلمة أورايلي
وفي كلمته، وصف رئيس البلدية جاك أورايلي حفل الإفطار بـ«المثال الحي على قدرة المدينة على التوحد ومواجهة الخطاب الذي يستهدف المسلمين والمهاجرين في الولايات المتحدة»، مشيراً إلى أنه كان قد استقبل في بداية ذلك اليوم مجموعة من الطلاب الألمان الذين اجتمعوا برئيس البلدية للتعرف على الآليات التي اعتمدتها المدينة للتغلب على تحديات الهجرة واستيعاب المهاجرين.
وقال إنه أحاط هؤلاء الطلاب علماً بأن النموذج الديربورني مختلف عن النماذج الأوروبية، «لأن كل من يأتي إلى هنا مدعو لأن يكون جزءاً من المدينة، لا أحد مرفوض أو معزول ولو كان الأمر كذلك لما قدم أحد إلى المدينة»، مشيراً «إلى أن التطرف (لدى الأفراد) ينبع من شعورهم بأنه غير مرحب بهم».
وأثنى رئيس البلدية على «مجلس ديربورن التربوي» الذي يعتمد مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع طلاب المدينة، مشدداً على أن هذه السياسة «تعكس من نحن وكيف ننجح في المستقبل».
وحث أورايلي الجميع حول العالم إلى الجلوس إلى طاولة واحدة، كما دعا رجال الدين في المدينة –ومن جميع الأديان– «إلى الصلاة والعمل معاً من أجل القضايا المشتركة» و«الاحتفال بتنوع المجتمعات والاعتراف ببعضها البعض».
وأشار أورايلي إلى أن البلدية ستعمل على حل بعض المشاكل، لاسيما ارتفاع أسعار التأمين على السيارات، وقال «إننا نعمل على حل هذه المشكلة مع المسؤولين في لانسنغ».
وشدد على أن شعار «ديربورن واحدة» كان شعار حملته الانتخابية الأولى لرئاسة البلدية عام 2006، وأنه مايزال يؤمن بأن هذا الشعار سيبقى مرفوعاً وسيتم العمل على تحقيقه من خلال إزالة الحواجز بين جميع السكان من مختلف التوجهات والخلفيات والأديان.
وأضاف «ليس المهم ما هو دينك، المهم أننا جميعاً مؤمنون، والأهم أننا نؤمن ببعضنا البعض».
Leave a Reply