يتطلع الكثير من سكان المدن والبلدات في منطقة ديترويت الكبرى إلى إحداث تغيير في الحكومات المحلية لاسيما في المناطق التي تعاني من تحديات وأعباء اقتصادية واجتماعية يتوجب معالجتها سريعاً لتحسين نوعية الحياة وإرساء الأمان وضمان تكافؤ الفرص وتعزيز الانتعاش الاقتصادي، بعد سنوات من الركود والانحدار.
العرب والمسلمون الأميركيون الذين يشكلون شريحة أساسية في العديد من مدن المنطقة، أثبتوا على مدى السنوات الماضية دورهم الحيوي في مختلف الميادين، وتحديداً على المستوى الاقتصادي فكانوا المحرك الأساسي للازدهار في العديد من المدن بمقاطعة وين في الوقت الذي كانت فيه المدن المجاورة تعاني من تبعات الانهيار الاقتصادي الذي أصاب الولايات المتحدة بعد الأزمة المالية لعام ٢٠٠٨.
غير أن الدور السياسي للعرب والمسلمين في منطقة ديترويت ظل محدوداً وغير متناسب مع الإنجازات التي تحققت على مر السنين، على الرغم من التحسن الملحوظ لمستوى الانخراط العربي في الحياة السياسية، سواء في نسبة إقبال أبناء الجالية على التصويت والترشح لمختلف المناصب الحكومية والقضائية والتربوية، في المدن التي باتوا يشكلون فيها حضوراً وازناً لم يعد بإمكان أحد تجاهله، مثل ديربورن وديربورن هايتس وهامترامك.
تلك الإنجازات لم تكن لتتحقق لولا الدور الحيوي الذي أدته «اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي» (أيباك)، خلال العقدين الماضيين لبلورة وتعزيز الحضور الانتخابي للعرب الأميركيين في ميشيغن، وهو ما يمكن لمسه في نوعية الضيوف السياسيين والمرشحين الذين انضموا لعشاء «أيباك» السنوي العشرين، الثلاثاء الماضي، حيث حضر عشرات المرشحين لمختلف المناصب البلدية، إضافة إلى ثلاثة مرشحين لسباق حاكمية ميشيغن المقرر في العام القادم، وذلك في دلالة واضحة على حرص المرشحين في نيل أصوات الناخبين العرب الذين بات يحسب لهم ألف حساب في المعادلات الانتخابية، ليس فقط على نطاق ديترويت الكبرى بل على مستوى الولاية برمتها.
«صدى الوطن» هذا العام، قررت تبني لائحة المرشحين المدعومين من «أيباك» كاملة، ليس فقط لثقتها بأهلية المرشحين الذين تم اعتمادهم من قبل اللجنة، بل أيضاً لثقتها بالدور الرائد الذي تلعبه «أيباك» في تعزيز الحضور السياسي للعرب الأميركيين، في الوقت الذي ظهرت فيه، خلال الآونة الأخيرة، منظمات سياسية حديثة العهد وقليلة الخبرة، لا تبشر سوى بتشتيت الصوت العربي وفق الإثنيات والمذاهب التي لن تقدم لجاليتنا غير الخلافات والتفرقة بين لبناني ويمني وعراقي وسني وشيعي ألخ..
الثقة بـ«أيباك» ليست نابعة فقط من مسيرتها وإخلاص أعضائها وإصرارهم على إنجاز مهمتهم بترسيخ الصوت العربي على الخارطة السياسية، بل هي نابعة أيضاً من الآليات والضوابط الشفافة والديمقراطية التي تعتمدها المنظمة في جميع قرارتها وفق مبدأ واضح «صوت واحد لكل عضو».
وعشية الانتخابات البلدية، نعلن لقرائنا الأعزاء في ما يلي قائمة بأسماء المرشحين المدعومين من قبل «صدى الوطن» و«أيباك»، وكلنا أمل في أن يقبل العرب الأميركيون بكثافة على مراكز الاقتراع، يوم الثلاثاء القادم، لكي يدلوا بأصواتهم ويختاروا المرشحين الذين يحققون طموحاتنا بتحسين أداء حكوماتنا المحلية وجعل مدننا أكثر جاذبية وأماناً لبناء مستقبل أفضل لأبنائنا في وطننا الجديد.
رؤساء البلدية
في السباقات الانتخابية على رئاسة البلدية في المدن ذات الكثافة العربية والإسلامية المتنامية -ديربورن وديربورن هايتس وهامترامك- قررت «صدى الوطن» دعم رؤساء البلدية الحاليين لإعادة انتخابهم، وهم على التوالي جاك أورايلي، دان باليتكو وكارين ماجاوسكي.
وعلى الرغم من الشكاوى العديدة من أداء بلدية ديربورن، إلا أن رئيس البلدية الحالي أورايلي، نجح في قيادة المدينة إلى بر الأمان الاقتصادي والاستقرار المالي والأمني بأقل الخسائر الممكنة، رغم التحديات الصعبة التي مرت بها المنطقة جراء أزمة عام 2008 التي كانت الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة منذ الكساد العظيم في ثلاثينات القرن الماضي.
