لندن – على الرغم من امتلاكنا القدرة التكنولوجية لمغادرة الأرض، إلا أن هناك عائقاً آخر يقف أمام استعمار العوالم الجديدة، وهو نظام مناعتنا، ورغم القول السائد بأننا جميعاً مصنوعون من «أشياء نجمية»، إلا أننا لا نستطيع الابتعاد عن كوكبنا الأم رغم أصولنا النجمية.
إذ قالت صحيفة «تلغراف» البريطانية إن مليارات السنين من التطور دفعت البشرية بشكل فعال في زاوية من النظام الشمسي قد يكون من الصعب الآن تركها.
وقد قام فريق من العلماء من روسيا وكندا بتحليل تأثير الجاذبية الصغرى على تكوين البروتين في عينات دم 18 رائد فضاء روسي عاشوا في محطة الفضاء الدولية لمدة ستة أشهر، ووجدوا تغييرات مثيرة للقلق على الجهاز المناعي، ما يشير إلى أنهم سوف يعانون من أجل التخلص من فيروس ثانوي كالبرد.
وقال البروفيسور يفغيني نيكولايف من «معهد موسكو للفيزياء والتكنولوجيا» و«معهد سكولكوفو للعلوم والتكنولوجيا»: «أظهرت النتائج أنه في حالة انعدام الوزن، فإن الجهاز المناعي يتصرف كما يحدث عندما يمرض الجسم لأن الجسم البشري لا يعرف ماذا يفعل ويحاول تشغيل جميع أنظمة الدفاع الممكنة».
وفي العام الماضي، وجدت الأبحاث التي أجرتها الولايات المتحدة أيضاً أن رواد الفضاء الذين سافروا إلى عمق الفضاء في البعثات القمرية كانوا أكثر عرضة للوفاة بمرض القلب والأوعية الدموية خمس مرات أكثر من الذين دخلوا في مسار فلكي منخفض، أو لم يتركوا الأرض قط.
رغم أن رواد الفضاء أفضل صحة من عامة الناس إذ يحصلون على رعاية طبية فائقة، أما أولئك الذين هم في عمر مماثل ولم يخوضوا تجربة طيران، أو حققوا مداراً أرضياً منخفضاً، فكان احتمال وفاتهم بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية أقل من واحد من عشرة.
غير أن فرصة الوفاة ارتفعت إلى 43 بالمئة بالنسبة للذين وصلوا إلى القمر أو الفضاء العميق، ربما بسبب تأثير الإشعاع القاتل في الفضاء. ومع ذلك، حتى الآن، تظل الآليات الجزيئية التي تدفع التغيرات الفسيولوجية الناجمة عن الرحلات الفضائية لغزاً.
إذ تتغير البروتينات مع تغير جهاز المناعة وبالتالي يمكن استخدامه كمقياس لكيفية عمله. وقد أخذت عينات الدم من رواد الفضاء قبل 30 يوماً من السفر إلى محطة الفضاء الدولية ثم فور عودتهم إلى الأرض، وفحصت بعد سبعة أيام من الهبوط. وحسبت البروتينات الفردية باستخدام كتلة السبكترومتر.
وقالت الدكتورة إيرينا لارينا، المؤلفة الرئيسية للورقة، وعضو في مختبر «الأيون والفيزياء الجزيئية» بـ«معهد موسكو للفيزياء والتكنولوجيا»، إنه بفحص رواد الفضاء بعد أن كانوا في الفضاء لمدة نصف عام، كان نظامهم المناعي ضعيفاً.
فيما لم يكونوا في مأمن من أبسط الفيروسات. نحن بحاجة إلى تدابير جديدة للوقاية من الاضطرابات خلال الرحلات الطويلة.
وقد أثبت ذلك، فحص رائد الفضاء السابق في ناسا سكوت كيلي الذي سافر للفضاء بصاروخ ينطلق بسرعة 17.500 ميل في الساعة ودار حول الأرض لمدة 340 يوماً؛ أي ما يقارب العام تقريباً.
وقد أثر نقص الجاذبية والتعرض للإشعاع ونظام كيلي الغذائي وبعض الحقائق الأخرى المرتبطة بالعيش في المدار، بشكل هائل، على جسده. وهو التأثير الذي طال حتى بصمته الجينية، بحسب ما تتوصل إليه ناسا في الوقت الحالي، إذ تغير في صفاتٍ كثيرة عن شقيقه التوأم وفق موقع «بزنس انسايدر» Business Insider الأميركي.
وإليكم 8 طفرات بيولوجية تحدث لجسمك عندما تمكث في الفضاء عاماً:
1 – تتوزع سوائل جسدك بشكل متساوٍ، لهذا يبدو وجهك أكثر انتفاخاً.
2 – إذا لم تقم بالتدريبات اللازمة فستخسر عظامك 12 بالمئة من كثافتها.
3 – السوائل المنتقلة من قدميك إلى دماغك بإمكانها ملء زجاجة بسعة لترين.
4 – ربما يضعف نظرك نتيجة تغير الضغط داخل دماغك.
5 – لست في حاجة لعضلاتك؛ بسبب غياب الجاذبية، لهذا تتقلص وتمتص النسيج الزائد.
6 – ستعاني قلة النوم، فمعظم رواد الفضاء ينامون أقل من ست ساعات في الليلة؛ بسبب وضعية النوم الغريبة في الفضاء.
7 – يمكن للإشعاع الذي تتعرض له خارج نطاق حماية المجال المغناطيسي للكرة الأرضية أن يزيد من فرص إصابتك بالسرطان.
8 – بسبب عدم تعرضك لضغط الجاذبية يتمدد عمودك الفقري ويزيد طولك بمقدار 3 بالمئة تقريباً.
Leave a Reply