عفاف همايون – «صدى الوطن»
«جمعية رعاية المسلمين» (MFCA) مؤسسة خيرية غير ربحية، تأسست في 2015 من قبل رانيا شبيب وسامينا زهور بهدف تثقيف المسلمين حول نظام رعاية الأطفال واحتضانهم في الولايات المتحدة، إضافة إلى تسهيل الحصول على التراخيص الحكومية للآباء والأمهات الراغبين باحتضان ورعاية الأطفال المحتاجين.
قبل عامين، حصلت شبيب –وهي مدرّسة وإدارية سابقة– على رخصة الحضانة من ولاية ميشيغن، وغدت بالتالي متطوعة معتمدة في هذا الحقل حيث تصرف وقتها في خدمة قضايا خيرية محلية.
وحول تجربتها تلك، أشارت إلى أنها وخلال عملية حصولها على الترخيص المشار إليه، اكتشفت وجود نقص فادح في الموارد المتاحة أمام المسلمين الراغبين برعاية الأطفال، كما اكتشفت عدم وجود صلات وصل بين أي مسؤول في النظام الرعوي وبين الأسر المرخص لها لتأمين أماكن لحضانة الأطفال ورعايتهم.
وقالت: «إن لرعاية الأطفال جذوراً عميقة في معتقدنا وتقاليدنا الدينية، ولكن حين تتحدث إلى الناس حول هذا الموضوع تدرك أنهم يجهلون الكثير في هذا الشأن».
إضافة لذلك، لاحظت شبيب من خلال تجربتها الشخصية حول الرعاية في المجتمع الإسلامي «عدم وجود الكثير من المصادر»، مما دفعها وزهور إلى تأسيس «جمعية رعاية المسلمين»، التي حصلت على تصنيف «منظمة غير ربحية»، هذا العام.
وأكدت أن الجمعية الوليدة استقبلت بشكل مذهل من قبل مثيلاتها من جمعيات الحضانة الأخرى، وقالت «كان واضحاً جداً أننا كنا قادرتين على سد فجوة لم يتمكن (الآخرون) من سدها، وذلك لأننا جزء من المجتمع الإسلامي، ولأن كلتينا أم راعية».
وعلى الفور، بادرت جمعيات ومؤسسات من خارج ميشيغن إلى الاتصال بـ«جمعية رعاية المسلمين»، ومن ولايات بعيدة مثل كاليفورنيا، للاطلاع على برنامج الجمعية ومناقشة الموارد التي توفرها للمسلمين في إطار تعزيزنظام الرعاية.
في الوقت الراهن، تدير الجمعية شبيب وزهور فقط، وفي بعض الأحيان تستعينان بمتطوعين في بعض المناسبات، التي كان إحداها تقديم هدايا العطل والأعياد، وذلك بالتعاون مع «مجلس الجالية المسلمة في ميشيغن» (MMCC).
كما تحاول «جمعية رعاية المسلمين» أيضاً تحديد هوية كل طفل يدخل نظام الرعاية وتقدم له حاجيات شخصية، وفي هذا العام أطلقت الجمعية حملة تبرعات لجمع تكاليف العطل بما فيها عطلتي عيدي الفطر والأضحى، كما استضافت خلال شهر رمضان المبارك أول حفل إفطار للأطفال والأسر الراعية، وكان وقعه إيجابياً على المجتمع المحلي.
واشتركت شبيب وزهور في العديد من منتديات الحوار والنقاش المهتمة بالتثقيف ونشر الوعي حول حاجة بعض الأطفال للتواصل مع عائلات تشترك معها بنفس الثقافة والمعتقد الديني.
كما توفر الجمعية المعلومات اللازمة حول كيفية الحصول على تراخيص الرعاية، وحول الطرق الكفيلة بمساعدة الأطفال من قبل العائلات التي لا ترغب بالحصول على رخص في هذا المجال.
وذكر «مكتب الأطفال الأميركي» أن عدد الأطفال المدرجين في نظام الرعاية في الولايات المتحدة بلغ حوالي 428 ألف طفل، وأعربت شبيب عن اعتقادها بوجود أم راعية واحدة أو أب راع واحد أو عائلة مسلمة راعية واحدة من المرخصين لهم، مقابل كل اثنين من الأطفال المسلمين الذين هم بحاجة إلى من يحتضنهم ويرعاهم.
