واشنطن – مني الرئيس الأميركي دونالد ترامب بهزيمة تشريعية جديدة في سعيه الحثيث لإلغاء نظام الرعاية الصحية الذي أرساه سلفه باراك أوباما والمعروف باسم «أوباماكير»، وذلك بعد امتناع الشيوخ الجمهوريين عن توفير الدعم اللازم للخطة الحزبية البديلة.
وكان ترامب قد وعد خلال حملته الانتخابية بإلغاء واستبدال «أوباماكير»، إلا أنه وجد نفسه أمام عقبات، من جانب بعض المشرعين الجمهوريين، في ظل معارضة شاملة من الديمقراطيين داخل الكونغرس.
يشار إلى أن للجمهوريين 52 عضواً في مجلس الشيوخ المؤلف من 100 عضو.
ولا تنص مسودة القانون الجمهوري على الالغاء التام لبرنامج «أوباماكير» الذي يعود إلى العام 2010 الذي بات في غضون سبع سنوات يحظى بشعبية نسبية مع استفادة ملايين الاشخاص منه، بالرغم من أعبائه المالية الكبيرة على المستهلكين والاقتصاد الأميركي.
وأبقى المشروع الجمهوري إلى حد ما على تركيبة «أوباماكير» لتفادي أن يجد ملايين الاميركيين المستفيدين منه فجأة أنفسهم بدون ضمان صحي. لكن تم إلغاء جزء كبير من تمويله وتقليص برنامج «ميديكيد» للرعاية الصحية الفدرالية للفقراء وذوي الاحتياجات الخاصة.
لكن هذه الخطة القائمة على «الإلغاء والتعويض المتزامن» لم تنل رضى المحافظين المتشددين الذين نددوا بالمشروع الجديد بوصف «أوباماكير لايت» (ملطف).
وغرد ترامب على تويتر قائلاً: «لقد تخلى عنا جميع الديمقراطيين وبعض الجمهوريين. كانت غالبية الجمهوريين مخلصة وممتازة وبذلت جهداً كبيراً. سنعاود الكرة». ودعا الرئيس أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين إلى التحرك «لإلغاء نظام أوباماكير الآن» والعمل على خطة لقانون رعاية صحية جديد «تبدأ بصفحة بيضاء»، وتتضمن بنوداً تجذب الديمقراطيين أيضاً.
ورفض ترامب تحمل المسؤولية عن نظام «أوباماكير» وقال للصحفيين في البيت الأبيض الثلاثاء الماضي، إنه ربما بات يتعين أن «يتركوا أوباماكير ليفشل».
وأضاف أنه «يشعر بخيبة أمل»، وتابع قائلا إنه عندما ينهار «أوباماكير» «سيتوجب على الجميع أن يتحدوا ويصلحوه ويضعوا خطة جديدة.. وهذا أمر جيد حقا للمواطنين، بأقساط أقل بكثير، وتكاليف أقل بكثير، وحماية أفضل بكثير».
وفي الجهة المقابلة، يتكتل الديمقراطيون بالكامل ضد المشروع، وقد انضم إليهم في المعارضة السناتوران الجمهوريان سوزان كولينز وراند بول، ثم السناتوران مايك لي وجيري موران للمشروع ما أحدث صدمة في واشنطن.
ودفن المشروع مساء الاثنين بعد تأكيد أربعة من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين معارضتهم ما يعني حسابياً أن المشروع لن ينال الخمسين صوتاً المطلوبة، من أصوات أعضاء مجلس الشيوخ المئة.
وتراجعت قيمة الدولار الأميركي خلال الأسبوع الماضي بعد سحب المشروع الذي أثار مزيداً من الشكوك حول الأجندة الاقتصادية للرئيس ترامب.
وهذا يعني أنه لم يعد بالإمكان طرح المشروع الحالي على التصويت ما لم يتمكن زعيم الجمهوريين ميتش ماكونيل من إقناع اثنين من المشككين بتغيير موقفهما. بل ربما يحتاج الجمهوريون إلى إقناع عضو ثالث بعدما أُصيب السناتور جون ماكين، بتجلط دموي في عينه اليسرى، ما يحول دون مشاركته في التصويت.
وقال مكتب السناتور البارز إن ماكين المرشح الجمهوري للرئاسة في العام 2008 مصاب بورم خبيث في المخ. وأضاف مكتبه إن تحليلاً للأنسجة بعد العملية كشف عن ارتباط التجلط الدموي بورم في المخ يعرف باسم الورم الأرومي الدبقي.
والورم الأرومي الدبقي هو ورم من الدرجة الرابعة وهي أشد الأورام شراسة. وقال مركز أندرسون للسرطان إنه يمكن للورم أن يكون عدوانياً للغاية وينتشر إلى أجزاء أخرى من الدماغ بسرعة كبيرة.
Leave a Reply