«من لانت كلمته، وجبت محبته»
الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام
والكلمة الطيبة صدقة، خصوصاً المسموعة من شخص لا تراه. والجالية هنا في محيط ديترويت الكبرى، محظوظة بالاستماع إلى البرامج الإذاعية العربية لساعات طويلة. بعض البرامج تقدم مواد مسيئة، لا تمثل إلَّا مقدميها، خصوصاً الدينيّة، التي تدندن طوال الوقت على التفريق بين الأديان والتفاضل بينها. وهذه البرامج مثل طنين البعوض في الليالي المقمرة، تطن وتقرص وتزعج فقط.
لن أتحدث عن فحوى تلك البرامج الآن، لكني أشعر بواجب تحية بعض المذيعين، من أصحاب الكلام الطيب والمنبت الكريم، الذين وصفهم السيد المسيح بقوله «من ثمارهم تعرفونهم»، والذين لم يركبوا موجة التعصّب والتكبر، سواء الديني أو السياسي.
وفي مقدمة هؤلاء تأتي عميدة المذيعين السيّدة سعاد مسعود بعملها الإعلامي الممتد لسنوات عديدة، تميّزت خلالها بأسلوبها الذي يتّصف بالذكاء والطرافة والجرأة والصراحة والأمانة في نقل المعلومة وتقديم الدعاية إلى المستمع، إضافة إلى عفويتها وعذوبتها وبراعتها الفائقة في تبسيط الأفكار، والابتعاد عن الحزازات، مما مكّنها من عقد صداقات، بمعناها الأصيل، بينها وبين المعلنين الذين دائماً ما تشكرهم وتقدّر أعمالهم ودعمهم لبرنامجها «صوت الأرز».
السيدة مسعود تتحدث بحرارة وصدق عن تجربتها ومعاناتها في الحياة حتى تمكنت من الثبات والنجاح في العمل وفي تكوين عائلة ناجحة، والقيام بالواجبات الإجتماعية تجاه الجالية. تحية إلى السيّدة سعاد مسعود التي تحرص في برامجها على التذكير بالقيم الأصيلة ونشر الكلمة الجميلة الصحيحة وزرع الغد في أرض الحاضر حين تطل من نافذة وجدانها وتخاطب الناس بلغة واحدة هي المحبة. ولأن كلماتها لينة وخالية من السب والشتم والنقاش الديني والسياسي، لذلك وجبت تحيتها.
من الناس الطيبين في الجالية الكلدانية الكريمة، وكيل العقارات الفذ السيد مايك بحري، صاحب الظل الخفيف والميال للدعابة ومعابثة أصدقائه العقاريين والمستمعين وحملهم على مفاكهته والتحدث إليهم، مثل لاعب الشطرنج المحترف الذي يضع أمامه هدفاً واحداً.. وهو أنه في النهاية سيكسب الجميع، العقاري والبائع والمشتري.
مايك بحري يحل ضيفاً خفيف الظل على برنامج سعاد مسعود كل ثلاثاء وجمعة مقدماً من جهده ووقته، نصائح ثمينة وإرشادات للمساعدة في البيع وشراء العقارات، وقد وجبت له التحية لأنه من المعنيين بنشر الكلمة الإيجابية والمعلومة الصحيحة وتعميق المشاعر الإنسانية، بشغف ومهنية، بين أبناء الجالية كافة، وهذا دليل على ثقافته وحرصه على العطاء والخدمة العامة وبناء جسور التواصل بين الكلدان والعرب، لذلك فقد ساعده هذا الحرص على النجاح في العمل والقبول لدى الناس وبناء عائلة ناجحة يفخر بها دوماً، وأنا من المعجبين بكلامه الطيب.. حتى ولو رفع المجرور في كلامه دوماً!
Leave a Reply