عقد قائد شرطة ديربورن رونالد حداد مطلع الأسبوع مؤتمراً صحفياً في مقر البلدية، معلناً عن تراجع ملحوظ بمعدلات الجريمة في المدينة خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري، على الرغم من الارتفاع الكبير في عدد الاعتقالات المتعلقة بالمخدرات.
وتحدث حداد بإسهاب عن إنجازات دائرته في كشف المجرمين والقبض عليهم ومحاكمتهم، مطالباً الجمهور بالتعاون مع السلطات للقبض على عدد من المطلوبين، أبرزها سرقة بطاقات الائتمان عبر أجهزة الـ«سكيمر» التي يتم تثبيتها على مضخات الوقود في المحطات لنسخ البيانات عن بطاقات الائتمان واستخدامها لاحقاً لسحب الأموال.
ووفقاً لحدَّاد، تراجعت معدلات الجريمة في المدينة عموماً بنسبة 11.20 بالمئة، مقارنة بالفترة نفسها من عام ٢٠١٦، حيث شهدت ديربورن خلال النصف الأول من العام الجاري (٢٠١٧) وقوع 3246 جريمة، مقابل 2881 في الأشهر الستة الأولى العام السابق. ولكن ذلك لم ينف وجود بعض المؤشرات «المثيرة للقلق»، بحسب حداد، مثل ارتفاع حالات الاعتقال المتعلقة بتعاطي وحيازة وترويج المخدرات، في حين سجلت توقيفات القيادة المتهورة في شوارع المدينة تحسناً طفيفاً مقارنة بالعام الماضي، رغم وقوع عدد من حوادث السير المميتة هذا العام.
تعاون السكان
حدَّاد دعا المواطنين إلى توخي الحذر واليقظة والتعاون مع الشرطة للقبض على المجرمين، داعياً إلى المساعدة في التعرف على عد من المطلوبين الذين أظهر صورهم خلال المؤتمر الصحفي بحضور رئيس البلدية جاك أورايلي وعدد من مسؤولي المدينة.
وكشف قائد الشرطة، اللبناني الأصل، عن صور لاثنين من المحتالين الذين يستخدمون أجهزة «السكيمرز» لسرقة أموال بطاقات الائتمان، ويعتقد بأنهما على علاقة بجرائم مماثلة في مدينتي غاردن سيتي وكانتون، وقد تم رصدهما داخل سيارة فضية من نوع «نيسان مورانو» وسيارة أخرى لم يحدد طرازها.
وطالب حدَّاد السكان بإبداء المساعدة للقبض على مشتبه به بسرقة محتويات من السيارات في محيط تقاطع شارعي ميشيغن أڤنيو غالي عند الحدود مع ديربورن هايتس، مضيفاً بأن المشتبه به، وهو رجل أميركي أبيض، يعتقد بأنه يستهدف «فانات» متعهدي البناء حيث يقوم بالتجول في تلك المنطقة بهدف سرقة محتويات الفانات المتوقفة هناك. ويقع في المكان متجر عملاق لسلسلة «هوم ديبو» للتحسينات المنزلية.
وتناول حدَّاد أيضاً جرائم اقتحام وسرقة الصيدليات التي وقعت في كانون الثاني (يناير) في ديربورن وديترويت وعدة مدن. وقال إن المحققين في شرطتي المدينتين، بالتعاون مع مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي)، توصلوا إلى أن 11 من تلك العمليات كانت مرتبطة بمجموعة من المشتبهين والسيارات ومحلات الإقامة في أنحاء مترو ديترويت.
«لدينا ثلاثة اشخاص محتجزون»، قال حداد، مستدركاً بأن الشرطة لا تزال تبحث عن أشخاص آخرين يعتقد أنهم ضالعون في تلك الجرائم، رافضاً أن يعطي مزيداً من التفاصيل لعدم التأثير على التحقيقات الجارية.
أما بالنسبة لسرقة محتويات السيارات فإن المجتمع المحلي كان متجاوباً مع حملة «إقفلها أو اخسرها» التي أطلقت بهدف مكافحة جرائم سرقات السيارات، وتوعية السكان إلى ضرورة إقفال سياراتهم لتلافي جذب المجرمين.