ورغم أن غالبية سكان ديربورن يتطلعون إلى إحداث تغيير في مسار مدينتهم عبر انتخاب مرشحين بأفكار ورؤى جديدة لقيادة الدفة، إلا أنهم -أيضاً- يشككون بأهلية منافس رئيس البلدية الحالي، عضو المجلس البلدي توماس تافيلسكي، لاسيما وأن سجله في المجلس البلدي يشي بعدم اكتراثه بمصالح العرب الأميركيين في المدينة.
أما في ديربورن هايتس، فيستحق رئيس البلدية الحالي دانيال باليتكو كل الدعم من العرب الأميركيين في المدينة التي شهدت خلال سنوات حكمة طفرة اقتصادية وعمرانية بانتقال آلاف الأسر العربية للعيش والعمل وافتتاح المصالح التجارية في المدينة من دون معوقات ومنغصات من البلدية.
وقد منحت «اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي» (أيباك) دعمها لباليتكو، مشيدة بالعلاقات الوثيقة التي بناها رئيس البلدية مع العرب الأميركيين وتفهمه لمشاكلهم وتعامله الإيجابي معهم.
وقد أدت سياسات رئيس بلدية ديربورن هايتس إلى تنشيط الحركة التجارية في المدينة بشكل ملحوظ خلال العقد الماضي مما انعكس إيجابياً على خزانة البلدية وأسعار العقارات في المدينة.
ورغم ترشح عضو المجلس الحالي، المسلم الأميركي البنغالي الأصل، محمد حسن لرئاسة بلدية هامترامك، إلا أننا -في «صدى الوطن»- نرى أن رئيسة البلدية الحالية كارين ماجاوسكي هي الأنسب لشغل هذا المنصب، وأنها تستحق دعم الصوت العربي في المدينة التي يشكل فيها اليمنيون الأميركيون ثلث إجمالي السكان.
لقد أثبتت ماجاوسكي التزامها بالتنوع والتعددية خلال ترؤسها لبلدية المدينة التي تحتضن أعلى نسبة من المهاجرين في ميشيغن، وهذا يعد سبباً كافياً لدعمها، إضافة إلى مؤهلاتها العلمية وعضويتها في العديد من اللجان المحلية والإقليمية وشغلها منصب نائب رئيس «رابطة بلديات ميشيغن».
سباقات أخرى
وتشمل قائمة المرشحين الذين قررت «صدى الوطن» تبني دعمهم، كلا من جورج ديراني لمنصب كاتب بلدية ديربورن (سيتي كليرك)، وسوزان دباجة، مايك سرعيني، ليزلي هيريك، إيرين بايرنز، ندى الحانوتي، فيروز بزي ورامز حيدر، لعضوية مجلس بلدية المدينة الذي يتشكل من سبعة مقاعد.
وفي سباق مجلس بلدية ديربورن هايتس تدعم «صدى الوطن» العضو الحالي روبرت كونستان، إضافة إلى ثلاثة مرشحين عرب أميركيين هم: بيل بزي، مو بيضون، وجيف مقلد للظفر بالمقاعد الأربعة المتنافس عليها في المجلس. ويمكن للناخبين العرب في المدينة إذا ما أقبلوا بكثافة على صناديق الاقتراع أن يعززوا تمثيلهم في إدارة المدينة، لاسيما وأن المجلس حالياً يضم عضواً عربياً واحداً هو وسيم (دايف) عبدالله، وذلك بعد قرار العضو توماس بري بالانسحاب من السباق وعدم الترشح لولاية جديدة.
وفي هامترامك، حيث يتنافس ستة مرشحين على ثلاثة مقاعد في المجلس البلدي، قررت «صدى الوطن» الالتزام بقرار «أيباك» بدعم المرشح العربي الأميركي الشاب فاضل المرسومي، علماً بأن مجلس المدينة يضم عضواً عربياً واحداً حالياً هو سعد المسمري الذي كشف في عشاء «أيباك» أنه ينوي الترشح لمجلس نواب الولاية عن الدائرة الرابعة، ما يعني أن المجلس البلدي قد يخلو من التمثيل العربي، رغم أن السكان العرب يمثلون شريحة أساسية من تركيبة هامترامك.
وفي سباق ديترويت البلدي، تدعم «صدى الوطن» إعادة انتخاب رئيس البلدية الحالي مايك داغن نظراً للإنجازات الكبيرة التي تحققت في عهده، مثل النهوض بوسط المدينة وإعادة الكثير من الخدمات الحيوية للسكان.
كما تدعم الصحيفة عضوة المجلس البلدي عن عموم مدينة ديترويت جانيه أيرز.
كذلك تؤيد «صدى الوطن» إعادة انتخاب رئيس بلدية وستلاند الحالي بيل وايلد الذي نجح في تعزيز اقتصاد المدينة عبر جذب الأعمال التجارية الصغيرة والانفتاح على علاقات جيدة مع العرب الأميركيين.
إن عدم التصويت في الانتخابات البلدية يعني شيئاً واحداً، هو عدم الاكتراث بمصير مدننا ومستقبل أبنائنا.
فلنكن جالية واحدة يوم الثلاثاء القادم. من هامترامك إلى ديربورن وديربورن هايتس، فلنصوت للمرشحين الذين طلبوا الصوت العربي الذي يستحقونه عن جدارة.
Leave a Reply