١٣٦٩ طالباً احتفلوا مؤخراً بتخرجهم من ثانويات ديربورن العامة الثلاث في ختام العام الدراسي ٢٠١٦–٢٠١٧، محققين نسبة نجاح ٩٣ بالمئة، إضافة إلى حصولهم على منح جامعية تقدر قيمتها الإجمالية بحوالي ثمانية ملايين دولار، في مؤشر واضح على الأداء المتميز لطلاب مدارس ديربورن العامة التي تعد رابع أكبر منطقة تعليمية على صعيد ميشيغن.
المشرف العام على المدارس، د. غلين ماليكو، علق على النتائج الباهرة بالتعبير عن شعوره بالفخر لهذا العدد الكبير من الخريجين المميزين إضافة إلى نسبة النجاح العالية.
وأضاف أن الثانويات الثلاث (ديربورن هاي، وفوردسون، وأدسيل فورد) حازت على تنويه العديد من الجهات، بسبب إعدادها الجيد للطلاب وتحضيرهم للدراسة في الكليات وما بعد الكليات». وتابع أن «معدل التخرج الحالي (93 بالمئة) هو أعلى من أي وقت مضى. ولكنه يعني أن هناك تحسناً بنسبة 7 بالمئة لا يزال علينا تحقيقه».
وأردف مالَيكو «أن العنوان الكبير هذا العام هو نجاح الطلاب، وأنه لشعور جميل أن نرى دعم الجالية والنمو السريع للمنطقة التربوية». وتابع «أنا فخور جداً بمنطقتنا، فخور بالطلاب، وهناك الكثير من الناس مدعاة للفخر هنا.. طلابنا سوف يصنعون المستقبل، ليس فقط في ديربورن، ولكن في بلادنا بشكل عام. يبدو المستقبل مشرقاً».
منح بملايين الدولارات
ومن بين 606 خريجاً من ثانوية فوردسون العامَّة هذا العام، حصل 146 منهم على منح جامعية بقيمة 3 ملايين دولار. وفي «ثانوية ديربورن»، حصل 121 طالباً من أصل 443 خريجاً، على منح جامعية بقيمة 3.7 مليون دولار، كما تلقى خريجون من «ثانوية أدسيل فورد» منحاً بقيمة ١.٥ مليون دولار.
أما أبرز الجامعات التي اختارها خريجو ثانويات ديربورن العامة لمواصلة الدراسة فيها، فكانت «جامعة ميشيغن–آناربر» و«جامعة ميشيغن ستايت» و«جامعة وين ستايت»، و«جامعة ميشيغن–ديربورن» و«كلية هنري فورد».
وقد تم قبول عدد من الطلاب في جامعات أميركية مرموقة خارج ولاية ميشيغن، لكن معظمهم فضل الانتساب إلى الجامعات المحلية رغبة منهم بالبقاء في منطقة ديترويت حيث الأهل والأصحاب.
وكان لافتاً في حفلات التخرج التي أقامتها الثانويات الثلاث في حزيران (يونيو)، أن الطلاب العرب كانوا الأكثر تفوقاً، حيث ألقى ثلاثة منهم خطابات الخريجين بوصفهم الأفضل أكاديمياً بين زملائهم.
طلاب متفوقون
الحاصل على المرتبة الأولى في ثانوية فوردسون، محمد حميد، لبناني أميركي (18 عاماً)، وقد نال معدل عام GPA مقداره 4.45 وتم قبوله في «جامعة ميشيغن–ديربورن»، و«جامعة وين ستايت» إضافة إلى «جامعة هارفرد» بولاية ماساتشوستس.
وبالفعل، زار حميد «جامعة هارفرد» في بوسطن، لكنه لم يتمكن من مقاومة اختيار نفس الجامعة التي انتسب اليها أشقاؤه الثلاثة الأكبر منه سناً وهي «جامعة ميشيغن» في ديربورن.
وحصل حميد على «منحة بريم»، وهي منحة جامعية كاملة للدراسة في «جامعة ميشيغن» مخصصة فقط لطلاب «فوردسون»، وسوف يحضر الصفوف ابتداءً من الخريف المقبل.
