تشارلوتسفيل – أخذ تجمع لمئات المحتجين القوميين البيض في ولاية فرجينيا الأميركية منعطفاً مميتاً عندما دهست سيارة عدداً من المحتجين المناوئين وقتلت امرأة واحدة السبت الماضي، في حادثة نالت تغطية إعلامية واسعة عالمياً.
واتهم حاكم الولاية «النازيين الجدد» بإثارة الاضطرابات في مدينة تشارلوتسفيل حيث اشتبكت جماعات متنافسة من اليمين واليسار باستخدام العصي والأيدي والحجارة ورذاذ الفلفل بعد تجمع مناوئ لمتظاهرين من اليمين المتطرف كانوا يحتجون على قرار بإزالة تمثال لأحد أبطال الجنوب في الحرب الأهلية الأميركية.
وتشهد الولايات المتحدة منذ انتخاب الرئيس دونالد ترامب تظاهرات تخللتها أعمال عنف بين اليمين واليسار، سقط خلالها عشرات الجرحى لاسيما في غرب البلاد، غير أن القتيل الأول سقط في فيرجينيا (شرق).
وقالت الشرطة إن سيارة دهست تجمعاً مما أسفر عن مقتل امرأة وإصابة حوالي ٢٠ آخرين. وأظهر فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي لقطات مصورة للسيارة وهي تدهس مجموعة كبيرة من المحتجين المناوئين لليمين.
وفتحت السلطات الفدرالية تحقيقاً في الواقعة.
وفي الاحتشاد الذي انعقد احتجاجاً على إزالة تمثال روبرت إدوارد لي، القائد الكونفدرالي في الحرب الأهلية، شوهد كثير من المشاركين يحملون أسلحة نارية وعصياً ودروعاً ومشاعل ويضعون الخوذات على رؤوسهم.
وفي المظاهرات المضادة جاء محتجون يحملون العصي والدروع ويضعون الخوذات على رؤوسهم أيضاً من التيارات اليسارية المتشددة.
ويواجه جيمس فيلدز المتعاطف مع النازيين الجدد، اتهامات بالقتل بعد أن صدم بسيارته حشد المحتجين المعارضين للقوميين فقتل امرأة تدعى هيذر هاير (32 عاماً) وأصاب آخرين.
وبالتزامن، لقي شرطيان من فرجينيا حتفهما في تحطم طائرة هليكوبتر أثناء تحليقها فوق منطقة الاشتباكات.
وأعلن تيري مكوليف حاكم ولاية فرجينيا وهو ديمقراطي حالة الطوارئ وعلق مسيرة مزمعة للقوميين البيض بينما أدان ترامب أعمال العنف «من الطرفين».
وقال مكوليف في مؤتمر صحفي «لدي رسالة لجميع المتطرفين البيض والنازيين الذين قدموا إلى تشارلوتسفيل. رسالتي واضحة وبسيطة: عودوا إلى دياركم». وأضاف «أنتم غير موضع ترحيب في هذا الكومنولث العظيم… عار عليكم».
وقال ترامب إن «أطرافا عديدة» متورطة من مختلف الأطياف السياسية بسبب التقاعس عن إدانة اليمين المتطرف.
وأضاف قائلاً للصحفيين في نيو جيرزي حيث يقضي عطلة بمجمع الغولف الخاص به «نتابع عن كثب الأحداث المفزعة التي تتكشف في تشارلوتسفيل. نندد بأقوى عبارات ممكنة بهذا الاستعراض الشائن للكراهية والتعصب والعنف من جانب العديد من الأطراف».
وخاطب ترامب الأميركيين قائلاً «نحن جميعاً أميركيون أولاً بغض النظر عن اللون والجنس والانتماء السياسي».
وقال مارتن كومر مدير سجن بمقاطعة ألبيمارل في تشارلوتسفيل إن الشرطة احتجزت جيمس أليكس فيلدز (20 عاماً) من أوهايو بتهم تشمل القتل من الدرجة الثانية تتعلق بواقعة الدهس بالسيارة.
وسرعان ما أثارت تصريحات ترامب انتقاد العديد من الزعماء الجمهوريين التقليديين مثل ميت رومني والسناتور ليندسي غراهام والسناتور ماركو روبيو، إضافة إلى حملة انتقادات واسعة من الديمقراطيين.
كما انتقد زعماء أوروبيون ترامب لإلقائه جزءاً من اللوم على المتظاهرين اليساريين.
وجاهرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي برأيها بعد أن كرر ترامب وجهة نظره بأن الخطأ في أعمال العنف يقع على القوميين البيض والمتظاهرين المناهضين لهم على حد سواء.
وقالت ماي «لا أرى تساويا بين من يتبنون وجهات النظر الفاشية ومن يعارضونهم وأعتقد أن المهم من كل الموجودين في مواقع المسؤولية التنديد بآراء اليمين المتطرف عندما نسمعها في أي مكان». كما نددت المستشارة أنجيلا ميركل «بالعنف العنصري من اليمين المتطرف».
وتلقي التطورات في تشارلوتسفيل الضوء على النقاش الدائر في الولايات الأميركية الجنوبية حول العلم والرموز الكونفدرالية. وفيما يعتبر بعض الأميركيين أن تلك الرموز تذكر بالعنصرية ويجب إزالتها، يرى آخرون أنها جزء من تاريخ ولايات أميركية، لا يمكن حذفه.
Leave a Reply