خلال الشهر الماضي، نشرت وسائل إعلام رئيسية في منطقة ديترويت تقارير تثير شبهات الفساد ضد رئيس بلدية ديربورن جاك أورايلي الذي اتهم خصمه الانتخابي (توماس تافيلسكي) بالوقوف وراءها.
وتلخصت اتهامات الفساد ضد أورايلي بحصوله على رشوة غير مباشرة بقيمة 200 دولار، كحسم من سعر سيارة اشتراها لابنه من رجل أعمال عربي أميركي يعمل في شركة «هومسايت للاستثمار» بعد شرائها عقاراً مملوكاً للبلدية مقابل التزام الشركة باستثمار نصف مليون دولار لتطويره.
وفي حديث مع «صدى الوطن»، أكد أورايلي أنه أخطأ بالتعامل مع الموقف وأنه على استعداد لدفع الثمن الحقيقي للسيارة وهو 2200 دولار، مؤكداً أنه «تصرف كأب»، وكان عليه أن يتذكر دائماً أن يتصرف كرئيس بلدية.
ولكن يبدو أن السحر انقلب على الساحر حيث بثت «القناة السابعة» المحلية، الخميس الماضي، تقريراً مصوراً يتهم عضو المجلس البلدي توماس تافيلسكي باستغلال منصبه في عدة مناسبات.
وذكر التقرير أن وثيقة للشرطة تعود لعام 2005 أظهرت أن تافيلسكي انتحل شخصية شرطي خلال حادثة كان الطرف الآخر فيها سائق عمره 17 عاماً، وقد أفاد الشاب بأن تافيلسكي أخبره بأنه شرطي، ولدى وصول دورية حقيقية من الشرطة تحدث عضو المجلس البلدي مع عناصرها على انفراد ليتم بعد ذلك تحرير مخالفة بحق السائق المراهق.
وثائق أخرى، أوردها التقرير، أظهرت أن الشرطة ضبطت تافيلكسي وهو يقود سيارته بسرعة تتجاوز الحدود المسموح بها بـ20 ميلاً في الساعة، فقام بإشهار «شارة عضوية المجلس البلدي للإيحاء بأنه شرطي»، وعندما اقترب منه عنصر الدورية اعتذر تافيلسكي واعترف بخطئه.
وقد نفى تافيلكسي الاتهامات الموجهة ضدّه مؤكداً أنه لم ينتحل صفة الشرطة قط، ولكن البعض قد يكون توهم ذلك لعدم معرفته بأن أعضاء المجلس البلدي يحملون شارات خاصة.
وأضاف التقرير أنه في 2013، حاول تافيلكسي اقتحام أحد احتفالات عيد الخامس من أيار (استقلال المكسيك)، ولما اعترضه صاحب المكان، رد عليه قائلاً «هل تعرف من أنا؟ بإمكاني إغلاق هذا المكان كلياً». وقد افاد أحد الشهود بأن تافيلسكي كان ساعتها مخموراً.
وفي حادثة أخرى، أفاد ضابط في الشرطة في تحقيق رسمي تحت القسم أمام المحكمة بأن تافيلسكي قد طلب منه مراقبة زوجته التي كان يقوم بتطليقها، لاعتقاده بأنها تواعد تاجر مخدرات.
وذكر التقرير أن عناصر الشرطة الذين راقبوا منزل الزوجة حوالي 10 مرات قاموا بتفحص نفايات المنزل عدة مرات بهدف إيجاد أدلة لإدانة الزوجة دون فائدة.
لكن القصة لم تنته عند ذلك الحد، فقد تم طرد الشرطي الذي استجاب لطلب تافيلكسي، وفقاً لمسؤولين في الشرطة.
وقد أنكر تافيلكسي –في بيان لاحق– الاتهامات الموجهة ضده، وادعى أن مؤيدي خصمه الانتخابي (جاك أورايلي) يقفون وراء هذه الأخبار الملفقة، معرباً عن أسفه «لحاجتهم للجوء إلى حيل قذرة.. بدل الالتزام بالقضايا الحقيقية التي تهم سكان ديربورن».
Leave a Reply