هامترامك – «صدى الوطن»
يستعد الناخبون في هامترامك للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التمهيدية لمجلس بلدية المدينة التي جذبت في العام ٢٠١٥ اهتماماً وطنياً ودولياً باعتبارها أول مدينة أميركية يشكل المسلمون غالبية أعضاء مجلسها البلدي، ولكن التوازنات الحالية قد تتبدل جذرياً بعد المعركة الانتخابية المنتظرة هذا الخريف.
ويخوض عشرة مرشحين السباق التمهيدي المقرر في ٨ آب (أغسطس) المقبل، ليتأهل ستة منهم إلى الانتخابات العامة في تشرين الثاني (نوفمبر) القادم، وذلك للتنافس على ثلاثة مقاعد من أصل ستة يتألف منها المجلس الذي يضم أيضاً رئيس البلدية الذي له حق التصويت (الصوت السابع)، وفق دستور المدينة.
ويتميز السباق الرئاسي هذا العام بوجود عدد غير مسبوق من المرشحين العرب لخوض غمار التجربة الديمقراطية في المدينة، وذلك بعد التجربة الناجحة التي خاضها العضو الحالي، اليمني الأميركي، سعد المسمري، قبل عامين بفوزه بعضوية المجلس البلدي الحالي الذي يضم إلى جانبه ثلاثة أعضاء مسلمين أميركيين من أصول آسيوية هم أنعام مياح وآبو موسى، ومحمد حسن، إضافة إلى العضوين من أصول بولونية أندريا كاربينسكي وآيان بيروتا. فيما تتولى رئاسة البلدية، كارين ماجَوسكي، وهي أيضاً من أصول بولونية، كما معظم السكان البيض في المدينة.
وتواجه ماجوسكي ثلاثة منافسين في المرحلة التمهيدية، للاحتفاظ بمقعدها لأربع سنوات إضافية. والمرشحون الآخرون هم: عضو المجلس البلدي الحالي محمد حسن، وعاصم رحمن، وكاثي غوردن، وسيتأهل مرشحان من أصل الأربعة للانتخابات العامة المقررة في السابع من نوفمبر المقبل.
وتعتبر هامترامك أكثر مدن ولاية ميشيغن احتواء للسكان المولودين خارج الولايات المتحدة، حيث يشكل المهاجرون حوالي ٤٥ بالمئة من إجمالي السكان البالغ عددهم زهاء ٢٢ ألف نسمة، متقدمة في ذلك على تروي وديربورن.
ويشكل ذوو الأصول اليمنية والبنغلادشية والبولونية معظم سكان مدينة هامترامك المحاطة من جميع الجهات بمدينة ديترويت.
يخوض ثلاثة يمنيين أميركيين انتخابات المجلس البلدي من أصل عشرة مرشحين، وهم: محمد السميري (رجل أعمال) وعقيل الحالمي (مُعلّم وناشط اجتماعي) وفاضل المرسومي (فنّي في مجال خدمات التكنولوجيا).
أما بقية المرشحين فهم، الأعضاء الحاليون: أندريا كاربينسكي، أنعام مياح، وآيان بيروتا، إضافة إلى كل من: جياس تالكودر، منزور الكريم، نعيم تشودري، وشوكت تشودري.
مدينة متغيرة
من جانبه، قال سعد المسمري، لـ«صدى الوطن» إن الاهتمام السياسي المتنامي في أوساط الجالية بمدينة هامترامك «أمرٌ مشجع»، «ولكن لايزال أمام بلدية هامترامك طريق طويل لتعكس التمثيل العادل لسكان المدينة».
وتبدو هامترامك مختلفة بشكل كبير اليوم عما كانت عليه في أوائل القرن العشرين، عندما غزا المهاجرون الألمان والبولنديون المدينة التي أنشئت حديثاً. وحتى في مرحلة السبعينيات كان 90 بالمئة من سكان المدينة من أصول بولندية
ولكن في غضون ثلاثة عقود تقريباً، انخفض عدد السكان البولنديين إلى نحو 12 بالمئة حالياً.
