محمد الرموني – «صدى الوطن»
أمام المسؤولين في مدارس ديترويت العامة أقل من أسبوعين لتوظيف أكثر من ٢٠٠ مدرّس لملء الشواغر قبل انطلاق السنة الدراسية الجديدة في ٥ أيلول (سبتمبر) القادم.
ويأتي هذا الشح في عدد المعلمين على الرغم من الإجراءات التي اتخذتها الإدارة الجديدة بقيادة نيكولاي فيتي، الذي قام بتقليص عدد الوظائف الإدارية وتحويل ٥٠ موظفاً إلى داخل الصفوف كمعلمين بعد أن كانت مهامهم إدارية، إضافة إلى توظيف حوالي ٢٠٠ مدرس جديد خلال الشهرين الماضيين.
ويصر المشرف العام فيتّي على توفير العدد الكامل للمعلمين المطلوبين قبل بداية العام الدراسي في إطار جهوده لتحسين مستوى المدارس العامة في المدينة، التي كانت على شفير الإفلاس نهاية السنة الدراسية ٢٠١٦–٢٠١٧.
وقال فيتي «يجب أن يكون ذلك التزامنا… علينا أن نعمل بجد من الآن وحتى بداية السنة للقيام بذلك، وأي شيء أقل من هذا يعني خفضاً للتوقعات التي يستحقها أولادنا ومديرونا ومدرسونا»، وكانت المنطقة التعليمية واجهت خلال العام الدراسي الماضي صعوبة في ملء شواغر المعلمين في العديد من المدارس، حيث تحمل العديد من المعلمين أعباء أكبر، مما دفع مديري المدارس والعاملين في تطوير التعليم والمناهج الدراسية إلى الانخراط في عملية التدريس لسد الفراغات القائمة.
يشار إلى أن زيادة عدد الشواغر مردها إلى حالات التقاعد والاستقالة في السنوات الماضية، فضلاً عن صعوبة اجتذاب معلمين جدد بسبب تدني الرواتب.
وقد أقرت المنطقة التعليمية الشهر الماضي زيادة على رواتب المعلمين بنسبة ٧ بالمئة خلال السنتين القادمتين، قابلة للارتفاع أكثر في السنة الثالثة.
ولكن فيتي أقرّ بأن الزيادة غير كافية، حيث أن الرواتب في مدارس ديترويت العامة تبقى أدنى بكثير من المناطق التعليمية الأخرى في ميشيغن.
وبموجب العقد الحالي ستتراوح المرتبات في السنة الدراسية 2017–2018 للمعلمين الحاصلين على درجة البكالوريوس بين 38 و57 الف دولار سنوياً بحسب الأقدمية، أما حاملو درجة الماجستير فتتراوح رواتبهم بين 40 و67 ألف دولار، في حين أن السقف الأعلى للرواتب لأصحاب شهادة الدكتوراه يبلغ 68 ألف دولار.
وأفادت صحيفة «فري برس» في أواخر أيار (مايو) أنه في أي يوم من الأيام كان لدى منطقة ديترويت التعليمية حوالي 100 صف من دون معلم دائم، وقد بلغ العدد الإجمالي للشواغر 263 وظيفة منها 161 وظيفة شغلها مدرسون بديلون لفترة طويلة.
وقال فيتي الذي تولى منصبه في ٢٣ أيار المنصرم إنه خلال العقد الماضي –تحت سلطة إدارة الطوارئ– عانت المنطقة التعليمية من عدم الاستثمار بشكل سليم في الأنظمة والهياكل والأشخاص لتحسين التوظيف والاحتفاظ بالمعلمين، وأكد فيتي على ضرورة تغيير هذا النهج وإعادة هيكلة قسم الموارد البشرية حتى يكون هناك أشخاص يركزون فقط على التوظيف والتوجيه.
وفي الشهر الماضي أعلنت المنطقة التعليمية والبلدية عن برنامج يسمح لموظفي المدارس الذين يعيشون في المدينة بتلقي حسومات بقيمة 50 بالمئة لدى شرائهم منازل من سلطة بنك الأراضي في ديترويت.
أزمة أكبر من ديترويت
إن الشواغر المتزايدة في قطاع التعليم المدرسي، مشكلة وطنية تعاني منها المناطق التعليمية في أنحاء أميركا، وتتمثل بانخفاض عدد الأشخاص الذين يدخلون برامج إعداد المعلمين ويحصلون على شهادات التدريس لممارسة هذه المهنة.
وعلىسبيل المثال انخفض عدد الأشخاص الذين حصلوا على شهادة تدريس في ميشيغن من ٦٠٥٨ معلماً في العام الدراسي ٢٠٠٩–٢٠١٠، إلى ٤٥٩٩ معلماً في العام الدراسي ٢٠١٥–٢٠١٦، بحسب وزارة التعليم في الولاية.
فبالنسبة للكثيرين أصبحت مهنة التدريس أقل جاذبية بسبب تخفيضات الميزانية والتسريح وضعف حقوق التفاوض النقابية وزيادة الضغوط على المعلمين لتحسين أداء الطلبة، وقد حذر الكثيرون من أن التغييرات الأخيرة التي طرأت على نظام تقاعد المعلمين في ميشيغن، ستؤدي إلى تفاقم المشكلة.
Leave a Reply