ستيفن مارتن – «صدى الوطن»
قد لا يعرف الكثيرون من هو فؤاد أشقر وما هي طبيعة الوظيفة التي شغلها على مدى العقدين الماضيين لدى شركة «دي تي للطاقة» الذي يدرك معظم زبائنها –بلا شك– ماذا قدّم هذا العربي الأميركي لخدمة الكثير من المواطنين من خلال منصبه كمدير للتواصل المجتمعي لدى شركة «دي تي إي إنرجي».
أشقر، وقبل أن يتقاعد عن العمل في 31 آب (أغسطس) الماضي، دأب خلال الـ18 عاماً الماضية، على «بناء علاقات وطيدة بين «دي تي للطاقة» وبين المستهلكين، جميع أنواع المستهلكين»، بحسب ما قال لـ«صدى الوطن»، مشيراً إلى أن الشركة زودته بالأدوات الضرورية لبناء علاقات وطيدة مع المجالس البلدية ورؤوساء البلديات والمنظمات التي تعمل وتنشط في المناطق التي تمد فيها الشركة المواطنين بالغاز والكهرباء.
وعبر السنوات، بنى أشقر علاقات مع العديد من غرف التجارة المجتمعية، مثل «الغرقة التجارية في منطقة ديربورن» و«غرفة التجارة الهيسبانية» و«غرفة التجارة للأفارقة الأميركيين» و«الغرفة العربية الأميركية للتجارة» و«أكسس» و«جمعية الأطعمة والأشربة في ميشيغن» و«جمعية المطاعم في ميشيغن» والكثير غيرها من المؤسسات والجمعيات الأخرى.
في هذا السياق، أشار أشقر إلى أنه وخلال عمله كان «يتصرف وكأنه سفير للمجتمع لدى «دي تي إي إنرجي» وكأنه سفير لشركة الطاقة لدى المجتمع».
وأشار إلى أن الشركات الكبيرة كانت تتواصل معه كي تستفيد من خبرته وتجربته وتبني عليهما، وقال «لقد أرادوا القيام بما كنت أقوم به»، مضيفاً «شركتنا تعمل من منطلق أنها مستقرة وباقية في المنطقة لا مثل بقية الشركات الأخرى».
وعزا دافع الشركة لاستحداث المنصب الذي شغله قائلاً «بعض الشركات تنقل آلاتها وترحل.. شركتنا لا يمكنها المغادرة.. إنها باقية.. لقد كانت هنا منذ 150 سنة وسوف تبقى خلال الـ150 سنة القادمة»، مؤكداً «دي تي إي إنرجي.. ليست هنا لمجرد تحقيق الأرباح».
هاجر أشقر إلى الولايات المتحدة في 1970 من أجل استكمال الدراسة الجامعية، حيث التحق حينها بـ”جامعة ويسترن ميشيغن” وتخرج منها حاملاً شهادة البكالوريوس في الهندسة، واضطر خلال دراسته إلى العمل في مصانع شركة «جنرال موتورز»، حيث أجبرته ظروف الحرب الأهلية في لبنان إلى الاعتماد على نفسه، ومساعدة عائلته في الوقت ذاته.
وأفاد لـ«صدى الوطن» بأنه واجه في البداية صعوبات كبيرة في التأقلم على الحياة في الولايات المتحدة، حيث كان يضطر لقيادة السيارة من مدينة كالامازو إلى منطقة ديترويت للتبضع من محلات البقالة العربية التي لم تكن تتواجد آنذاك إلا في منطقة مترو ديترويت.
بعد نيله شهادة البكالوريوس في الهندسة، حصل على الماجستير في إدارة الأعمال من «جامعة دايفنبورت».
عمل في شركة «جنرال موتورز» لمدة 7 سنوات، وبعدها انتقل للعمل في العربية السعودية لعدة سنوات أخرى، فيما بقيت عائلته تعيش في مدينة ديربورن التي كان يعود إليها في كل صيف لقضاء إجازته مع أسرته.
وفي 1999، توّظف لدى «دي تي للطاقة» كمدير تسويق إثني، وبعد 3 سنوات ترقى في منصبه ليصبح مديراً للتواصل المجتمعي بين الشركة والمجتمع، حيث المزيد من الأشخاص تحت إدارته، والمزيد من المسؤوليات الملقاة على عاتقه.
وتجلى نجاحه في منصبه الجديد في قدرته على تغيير «عقلية الشركة»، في إشارة إلى التغييرات الكبيرة التي طرأت على طريقة عمل الشركة وسياساتها في التواصل مع المستهلكين وخدمة مجتمعاتهم، التي كان من بينها المجتمع العربي الأميركي الذي كان في ذلك الوقت صغيراً، والذي ينوف عدد أفراده في الوقت الحالي على نصف مليون نسمة في منطقة مترو ديترويت، وفقاً لأشقر الذي أكد على أن «من مصلحة الشركات التجارية العمل مع المجتمعات ومساعدتها على النمو والازدهار».
وحول تقاعده، قال «إنه يريد التقاعد لكي يقضي المزيد من الوقت مع أولاده الخمسة وأحفاده الثلاثة»، مشيراً إلى رغبته بالاستمرار في التطوع للعمل مع المنظمات التي أقام معها علاقات على مر السنين السابقة، من منظور مختلف وعبر إمكانيات مختلفة.
وأشار إلى أنه «يريد أن يلعب المزيد من الغولف في ملاعب ميشيغن الاستثنائية»، وقال «تعتاد على البلد وعلى الثقافة وعلى المجتمع»، وأضاف أشقر الذي يعيش في مدينة ديربورن هايتس، والذي أمضى أكثر من 47 عاماً من عمره مع هذا المجتمع «تلك الأشياء.. تشعرك وكأنك لا تستطيع العيش بدونها».
وأكد على أنه لن يغادر ميشيغن أبداً، وقال «لدينا أفضل ملاعب للغولف هنا، وأفضل المستشفيات والمدارس.. لن أغادر ميشيغن أبداً هنا وطني الذي اخترته أن يكون وطناً لي».
وعندما سئل عن عمره، أجاب ضاحكاً «أنا مسنّ بما يكفي لئلا أخبرك».
وأضاف «إن ما قمت به من عمل، أريد أن يستمر بعد تقاعدي» متمنياً لـ«دي تي إي إنرجي» أن تتوسع أكثر فأكثر.
وعزا سبب نجاحه إلى من عملوا معه وإلى القيادة القوية في «دي تي للطاقة» والقيادات القوية في المناصب الحكومية التي عمل معها، بدءاً من حاكم الولاية إلى أصغر شخص في بلديات المدن، وقال «إن دي تي للطاقة تتواصل مع جميع مجتمعات الأقليات لوجود قيادة متبصرة في الشركة تضع في اعتبارها الوفاء للمجتمع» واستشهد –في هذا السياق– بقول للمدير التنفيذي للشركة جيري أندرسون كان يردده دائماً: نريد أن نكون الأفضل في العالم، ولكننا نريد أيضاً أن نكون الأفضل في خدمة العالم.
Leave a Reply