التهويل بالحرب الإسرائيلية الجديدة على لبنان ومقاومته بدأ منذ تولي دونالد ترامب رئاسة أميركا، خصوصاً بعد أنْ توالت هزائم التكفيريين الإرهابيين في سوريا على يد الجيش العربي السوري والمقاومة وحلفائهما مقابل التقدم السريع للجيش العربي العراقي والحشد الشعبي المبارك نحو تحرير الموصل والقضاء على دولة الخرافة وهذا ما تم فعلاً في هذا الشهر ومر النصر المؤزَّر مروراً عابراً بينما عندما احتل الدواعش الموصل وجزءاً كبيراً من أراضي العراق هلل لهم الاعلام ومنحهم دعاية أكبر من جيش إسرائيل الذي سُمِّيَ بأنه لا يُقهر والذي تبين فيما بعد أنَّه جيشٌ من ورق بسبب المقاومة في لبنان.
لقد سرى هذا التهويل كالنار في الهشيم لدرجة أنَّ بعض الصحف المحتضرة سرَّبت أن مصادر في المقاومة طلبت من إدارات المدارس إنهاء الفصل الدراسي مُبكِّراً هذا العام تحسُّباً لأي طاريء. حزيران هو الشهر المُفضَّل تاريخياً لتل ابيب ففيه كسبت أهم حروبها ضد العرب مجتمعين ولكنها أيضاً تعرضت لهزيمة نكراء في لبنان لم تعرفها في تاريخها والتي نحتفل بسنويتها الحادية عشرة هذا الشهر. وبسبب حرب 2006 فقدت إسرائيل قرار الحرب والسلم معاً بعد ان حققت المقاومة التوازن الاستراتيجي مع العدو. إلا أنَّ ثمن النصر كان باهظاً وكلف مليار دولار لكي يوقظ الفتنة الطائفية من رقادها ويوغر صدر الأنظمة الرجعيَّة ضد المقاومة وسوريا الحاضنة لها خصوصاً بعدما وصف الرئيس بشَّار الاسد حكام العرب بأشباه الرجال، كما أطلق النصر عصر «الربيع العربي» المشؤوم!
المهم، رحل حزيران وشارف تمُّوز على الانتهاء ولم تجرؤ تل أبيب على إعلان الحرب رغم الضوء الأخضر من واشنطن لأنها تعرف أنَّ الخطر عليها هذه المرَّة سيكون وجودياً، وذلك للأسباب الآتية:
1 – تعاظم قدرات المقاومة العسكرية وتراكمها بعد حرب 2006 وخبرتها القتالية في سوريا بالاضافة إلى سريتها وكتمانها لسر قوتها الحقيقية مستفيدة من اخطاء الثورة الفلسطينية. وقد تحدثت الأنباء عن أنَّ قرار العدو بالعدوان أتخذ لتوِّه لكنَّه توقف بعد اكتشافه ان المقاومة خرقت مطار بن غوريون وأضحت قادرة على أنْ تصل لأي نقطة في فلسطين بالإضافة إلى حل قضية التفوق الجوي الاسرائيلي وامتلاك المقاومة للطائرات بدون طيار وصواريخ مخصَّصة للمفاعلات النووية في ديمونا والغواصات والمصانع البتروكيميائية في حيفا.
2 – تهديد السيِّد حسن نصرالله بأن الحرب المقبلة ستفتح أبواب جهنم من المتطوعين من كل بلدان العالم العربي والإسلامي ولن تقتصر الجبهة على لبنان بعد قرار دمشق الاستراتيجي بفتح جبهة الجولان.
3 – كسب محور المقاومة دولة جديدة في صفه هي اليمن وجيشها وشعبها البطل الصامد الصابر الثائر على الطغيان والمحارب للوهَّابية التكفيريَّة المتحالفة مع الصهيونية العنصرية والذي في عز محنته يتظاهر بالملايين من أجل القدس في يومها العالمي. إنَّه حب اليمن في زمن الكوليرا.
4 – انتصار العراق الحاسم على الدواعش المجرمين وإبادة دولة الخرافة التي صنعها بنو سعود وقطر وتركيا والغرب فانقلب كيدهم إلى نحرهم بفضل الفتوى التاريخية للمرجع السيِّد السيستاني التي صانت العراق وأدت الى تشكيل الحشد الشعبي وهذا أعظم إنجاز لا مثيل له في القرن الحالي. وكان السيِّد قد حمى العراق من المجازر الطائفية خلال الإحتلال الاميركي وبروز المجرم الزرقاوي، برغم الحملات المشبوهة على المرجعية وكلام الكاتب أسعد أبو خليل المغلوط في هذا المجال.
وتأكيداً لدور المقاومة في المشاركة في صنع نصر العراق جاء الاعتراف الكامل من قائد لواء القدس الجنرال الايراني سليماني الذي قال انه يقبل يدي السيِّد نصرالله ممَّا يجعل من المقاومة لاعباً إقليمياً لا يصب في مصلحة العدو.
5 – الانتصار المرتقب لسوريا على الإرهاب التكفيري وتعزيز دفاعاتها الجوية ضد الطائرات الإسرائيلية والتي أسقطت طائرة للعدو في السابق، كذلك عدم اهتمامها بالخطوط الحُمر الأميركية التي يبدو وكأنها تريد تأخير القضاء على آخر معاقل “داعش”، ممَّا سيشكل نهوضاً قوياً لسوريا ودعماً للمقاومة في لبنان في أي حرب مقبلة وستكون أحدث أسلحة الجيش السوري الاستراتيجية بتصرف المقاومة بأمر مباشر من الرئيس الأسد.
6 – الخلاف المستعر بين حاضني الإرهاب سيشغل بني سعود عن تشكيل حلف ضد المقاومة في حال وقعت الحرب ولن يتمكن حكام السعودية من التصويب المذهبي عليها بعد ان ثبت ان الفتنة السنية الشيعيَّة هي عمل مخابراتي سياسي بدليل ان قطر والسعودية يتبعان نفس عقيدة الوهَّابية وهما اليوم من ألد الأعداء. وكذلك قتال سفاحي «داعش» و«النُصرة».
تبقى المخاطر مستمرة بسبب اختفاء مرتزقة “داعش” فجأةً تحت الأرض وإمكانية ظهورهم واستعمالهم من جديد بعمل استخباراتي ودفعهم نحو لبنان من خلال بؤرة عرسال ومن هنا قرار المقاومة بالحسم ومنع هذا الدفرسوار الأمني من الاستفحال هناك ممَّا جعل بقايا صغار 14 آذار يستنفرون ويقومون بحملة منظَّمَة على الجيش اللبناني وأولهم العقاب صقر المتخصص بالبطانيات والحفاظات لكن ليس للاجئين السوريِّين في لبنان. الا ان المقاومة وسوريا وإيران ومعهما روسيا وشرفاء العالم بالمرصاد لكل طاريء والمقبل من الأيام سوف يعزز مقولة ان هذا زمن الانتصارات!
Leave a Reply