ستيفن مارتن – «صدى الوطن»
تجمع حشد مؤلف من حوالي مئة شخص أمام مبنى بلدية مدينة هامترامك السبت التاسع من أيلول )سبتمبر( الجاري، للتظاهر وإضاءة الشموع احتجاجاً على الحرب المستمرة ضد اليمن، ورفضاً لجميع أشكال العنف من كافة أطراف الصراع.
وردد المتظاهرون شعارات تطالب بإنهاء الحرب التي يشنها «التحالف العربي» بقيادة السعودية على اليمن وإيقاف نزيف الدم فيه. كما لم ينس المتظاهرون إظهار تعاطفهم مع ضحايا إعصاري «هارفي» و«إيرما» في الجنوب الأميركي.
ونظمت التظاهرة بجهد من الناشط المحلي إبراهيم الجهيم، الذي رتب الاحتجاج ودعا إليه في أقل من ستة أيام. وحول ذلك قال الجهيم لـ«صدى الوطن» انه كان محايداً خلال السنوات الثلاث للحرب على اليمن، «لكن استمرار قتل كل هؤلاء الناس وهؤلاء الاطفال، وكل هؤلاء الابرياء» دفعه إلى التحرك للتصدي للحرب المدمرة التي تعصف بوطنه الأمم.
واضاف الجحيم أن الاحتجاج «لا يدعم أي طرف متورط في النزاع على حساب آخر، بل كل النية هي وقف الحروب والعنف الصادر من كل جانب»، مؤكداً أن اليمن وقع ضحية أطماع خارجية للسيطرة على موانئه وجزره وثرواته الطبيعية ولاسيما الغاز.
وكان الجحيم قد هاجر إلى أميركا من اليمن في عام 1990 عشية عيد الميلاد. ومنذ ذلك الحين انخرط في العمل الاجتماعي والإنساني ضمن جاليته ومحيطها.
وقد حضرت رئيسة بلدية هامترامك، كارين ماجوسكي، الاحتجاج حيث ألقت كلمة بالمتظاهرين، كما تعاقب على المنبر عدد من المسؤولين وأعضاء المجلس البلدي، والناشطين المحليين. وكان المتحدث الرئيسي في الاحتجاج ناشر صحيفة «صدى الوطن» أسامة السبلاني الذي ندد بتخاذل الولايات المتحدة وصمتها المريب إزاء العدوان الذي يشنه التحالف بقيادة السعودية، وقال «لا يكفي أن نجتمع هنا ونرفع اللافتات المنددة بالعدوان، لقد تعبت مثلكم وأشعر بالقرف من شجب العربية السعودية وإيران.. إنني أنحي باللوم على أميركا التي يمكنها أن تتخذ موقفاً حازماً وتضع حداً لقتل اليمنيين».
وأضاف «على الولايات المتحدة أن تشعر بالخجل لأنها لم تتخذ مثل ذلك الموقف، إذ كيف يمكن أن تكون أميركا أمة متحضرة وهي تشاهد تدمير الحضارة البشرية في اليمن دون أن تحرك ساكناً».
وتساءل السبلاني عن مغزى المؤامرات التي تستهدف البلدان التي تختزن إرثاً وطنياً وعالمياً مشهوداً، وقال «لماذا تم تدمير حضارة بلاد ما بين النهرين وحضارة اليمن السعيد؟ لماذا هذا الاستهداف الممنهج لهذين البلدين، ولماذا يتم دائماً استهداف الأهداف ذاتها.. ألم تتعبوا، ألا يكفي كل هذا القتل والدمار؟».
كما توجه بالتحية والتقدير العميق للشعب اليمني الذي لم يتكاسل يوماً عن التضامن مع الشعوب العربية في محنها، ولاسيما الشعب الفلسطيني، رغم مروره بظروف حالكة وأوضاع إنسانية بائسة.
يذكر أن وباء الكوليرا مازال يحصد الأرواح في اليمن، منظمة الصحة العالمية قالت إن عدد الحالات المشتبه في إصابتها بوباء الكوليرا بلغ الشهر الماضي ما يزيد على مئتين وثمانية عشر ألفاً، وذلك بسبب الظروف الصحية الصعبة التي يعيشها اليمنيون في ظل الحصار المفروض عليهم من قبل «التحالف العربي».
Leave a Reply