هذا المقال ينضح بالسخرية، وهو يدور حول زوجين وجدا نفسيهما متلبسين بالسعادة، فأصيبا بالدهشة والصدمة حين التفتا حولهما واكتشفا أن أكثر أصدقائهما الذين تزوجوا في نفس الوقت، أما أنهم انفصلوا أو تم الطلاق بينهم، ولم يبق إلَّا القليل الذين لا يزال زواجهم مستمراً في سعادة متأرجحة، إلى درجة جعلتهما يشعران أنه لا بد من أن يكون هناك عيب فيهما وخلل في زواجهما، فبدأا التفكير جدياً بالطلاق.
قال الزوج للزوجة: إننا مرضى، ماذا أصابنا؟
وافقت الزوجة وقالت: إننا فعلاً مرضى، فالجميع يتحدثون عنا باستهجان، وأغلب صديقاتي تزوجنّ مرتين على الأقل! صحيح أننا كنا نتشاجر خلال السنوات العشر السابقة وأعتقد أننا بحاجة إلى طبيب نفسي يحلِّل ما نعانيه!
واتفق الزوجان على استشارة أخصائي في شؤون الخلافات الزوجية ومشاكل الطلاق، وكان الأخصائي مشهوراً ومشهوداً له أنه بدلاً من أن يحاول جمع شمل الأزواج، فإنه يسعى لكي يفصل بينهم. وأغلب الناس لا يذهبون إلى مستشار الطلاق إلَّا إذا تخوفوا من أن زواجهم سيدوم إلى الأبد.
وكالعادة في عيادات الأطباء، انتظر الزوجان طويلاً حتى خرج المستشار من غرفة وأشار لهما برأسه للدخول، ثم بيده للجلوس.
كانت أولى كلماته: من الأفضل ألّا يمسك كل منكما يد الآخر هنا في المكتب! فوضَع كلٌّ منهما يديه على المقعد الذي يجلس عليه.
ثم بدأ بالكلام وقال: اذكرا لي قصتكما ولا تهملا أية تفصيلات. إن الأحداث الصغيرة تلقي كثيراً من الضوء على القضية بالنسبة لي.
فروى الزوجان له كيف التقيا وكيف تزوجا وعاشا في منزلهما وكيف يتشاجران ويعلو صوتهما أحياناً ولكن دوماً يتصالحان ويسخران من بعضهما البعض. تساءل الطبيب المستشار: هل تتجادلان حول المال؟ قال الزوج: أنا أعطيها ما تريده وهي تنفق كيفما تشاء! فقطب حاجبيه وقال: عندما تتشاجران، هل تهددك زوجتك بتركك والعودة إلى بيت أهلها؟ أجاب الزوج: قليلاً ما تفعل. ثم تساءل المستشار هل ترسل لزوجتك الزهور؟ أجاب الزوج: نعم، والورود دائماً. ثم سأل الزوجة: طبعاً تتضايقين لو قال لك أحدهم أنه شاهد زوجك يتناول الطعام مع فتاة جميلة؟ قالت طبعاً لن أتضايق، فلا بد أنها زميلة له في العمل!
ثم سأل الزوجة: إذا نسي عيد ميلادك وزار أمه ذلك اليوم، هل يزعجك ذلك؟ أجابت الزوجة: لا أبداً.
عندها حطَّم المستشار قلمه إلى قطعتين وسألهما: هل هناك أشياء تهتمان بالكلام عنها معاً؟ قالا نعم؛ هناك الكثير جداً من المسائل التي نتكلم فيها. وبانفعال سأل: مثل ماذا؟ أجابا: كل ما يحدث من مسائل الطلاق والانفصال بين أصدقائنا!
بدا الوجوم على وجه المستشار وقال: هذه أغرب قضية مرَّت عليّ وأشعر نحوها باليأس. وما سمعته منكما لا معنى له على الإطلاق، ونصيحتي لكما معاً أن تعودا إلى البيت وليحاول كل منكما أن يحطِّم أعصاب الآخر!
وكانت وصيته للزوجة: يجب أن تتعلمي كيف تكونين زوجة غيورة، وقال للزوج: عليك أن تبدو أكثر نضجاً ورجولة وعليك أن تضَخِّم الأشياء الصغيرة التافهة لتبدو مشاكل كبيرة، ويجب أن يعترض كل منكما على ما يقوله الآخر.
شكر الزوجان المستشار بشدَّة، وعندما فتح الزوج الباب لزوجته فقد الرجل أعصابه وقال: ما هذا؟ إنك تفتح لها الباب بأدب، كيف يمكن أن تنفصلا إذا بقيت تتصرف تصرفات غبيَّة كهذه؟
هذا المقال دعوة للترفيه في هذا الجو الحار وليس تحريضاً على الطلاق.. إطلاقاَ!
Leave a Reply