أنحى عضو مجلس بلدية هامترامك، أيان بيروتا، باللائمة على المهاجرين من سكان المدينة وحمّلهم مسؤولية قذارة الشوارع وانتشار القمامة في الأحياء، في تصريحات أثارت موجة من السخط وردود الفعل.
وقال بيروتا الذي يسعى لإعادة انتخابه هذا الخريف، في لقاء إذاعي عبر راديو «دبليو دبليو جاي» المحلي: «لدينا مشكلة قمامة في هامترامك .. وأعتقد أن جزءاً من المشكلة نابع من حقيقة أن بعض سكاننا المهاجرين قد جاؤوا من مناطق لا يتم فيها جمع القمامة ولا تعتبر فيها النظافة العامة من الأولويات».
ونالت هامترامك في السنوات الماضية شهرة وطنية باعتبارها أول مدينة يشكل المسلمون غالبية سكانها وأعضاء مجلسها البلدي في الولايات المتحدة، إضافة إلى كونها المدينة التي تحتضن أعلى نسبة من المهاجرين في ميشيغن، كانت قبل عقود قليلة ذات أغلبية بولندية، في حين تشير بيانات مكتب الإحصاء الأميركي لعام 2010، أن 43.6 بالمئة من سكان المدينة ولدوا خارج الأراضي الأميركية، ومعظمهم من أصول يمنية وبنغلادشية.
تصريحات بيروتا قوبلت بالرفض والإدانة من قبل العديد من الناشطين والمسؤولين في المدينة، حيث اعتبر عضو المجلس البلدي أنام مياح تصريحات زميله «مؤسفة وتقسيمية».
مياح –وهو أميركي من أصل بنغالي، يشغل أيضاً منصب نائب رئيس البلدية– أكد أن شجبه لعبارات بيروتا «لا يعني أننا لا نرغب بوجود خدمات متقدمة لجمع القمامة.. ولكن المدينة لا تعاني من هذه المشكلة بأكثر مما تعانيه المدن المجاورة» التي ليس فيها مهاجرون.
كلام مهين
وأضاف مياح في حديث مع «صدى الوطن» قائلاً «إن بيروتا عرّض بمجموعة كاملة تبعاً لجنسياتهم ليقول إنهم لا يعرفون ما هي الصحة العامة ولا يقدرون النظافة في منازلهم وأحيائهم وشوارعهم».
وأكد «هذا كلام مهين بحق جميع المهاجرين»، واصفاً تصريحات بيروتا بأنها «تلمّح إلى أن السكان من أصل أوروبي هم بطبيعتهم أكثر نظافة».
وكان بيروتا قد زعم أن المخاوف إزاء مشكلة انتشار القمامة قد ظهرت خلال اجتماع عام شبابي، في سياق تنفيذ البلدية لبرنامج يرمي إلى نشر المزيد من حاويات القمامة على الشوارع بجانب المحال والأسواق التجارية، وتثقيف الناس حول «الاحترام».
لكن مياح دحض ذلك الزعم، وأبدى شكوكه في أن يكون بيروتا قد سمع عن مشكلة القمامة في اجتماع عام، مرجحاً أنه ربما يقصد قيام شبان متطوعين –الصيف الماضي– بتنظيف المنتزهات وتجديد حاويات القمامة فيها، وأكد أن «هؤلاء الشباب لم يلمحوا قطّ إلى وجود مشكلة قمامة في هامترامك».
ولفت إلى أنه يعيش في المدينة منذ 30 عاماً، قائلاً «إن براميل القمامة كانت متواجدة لأكثر من 12 عاماً»، مضيفاً أنه تلقى اتصالات عديدة من أعضاء المجتمع المحلي أعربوا خلالها عن اشمئزازهم من تصريحات بيروتا.
وقال مياح: «إن مجتمعنا يستطيع أن يقوم بعمل أفضل في مسألة النظافة.. وكان الأجدى به أن يكون قوة موّحدة».
من ناحيتها، قالت مديرة بلدية هامترامك بالوكالة كاثي أنغرير «لأن المدينة تسعى لأن تكون مكاناً جاذباً للإقامة والزيارة والعمل والتجارة، فإن المسؤولين يعملون باستمرار لتحسين الخدمات لدينا وتحسين مظهرنا وكيف ينظر الناس إلينا عندما يأتون إلى هنا».
وأضافت في حديث مع «صدى الوطن»: «هامترامك تواجه مشكلة نفايات مثلها مثل بقية المدن والبلدات الأخرى»، مؤكدة أن البلدية قد أنفقت جزءاً من عائداتها –خلال العامين الماضيين– لتحسين المنتزهات الأربعة، كما أنها –وبالشراكة مع الشبان من جميع أنحاء المنطقة– قامت بزرع الزهور وغرس الشجيرات، وإزالة الأعشاب والنباتات الضارة، وقالت إنها طلبت هذا العام أكثر من 60 حاوية قمامة إضافية لنشرها في الشوارع في محاولة لتحسين نظافة المدينة.
وأكدت أن معظم سكان المدينة يتمتعون بحياة عالية الجودة حيث يحصلون على أي شيء يحتاجونه في مساحة ميلين مربعين ومن خلال التنقل مشياً على الأقدام.
جانب من الحقيقة
من جانبه، أكد الناشط اليمني الأميركي عقيل الحالمي، الذي لم يحالفه الحظ في اجتياز الانتخابات التمهيدية للمجلس البلدي في آب (أغسطس) الماضي، أن هامترامك لا تعاني من مشكلة القذارة بشكل خاص، وإنما هناك تحولات شهدتها المدينة مع تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين إليها في الآونة الأخيرة. وقال في إشارة لتصريحات بيروتا: «فيها جانب من الحقيقة، فهنا لدينا اهتمام بالنظافة العامة غير متوفر في بلدان أخرى».
ومع ذلك، وبدلاً من تحميل هذه المشكلة للآخرين، حث الحالمي أعضاء المجلس البلدي للعمل والسعي معاً من أجل إيجاد الحلول بما في ذلك إصدار المخالفات والتعاون مع المنظمات المحلية لعقد ندوات تثقيفية حول القوانين والعادات الثقافية التي قد يكون الكثير من المهاجرين الجدد على غير دراية بها.
وأضاف «بيروتا وبصفته عضواً في المجلس البلدي لديه السلطة وعليه المسؤولية لإيجاد الحلول وليس توجيه أصابع الاتهام»، مؤكداً أن الكثير من السكان يتوقون إلى حل مشاكل المدينة، مثل النظافة والمرور، ولكنهم «يعتقدون أن تصريحات بيروتا تنطوي على لهجة سلبية»، وقال «إنه يمثل الجميع في هامترامك، لا إثنية واحدة»، مؤكداً أنه يجب على المجلس البلدي أن يكون منفتحاً لمعالجة التحديات التي تنشأ عن التغيرات الديموغرافية التي تشهدها المدينة والتأقلم معها.
Leave a Reply