وفي إحدى الحوادث التي تظهر تيقظ سكان الأحياء، ذكر حداد أنه في 9 حزيران (يونيو) قام أحد المواطنين باقتفاء أثر ماركوس تيمونز (20 عاماً من ديترويت)، وديزموند بازنر (21 عاماً من ريدفورد)، بعد أن لاحظ أنهما حاولا عبثاً سرقة إطارات من سيارة متوقفة. وبقي المواطن يراقب المتهمين حتى وصول دورية الشرطة التي قامت بإلقاء القبض عليهما، ليمثلا أمام محكمة المدينة.
وقد أظهر التحقيق أن المشتبهين كانا يقتادان سيارة مسروقة وانهما كانا مسؤولين عن جرائم أخرى وقعت في المدينة.
حداد أسهب أيضاً بأن مواطناً آخر ساهم باعتقال رجل قام بنشل هاتف خليوي من فتاة (13 عاماً) على شارع ميدلسكس جنوب ميشيغن أفنيو، وذلك بعد التعرف عليه من خلال كاميرا مراقبة قريبة في المكان، وقد أحيل فلورين بوبيتش إلى المحاكمة بتهمة السطو غير المسلح.
كما أعرب قائد شرطة ديربورن عن سعادته لإدانة رجلين مسلحين اقتحما مخفر الشرطة في ديربورن وهما ملثمان ويرتديان سترات واقية في الخامس من شباط (فبراير) الماضي، وسوف تصدر القاضية في محكمة مقاطعة وين، مريم بزي، الحكم عليهما في جلسة تعقد يوم 18 آب (أغسطس) القادم.
وقال حداد إن دائرته تلقت الدعم والثناء من «جميع أنحاء العالم»، مشيراً إلى قول «معظم الناس بأنه إذا حاول أحدهم القيام بالأمر نفسه في مقراتهم لما انتهت الأمور بهذا الشكل الذي انتهت إليه في ديربورن.. وهذا إن دلّ على شيء فعلى الاتزان والتعقل الذي يتمتع به عناصرنا… وهذا يجعلني أكثر فخراً بهم».
المخدرات والقيادة المتهورة
في سياق آخر، أقر حداد بأن الزيادة بنسبة 26 بالمئة في الاعتقالات المتعلقة بجرائم المخدرات شكلت صدمة مذهلة، وأردف «لقد تم اعتقال 588 شخصاً… وأنا أعتقد بأننا أطلقنا منهاجاً شاملاً لمحاولة تثقيف مجتمعنا ولكن عندما نجد انتهاكات البعض من شأنها أن تعرض مجتمعنا للخطر عبر بيع حبوب… فلن نألو جهداً في إتخاذ إجراءات ضدهم».
كما أشار حداد إلى قيام شرطة ديربورن باعتقال طبيب محلي يُدعى تيتي أونيانغو بتهمة تزويد تجار المخدرات بالعقاقير المخدرة. وذلك بالتعاون بين مكتب التحقيقات الفدرالي ودوائر حكومية وأمنية أخرى. وقد وصف أونيانغو بأنه من أبرز مزوّدي موزعي المخدرات بالوصفات الطبية غير القانونية في مترو ديترويت (مزيد من التفاصيل في قسم «قضاء وقدر»).
وأضاف «عندما تنظر إلى الأزمة التي تعصف بأميركا الآن، فإن شخصاً واحداً مثل هذا في أوساطنا يزيد الامور تعقيداً وسوءاً»، وتابع «نحن سنستمر في البحث عن الأطباء الذين يقومون بمثل هذا الفعل المشين في مجتمعنا» وملاحقتهم بأقسى التهم أمام القضاء.
وعن جهود الشرطة لكبح مظاهر القيادة المتهورة في شوارع المدينة، خلص حدَّاد إلى القول إنَّه منذ حوالي ستة أسابيع «بدأت الشرطة مبادرة التحفيز على القيادة الآمنة للسيارات بسبب الارتفاع المريع بالوفيات والإصابات نتيجة الحوادث المرورية في شوارعنا».
وكشف حدَّاد أن الشرطة قطرت خلال هذه الفترة حوالي 300 سيارة بسبب سباقات السرعة والتحدي بين الشباب والمراهقين. وأضاف «يمكنكم الاستنتاج بأن الأرقام مثيرة للقلق»، مشيراً إلى أن الجانب الإيجابي في الموضوع هو أنه لم يسجل سقوط وفيات جدد بحوادث السير في المدينة منذ إطلاق حملة استهداف القيادة المتهورة في نيسان (أبريل) الماضي، مشدداً على أن دائرته سوف تستمر في «التثقيف وتطبيق القانون.. لأن سلامة مجتمعنا تأتي أولاً».
Leave a Reply