نيويورك – في أسوأ هجوم إرهابي تشهده مدينة نيويورك منذ اعتداءات ١١ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠١، لقي ثمانية أشخاص مصرعهم وأصيب ١٣ آخرون، يوم عيد الهلوين الثلاثاء الماضي، في حادثة دهس نفذها رجل من أصل أوزبكي يشتبه بارتباطه بتنظيم داعش الإرهابي.
وأفادت السلطات بأن المشتبه به، سيف الله سايبوف دخل الولايات المتحدة في 2010 عبر قرعة التنوع التي يحصل من خلالها مهاجرون على بطاقة الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة «الغرين كارد»، مما دفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إطلاق عدة مواقف داعية إلى إصلاح قانون الهجرة وإلغاء نظام القرعة الحالي الذي يتيح دخول أفراد بشكل عشوائي إلى الولايات المتحدة، وصولاً إلى مطالبته بإعدام منفذ الهجوم عبر «تويتر».
وفور اطلاعه على التحقيقات الأولية بشأن الهجوم، أعلن الرئيس مساء الثلاثاء الماضي أنه أمر بتشديد إجراءات التدقيق في هويات جميع الوافدين إلى الولايات المتحدة، بعد الاعتداء الإرهابي الذي وقع في مانهاتن حيث دهس سائق شاحنة صغيرة حشداً من المارة وسائقي الدراجات الهوائية، بينهم خمسة قتلى أرجنتينيين وقتيلة بلجيكية.
وأفادت وسائل إعلام أميركية بأن سايبوف (٢٩ عاماً) صاح «الله أكبر» أثناء ترجله من الشاحنة شاهراً مسدساً وبندقية تبين لاحقاً أنهما مزيفان.
وأفادت شبكة «سي أن أن» بأن المشتبه به بدأ بالتحدث إلى المحققين في المستشفى حيث خضع لعملية جراحية بعد أن أطلق عليه أحد عناصر الشرطة النار ما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة في البطن.
وتداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي شريط فيديو يظهر المشتبه به وهو يركض مصاباً قبل أن تعتقله الشرطة.
ولم تحدد على الفور دوافع سايبوف، وما إذا كان تصرف بمفرده أم بتعليمات أو تنسيق من جهة ما، لكن القبض عليه حياً أتاح الكشف سريعاً عن الكثير من المعلومات.
ووجهت مساء الأربعاء الماضي لائحة اتهامية إلى سايبوف جاء فيها أنه قال للمحققين لدى استجوابهم إياه في المستشفى إنه استلهم هجومه من أشرطة فيديو نشرها داعش وإنه بدأ التخطيط له «قبل حوالي عام».
وأعلن الادعاء الفدرالي توجيه تهمة الإرهاب إلى سايبوف، مشيراً إلى أنه قال للمحققين إنه «راض عن ما فعله».
وذكر سايبوف في أقواله إنه تأثر بأشرطة الفيديو، التي تحدث فيها زعيم تنظيم داعش، أبوبكر البغدادي وطالب المسلمين في الولايات المتحدة بالرد على قتل المسلمين في العراق بتنفيذ عمليات.
واعترف المتهم بأنه استأجر الشاحنة منذ 22 تشرين الأول (أكتوبر) كي يتسنى له الوقت للتمرن على الهجوم، وبأنه اختار أن يكون الهجوم في 31 أكتوبر لأنه يوم الاحتفال بعيد الهالوين وبذلك يكون «واثقاً من وجود الكثير من الناس في الشوارع».
وبناء على التحقيقات مع سايبوف، أصدر مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) الأربعاء الماضي مذكرة اعتقال بحق شخص ثان على علاقة بالاعتداء هو محمد زهير قديروف (32 عاماً) المولود في أوزبكستان أيضاً.
ووفقاً لصحيفة «نيويورك بوست» فقد عثر داخل الشاحنة الصغيرة المستأجرة لتنفيذ الاعتداء على منشورات بالعربية تعلن «الولاء لتنظيم داعش»، فضلاً عن صورة لراية التنظيم المتطرف.
ويعيش سايبوف ذو اللحية الكثيفة في الولايات المتحدة منذ سبعة أعوام، من دون سوابق إجرامية مسجلة، وقد انتقل مؤخراً للعيش في ولاية نيوجيرزي حيث يعمل كسائق لخدمة «أوبر» للتاكسي.
تشديد أمني
وانتشرت قوات الشرطة بكثافة لتأمين شوارع مانهاتن ابتداء من الليلة التي أعقبت الهجوم. وقد شارك مئات آلاف السكان في مسيرات متفرقة بمناسبة عيد الهلوين تأكيداً لإصرار نيويورك على الحياة.
من جانبه، قال ترامب في تغريدة، الأربعاء الماضي، إن «الإرهابي قدم إلى بلادنا عبر ما يسمى برنامج قرعة تأشيرة التنوع»، منتقداً سناتور نيويورك الديمقراطي تشاك شومر المعروف بدفاعه عن المهاجرين.
وأضاف ترامب قوله: «نحارب من أجل نظام هجرة مبني على الاستحقاق، كفى من أنظمة قرعة (من الحزب) الديمقراطي»، وأضاف «علينا أن نصبح أكثر صرامة (وأكثر) ذكاء».
وكان ترامب قد شدد سابقاً على وجوب منع عناصر تنظيم «داعش» من «العودة أو الدخول» إلى الولايات المتحدة «بعدما دحروا في الشرق الأوسط وأماكن أخرى».
وأوضح الرئيس الأميركي، في تغريدة على «تويتر»: «على وزارة الأمن الداخلي في الولايات المتحدة اتخاذ الخطوات اللازمة لتشديد مراقبة المسافرين الأجانب».
ووصف ترامب مرتكب الهجوم في تغريدة بأنه «شخص مريض ومختل عقلياً».
وفي السياق نفسه، أصدر البيت الأبيض بياناً وصف فيه الاعتداء بأنه «إرهابي»، مؤكدا أن الإدارة الأميركية «ستقدم دعمها الكامل لشرطة مدينة نيويورك، بما يتضمن تحقيقاً مشتركاً مع مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي)».
Leave a Reply