ديترويت – التقت رئيسة اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري رونا رومني–ماكدانيال، عشرات الناشطين الأفارقة الأميركيين في مكتب الحزب بمدينة ديترويت الاثنين الماضي، في إطار مساعي الجمهوريين لاجتذاب الناخبين السود.
واستغلت رومني–ماكدانيال المناسبة لإدانة خطاب العنصرية والكراهية عقب المواجهات العنيفة التي هزت مدينة تشارلوتسفيل بولاية فيرجينيا وأدت إلى مقتل متظاهرة وإصابة ٣٤ آخرين.
وقالت «كرئيسة للحزب الجمهوري أود أن أكون واضحة تماماً بقولي إن التفوق الأبيض والنازيين الجدد و«كاي كاي كاي» وخطاب الكراهية والتعصب ليس لهم مكاناً في الحزب الجمهوري»، رافضة الانتقادات التي وجهت للرئيس دونالد ترامب بشأن موقفه من أحداث تشارلوتسفيل، لإدانته العنف من «عدة أطراف».
وأضافت أن رد الرئيس كان واضحاً بأن «الكراهية والتعصب غير مقبولين»، لافتة إلى أن الرئيس سيتطرق لهذا الأمر مجدداً «بعدما تبينت حقيقة ما حصل على الأرض». وقد جدد ترامب في تصريح لاحق إدانته للكراهية والعنف من اليمين واليسار على حد سواء.
ورافق رومني–ماكدانيال، رئيس الحزب الجمهوري في ميشيغن رون وايزر، الذي شجب بدوره اللجوء إلى العنف قائلاً «المتطرفون الذين يؤججون العنف لا يمثلونني ولا يمثلون الحزب الجمهوري في ميشيغن»، وتابع «معاً يمكننا محاربة العنصرية والكراهية، بالوقوف إلى جانب أفضل ما تمثّله أميركا»، مستشهداً بمقولة زعيم حركة الحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ: «لقد قررت أن أقف إلى جانب الحب، فالكراهية عبء ثقيل جداً يصعب تحمّله».
وبعد إجابتهما على بضعة أسئلة من قبل الصحفيين، طُلب من ممثلي وسائل الإعلام مغادرة القاعة لبدء الحوار بين ممثلي الحزب والناشطين السود.
وقال وايزر للحضور «إذا منحتمونا فرصة، فسوف نمنحكم خياراً» لافتاً إلى أن الديمقراطيين يسيطرون منذ زمن طويل على المراكز الحضرية ويعتبرون أصواتهم مضمونة في جيوبهم سلفاً، معترفاً بأن الجمهوريين لا يمدون يدهم بالشكل المطلوب إلى السود و«نحن نحاول أن نغير ذلك».
ومنذ أواسط القرن الماضي سيطر الديمقراطيون على الأغلبية الساحقة من الناخبين الأفارقة الأميركيين الذين تصب أصواتهم بنسب تتراوح بين ٩٢ و٩٦ بالمئة لصالح الحزب الأزرق، في حين أن السود بأغلبيتهم كانوا من داعمي الحزب الجمهوري الذي ألغى نظام العبودية المدعوم من قبل الديمقراطيين سابقاً.
وفي السباق الرئاسي الأخير، حصلت هيلاري كلينتون على حوالي ٩٥ بالمئة من أصوات الأفارقة الأميركيين في منطقة ديترويت، مقابل ٣ بالمئة فقط لترامب الذي فاز بالولاية بعد دعم غير مسبوق للمرشح الجمهوري من بقية الكتل الناخبة في ميشيغن.
ويعتبر السود أكبر كتلة ناخبة للديمقراطيين في عموم البلاد.
وقالت رومني–ماكدانيال إن الحزب الجمهوري سيسعى إلى الانخراط أكثر بمجتمع الأفارقة الأميركيين والاستماع إلى شكاواهم واقتراحاتهم بشأن سبل تعزيز التعاون، مؤكدة أن الحزب الجمهوري في ميشيغن واللجنة الوطنية للحزب سوف يستمران في نهج ترميم العلاقة، عبر الظهور في مجتمعات لم تر مسؤولين جمهوريين منذ سنوات طويلة جداً.
وتسلمت رونا رومني ماكدانيال، رئاسة اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري مطلع العام الجاري بدعم من الرئيس دونالد ترامب، بعد أن كانت رئيسةً للحزب في ميشيغن، وهي ابنة شقيق المرشح الجمهوري الأسبق للرئاسة ميت رومني وحفيدة حاكم ميشيغن الأسبق جورج رومني.
وقد حلت مكان راينس بريبوس الذي عينه ترامب في منصب رئيس موظفي البيت الأبيض، قبل استقالته الشهر الماضي. وقد انتخب الحزب في ميشيغن، رون وايزر بديلاً لها مطلع العام ٢٠١٧.
Leave a Reply