«أحببت جامعة ميشيغن منذ أن كنت صغيراً»، أكد حميد، واستدرك بالقول «عندما أصبحت أكبر سناً، أتيحت لي زيارة الجامعة والاطلاع على الحرم الجامعي والبرامج، والأساتذة… كل شيء جعلني أشعر بأن هذا المكان سيكون مناسباً لي».
ولم يقرر حامد بعد، الاختصاص الذي سيدرسه في حرم ديربورن، لكنه أشار إلى أنه «سيكون بالتأكيد واحداً من اختصاصات العلوم الطبيعية».
وعن تجربته في مدارس ديربورن يقول: «لقد أحببت فعلاً حقيقة أنني جزء منها»، مؤكداً أنه لم يستهن يوماً واحداً بدراسته، وأن الإدارة نجحت حقاً في توفير بيئة مؤاتية للنجاح.
كما عبر حميد عن شكره لوالديه وأخوته لأنهم «خلقوا بيئة منزلية ممتازة» وأثنى على أصدقائه وكل الإداريين والمعلمين والمستشارين لدعمه طول الطريق الدراسي.
هاني الحسن الطالب المتفوق في ثانوية ديربورن، هو أيضاً لبناني أميركي، وقد تخرج بمعدل من ٤.٤١ وتم قبوله في «جامعة وين ستايت» و«جامعة ميشيغن–ديربورن» التي عرضت عليه بدورها منحة كاملة للدراسة في جامعة آناربر باختصاص مجال الهندسة الكيميائية.
«الجزء الأفضل في مدارس ديربورن العامة هو وجود الجالية العربية وهذا ما لا يمكنك العثور عليه في أي مكان آخر»، أفاد الحسن، واستدرك بالقول إن طلاب ديربورن بحاجة إلى مزيد من الفرص لإبراز مواهبهم، مؤكداً أن هناك الكثير الذي يمكن تقديمه لهم.
كما شكر الحسن (17 عاماً) والديه على دعمهما الكامل، وجدّه الذي غرس فيه أهمية التعليم «هو حقاً قدوة ومعلّم». كما عبر عن تقديره لمدرسة فنون اللغة، الدكتورة أميرة قاسم، «التي غيَّرت وجهة نظره في التعليم».
وأوضح أنها «الوحيدة في الثانوية التي أعطتني علامة A ومنذ ذلك الحين، غيرت وجهة نظري بأكملها نحو التعليم… وبعد التخرج من صفها، أدركت وقتها أن المسالة ليست حول العلامة المدرسية التي تتلقاها، بل المعرفة التي تكتسبها في الصف».
خالد عبد الشافي (18 عاماً) طالب فلسطيني أميركي، حاز على المرتبة الأولى بين خريجي «ثانوية أدسيل فورد» للعام الدراسي، وقد تخرج بمعدل 4.375 وسوف يدرس الهندسة للتمهيد لاختصاص ما قبل الطب في «جامعة ميشيغن» من ضمن منحة جامعية شاملة.
وقد أفصح عبد الشافي أن أكثر ما أثر به في المرحلة الثانوية هو انخراطه في «نادي العدالة الاجتماعية» في المدرسة، مضيفاً انه كان عضواً في المجلس التنفيذي للنادي الطلابي، وأضاف «عندها بدأت فعلاً المشاركة في الأنشطة الأكاديمية خارج المنهاج».
وشكر عبد الشافي اهتمام والديه به مقدراً «مشورتهم طوال سنوات دراسته وفي قادم الأيام». كما أكد أنه يهدف إلى أن يكون قدوةً لأشقائه الستة الأصغر منه سناً.
واستطرد عبد الشافي، بأن دراسته في مدارس ديربورن العامة سمحت له بمقابلة بعض أكثر المعلمين الكادين الذين يهتمون بطلابهم. وأضاف «بدأت المسيرة مع المعلمين في المرحلة الابتدائية. لقد وفروا الأسس لتعليمي وساعدوني في كل خطوة خطيتها في هذا المسار».
Leave a Reply