من جانبها، أعربت زهور، المقيمة في مدينة كانتون، عن أملها في أن تتمكن الجمعية من إحداث تغيير وليس مجرد التوعية حول هذه المسألة الملحة.
وأشارت إلى صعوبة رعاية الأطفال المحتضنين بالمقارنة مع الأولاد الذين هم من أصلاب آبائهم، استناداً إلى تجربتها الشخصية حين قامت بشكل مرخص باحتضان طفل عمره 5 سنوات لكي يعيش مع أولادها الثلاثة الآخرين، وقالت «قبل احتضاني للطفل في منزلنا كنت أظن أن الأمر سهل على أساس أن لدي ثلاثة أولاد وبالتالي سيكون الوضع مشابهاً من حيث التربية، لكن رعاية طفل اَخر لا يشبه رعاية أبنائك بتاتاً، فالأطفال المحتضنون هم أطفال انتزعوا من بيوتهم عنوةً ولا يعيشون معك عن طيب خاطر».
وأضافت «ديناميات الأسر تتغير عندما تبدأ عائلة ما بحضانة أطفال آخرين، فالطفل المحتضن لديه ما يشبه «صندوق باندورا» (صندوق الأشرار)، لاسيما وأن العديد منهم واجهوا تحديات بسبب الإهمال أو سوء المعاملة أو أنهم اختبروا أنماطاً مختلفة من الأبوة والأمومة، وبالتالي فإنهم يجلبون كل تلك التحديات معهم إلى المنزل الجديد».
ونوهت إلى أن الأسر الحاضنة قد تتعرض لاختبار الشكوك الذاتية وقد تتساءل عن أسباب عدم تأقلم الطفل المحتضن مع بيئته الجديدة، و«لكن جمعيتنا تعمل جاهدة على تبادل الخبرات لكي تدرك بعض العائلات أنها ليست وحيدة في مواجهة تلك التحديات».
وتتعاون «جمعية رعاية المسلمين» مع منظمة رعوية اجتماعية أخرى، هي «سماريتاس» (SAMARITAS) التي تهتم بدورها بالتواصل مع الناس وتأمين الخدمات التي يحتاجونها في هذا المجال، وقد اشتركت كلا المؤسستين في العديد من المناسبات بالتواصل مع المسلمين وتثقفيهم حول نظام الرعاية الاجتماعية في الولايات المتحدة.
وتأمل شبيب وزهور بتوسيع إمكانات جمعيتهما غير الربحية والمساعدة عبر برامج اجتماعية عديدة، مثل برنامج «الإخوة والأخوات الكبار» والتعليم الاضافي والهبات الجامعية للتلاميذ المحتضنين والإعانة في المواصلات.
وأشارت زهور إلى أن العديد من الناس بدأوا يسألون عن كيفية مساعدة الأطفال السوريِّين اللاجئين، مشيرة إلى «وجود أطفال في مناطقنا تعرضوا للكدمات والصدمات النفسية، لأسباب جسدية وعاطفية خاصة، وليس بسبب الحروب التي تجري في بلد آخر». وأكدت على «مسؤولية الجالية الإسلامية تجاه هؤلاء الأطفال»، وقالت «يجب أن نفكر دائماً بالنعم التي أسبغها الله علينا، وأن نؤمن أنه سيحاسبنا عليها».
يمكن التواصل مع الجمعية من قبل الأفراد أو المراكز الدينية لإقامة فعاليات تركز على التوعية العامة، خاصة من تتملكهم الحيرة حول كيفية التعاطي مع نظام الرعاية في أميركا. وللحصول على مزيد من المعلومات حول كيفية المساعدة في مجال رعاية الأطفال والحصول على التراخيص المطلوبة، يمكن زيارة موقع الجمعية الإلكتروني على العنوان التالي: www.muslimfostercare.org
كما يمكن التبرع للجمعية عبر الموقع ذاته.
Leave a Reply