في فصل الخريف تتغير ألوان أوراق الشجر وتتحول الغابات والمتنزهات إلى بحر من الألوان. لكنه سرعان ما يختفي بعد بضعة أسابيع مع تساقط أوراق الأشجار إيذاناً بقدوم الشتاء.
ومن المعروف أن الأوراق لونها أخضر في فصلي الربيع والصيف. لكن في الخريف تصبح كل الأوراق فجأة بنية أو حمراء أو برتقالية أو صفراء. لكن من أين تأتي هذه الألوان الزاهية؟
الكلوروفيل هو المادة الخضراء التي تكسب النباتات لونها الأخضر، وهو المسؤول عن عملية التمثيل الضوئي. ويمكن تشبيه الكلوروفيل بالدم في جسم الإنسان.
وكما هو معروف فإن برد الشتاء في ميشيغن قارس، وهو ما تشعر به الأشجار أيضاً. فعندما تتجمد المياه، لا يتبقى لهم أي ماء سائل لعملية التمثيل الضوئي، ما يعني أنه لم تعد هناك حاجة لأوراق الأشجار.
وعندما يقصر طول اليوم ويبرد الطقس أكثر، تدرك الشجرة أن الوقت قد حان للتحضير لفصل الشتاء. لذلك يتحلل الكلوروفيل ببطء وتتخزن مكوناته في الفروع وفي الجذع. فعندما تستنفد الشجرة كامل الكلوروفيل في أوراقها، تنتهي مهمة الأوراق. فتتشكل طبقة بين الفرع والورق تقطع إمدادات المياه والمواد المغذية عن الأوراق، لتبدأ بالتلون ثم التساقط.
سر الألوان
لا تحتوي الورقة على الكلوروفيل فحسب، بل أيضاً على الصبغات الصفراء والحمراء. لكن اللون الأخضر يغطي عادة، الألوان الأخرى. فإذا ما اختفى الكلوروفيل، تظهر فجأة الألوان الأخرى.
«الكاروتين» يلون الأوراق باللون الأصفر الذهبي أو البرتقالي، فيما يعيطيها «الأنثوسيانين» اللون الأحمر. أما العفص في الأوراق فهي المسؤولة عن اللون البني. وتحتوي خلايا الأوراق على الكثير من الماء. وعندما يشتد البرد، تتجمد المياه وتتحول إلى بلورات ثلجية ما يدفع أوراق الأشجار إلى التساقط.
وتتعقن الأوراق المتساقطة وتتحلل بسبب البكتيريا والفطريات. بعدها تتحول إلى مواد غذائية قيمة تغطي التربة وتظل هناك لغاية الربيع. لكن في المناطق المأهولة لا يمكن لجموع الأوراق المتساقطة أن تتحلل، لذلك يجب جمعها وإزالتها. وتبقى الأشجار عارية بانتظار أن يطول النهار ويصير الطقس أكثر دفئاً، حتى تستيقظ الأشجار من سباتها وتعود لإنتاج الأوراق والتمثيل الضوئي من جديد.
Leave a Reply