وعن ذلك أدلى المسمري بأن اليمنيين الأميركيين يشكلون اليوم نحو 30 بالمئة من سكان هامترامك. بينما يشكل البنغاليون حوالي 23 بالمئة من السكان، والأميركيون الأفارقة 17 بالمئة. فيما يشكل المسلمون عموماً حوالي 63 بالمئة من عدد السكان.
وعلى الرغم من أن اليمنيين الأميركيين شكلوا الداعم الأساسي لاقتصاد المدينة على مدى السنوات الماضية غير أنهم لا يزالون يفتقدون إلى الحد الأدنى من التمثيل في المناصب والوظائف البلدية، إذ أن «85 بالمئة منهم لا يصوتون»، على حد قول المسمري الذي أكد «أن فرداً واحداً لا يستطيع القيام بهذه المهمة لوحده»، في إشارة إلى أنه العضو العربي الوحيد في المجلس البلدي، مشدداً على أنه «لا يوجد عرب أميركيون آخرون يعملون في دوائر البلدية لهامترامك. بل هناك موظف مسلم بنغالي واحد فقط يعمل في البلدية»!
وفي السياق، حث المسمري الذي هاجر من اليمن في عام 2009، المرشحين العرب الأميركيين «على تقديم خطة واضحة للناخبين والعمل بجد في الحملات الانتخابية».
أزمة داخلية
وتأتي الانتخابات الحالية في هامترامك بعد أشهر من التوتر داخل أروقة البلدية على خلفية تعيين مدير جديد للمدينة، وذلك لأول مرة منذ وضع هامترامك تحت سلطة قانون الطوارئ المالية عام ٢٠١٣، لمعالجة أزمة العجز في ميزانيتها العامة.
ومع انتهاء عقد مديرة البلدية المعينة من قبل حكومة الولاية، كاترينا باول، التي استمرت في منصبها لمدة عامين ونصف، أتيحت لمجلس البلدية المكون من ستة أعضاء فرصة تعيين مدير جديد، بعد رفض الأعضاء المسلمين الأربعة تمديد ولاية باول، أو الموافقة على البديل الذي عينته قبل يومين من انتهاء عقدها في 30 حزيران (يونيو) الماضي.
وحول هذا الشأن ذكر المسمري «أن باول لم تعمل للبلدية كما كان متوقعاً منها».
وفي اجتماع طارئ عقد في 14 حزيران الماضي، قرر المجلس تعيين كايل ترتزاغ، مدير البلدية السابق لخلافة باول، وذلك بعد مناقشات صاخبة وصلت إلى حد تبادل الشتائم بين الأعضاء، إلا أن الولاية رفضت تعيين ترتزاغ بناءً على عدم أهليته للمنصب، وهو ما دفع المجلس إلى سحب اقتراح آخر بتعيين أمين خزانة المدينة جون غابور، لكونه يفتقد بدوره الخبرة المطلوبة لإدارة مدينة يفوق عدد سكانها عشرة آلاف نسمة، بحسب المواصفات المطلوبة من قبل المجلس الانتقالي الذي عينته الولاية للإشراف على شؤون هامترامك، بموجب قانون الطوارئ المالية.
وصوت الأعضاء الأربعة في جلسة لاحقة على تعيين كاثي أنغيرر، مديرة العلاقات الحكومية–الاجتماعية في البلدية، وهي عضو سابق في مجلس نوَّاب ميشيغن، وقوبل القرار بمعارضة كاربينسكي وبيروتا، اللذين تحولا إلى أقلية معارضة وصوتا ضد أنغيرر احتجاجاً على قرار بقية الأعضاء بعدم تجديد عقد باول وكذلك رفض قرارها بتعيين قائدة الشرطة آن مويس خلفاً لها قبل رحيلها.
ولا يزال تعيين أنغيرر بحاجة إلى مصادقة الهيئة المشرفة على شؤون هامترامك.
Leave a Reply