قال الرئيس دونالد ترامب الاثنين الماضي إن الانسحاب السريع من أفغانستان سيفتح المجال أمام المجموعات الإرهابية مثل داعش والقاعدة لملء الفراغ وتشكيل تهديد على أمن الولايات المتحدة، وذلك في خطاب ألقاه لإعلان الاستراتيجية الأميركية الجديدة في أفغانستان وجنوب آسيا.
ومهد الرئيس الأميركي في خطابه الطريق أمام زيادة عدد القوات الأميركية في أفغانستان، في إطار استراتيجية جديدة للمنطقة، مغيّراً موقفه بشأن الحرب في أفغانستان التي تعد أطول صدام عسكري خاضته الولايات المتحدة حتى الآن.
وقال ترامب في كلمة ألقاها بقاعدة «فورت ماير» في أرلينغتون بولاية فيرجينيا قرب واشنطن، إن موقفه الجديد يهدف إلى الحيلولة دون تحول أفغانستان إلى ملاذ آمن للمتشددين، المصممين على مهاجمة الولايات المتحدة، مشيراً إلى وجود 20 منظمة إرهابية في أفغانستان، مما يجعلها البلد الأكثر تركيزاً من حيث المجموعات الإرهابية.
وشدد ترامب على أن هذا التهديد جعل الاستراتيجية الأميركية تركز على عدم تكرار الخطأ الذي ارتكبته الإدارة السابقة بالانسحاب السريع من العراق. وقال في هذا الشأن إن هذا الانسحاب فتح المجال أمام تنظيم «داعش».
ووسع ترامب سلطة الجيش الأميركي بالنسبة لاستهداف القوات المسلحة الأميركية للمتشددين والشبكات الإجرامية في أفغانستان التي تعتبر أكبر مورّد للأفيون في العالم.
وأكد الرئيس الأميركي أن واشنطن ستواصل دعمها للحكومة الأفغانية في حربها ضد طالبان، مضيفاً أن الولايات المتحدة «لن تملي على الأفغان كيف يجب أن يحكموا». وفي هذا الصدد، أوضح أن بلاده لن تستخدم القوة العسكرية لبناء ديمقراطيات في الخارج و«سنعمل على حماية مصالحنا المشتركة مع الشركاء».
وقال إن أعداء الولايات المتحدة في أفغانستان «يجب أن يعرفوا أنه ليس هناك مكان يختبئون فيه.. وليس هناك مكان لا تصل إليه الأسلحة الأميركية».
وأردف أن «قواتنا ستقاتل لتنتصر»، ولم يحدد جدولاً زمنياً للمدة التي ستبقى فيها القوات الأميركية في أفغانستان أو حجم الزيادة في عديدها.
وجاءت كلمة ترامب بعد مراجعة استمرت شهوراً للسياسة الأميركية في المنطقة، ناقش خلالها مستقبل الوجود الأميركي في أفغانستان حيث حقق مقاتلو طالبان مكاسب في الميدان.
وتغلب ترامب على شكوكه بشأن الحرب التي بدأت في تشرين الأول (أكتوبر) 2001 بعد هجمات 11 أيلول (سبتمبر) في الولايات المتحدة. وكان ترامب قال مراراً خلال الحملة الانتخابية العام الماضي إن الحرب مكلفة جداً فيما يتعلق بالأرواح والأموال.
وقال في كلمته «حدسي الأساسي يدفعني للانسحاب». لكنه أضاف أن مستشاريه للأمن القومي أقنعوه بتعزيز قدرة الولايات المتحدة على منع حركة طالبان من الإطاحة بالحكومة التي تدعمها الولايات المتحدة في كابل.
ولم يحدد ترامب عدد الجنود الذين سيتم إرسالهم، ولكن لدى وزير الدفاع جيمس ماتيس خططاً لإرسال نحو أربعة آلاف جندي آخرين إلى جانب 8400 جندي موجودين حالياً في أفغانستان.
وعرض ترامب أيضاً نهجاً أكثر تشدداً للسياسة الأميركية تجاه باكستان، وحذر كبار المسؤولين الأميركيين من أنه قد يخفض المساعدات الأمنية لباكستان، إذا لم تتعاون بشكل أكبر في منع المتشددين من استخدام ملاذات آمنة على أراضيها.
وقال ترامب «لا يمكن أن نسكت بعد الآن على ملاذات باكستان الآمنة»، مضيفاً أن باكستان ستخسر الكثير إن هي واصلت إيواء الإرهابيين على أراضيها.
ومن جانبها، توعدت حركة طالبان الثلاثاء الماضي بأن أفغانستان ستصبح «مقبرة» للولايات المتحدة، ردا على خطاب ترامب. وقال المتحدث باسم المتمردين ذبيح الله مجاهد في بيان، «إذا لم تسحب الولايات المتحدة جنودها من أفغانستان، فأن أفغانستان ستصبح مقبرة أخرى لهذه القوة العظمى قريباً».
Leave a Reply