رغم تطلع الكثيرين من سكان ديربورن إلى التغيير في مدينتهم، وهو ما عكسته نسبة الإقبال المرتفعة نسبياً على أقلام الاقتراع يوم الثلاثاء الماضي، جددت أغلبية الناخبين في المدينة الثقة برئيس البلدية جاك أورايلي وخمسة من أعضاء المجلس البلدي الحالي للاحتفاظ بمناصبهم لأربع سنوات إضافية، في حين فاز جورج ديراني بمنصب الكليرك في سباق خلا من المنافسة الجدية.
وأدلى 32 بالمئة من الناخبين المسجلين في المدينة، والبالغ عددهم 60,752 ناخباً، بأصواتهم في انتخابات الثلاثاء الماضي، حيث صوّت 10,999 منهم لصالح رئيس البلدية الحالي أورايلي (٥٧ بالمئة) بمواجهة منافسه عضو مجلس البلدية المخضرم توماس تافيلسكي الذي نال 8218 صوتاً بنسبة بلغت 42 بالمئة.
وأظهرت نتائج أقلام الاقتراع في شرق المدينة دورَ الصوت العربي في ترجيح كفة أورايلي الذي حظي بدعم «اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي» (أيباك)، وصحيفة «صدى الوطن»، بناء على تجديده العهد الذي أطلقه منذ توليه قيادة ديربورن عام ٢٠٠٧: «رؤية واحدة لكامل المدينة».
وبلغت نسبة تأييد أورايلي حوالي ٨٠ بالمئة في عدد من أقلام الاقتراع ذات الأغلبية العربية.
وتمثل الجالية حوالي نصف سكان المدينة الذين يقدر عددهم الإجمالي بحوالي ٩٥ ألف نسمة.
وكانت شرائح متنوعة من داعمي أورايلي والمتطوعين في حملته الانتخابية، إضافة إلى مسؤولين ورجال أعمال من المدينة، قد تجمعوا في صالة «بارك بليس» بديربورن للاحتفال بصدور النتائج، حيث هتف الحاضرون عند إعلانها: «أربع سنوات أخرى»!
وفي خطاب النصر، اعترف أورايلي بأن السباق كان صعباً، مشيراً إلى أنه توقع خلال السنوات السابقة ترشح تافيلسكي لمنصب رئاسة البلدية، ولكنه على يقين بأن «الناس لا يُؤخذون بالمفاهيم الخاطئة.. إنهم يميزون (الخطأ من الصواب)»، مشدداً «يمكننا فعلاً أن نكون ضوء المنارة على التلة.. طالما ندرك جميعاً بأننا نتحمل واجبات تجاه بعضنا البعض».
أضاف «إننا نعيش في مجتمع رائع ولدينا فرص كثيرة.. توجد مدارس عظيمة لأولادنا.. إننا في وضع رائع يمكننا من المضي قدماً.. وهذا يعود إلى كل واحد منكم». كما أعرب عن حماسته لإكمال ما بدأه من مشاريع التطوير والتنمية في المدينة، بعد سنوات الركود التي عصفت بالبلاد وخرجت منها ديربورن بأقل الخسائر الممكنة.
من جانبه، أشار المحامي العربي الأميركي عبد حمود إلى أنه شهد تقدماً كبيراً نحو الأفضل في المدينة، على مدار الـ27 عاماً التي عاشها في ديربورن، مضيفاً أن الناخبين «أمّنوا مستقبلاً أفضل للأجيال القادمة من خلال إعادة انتخاب أورايلي».
وأكد حمود، وهو من مؤسسي «أيباك»، أن فوز رئيس البلدية في الانتخابات قد وحّد مجتمع المدينة و«أن أي شخص تبنى خطاباً تقسيمياً لم يفز الليلة».
وفي بيان نشره على صفحته في موقع «فيسبوك»، كتب تافيلسكي: «الليلة لم تمر كما كنت آمل، ولكن ديربورن كانت –وسوف تبقى– مدينة عظيمة». وأضاف: «أنا ممتن –وللأبد– للدعم الذي نلته وأحث الجميع على الاستمرار في المشاركة حتى نتمكن من مواصلة العمل الذي بدأناه في هذه الحملة».
المجلس البلدي
وفي السباق على مقاعد المجلس البلدي، أعيد انتخاب الأعضاء الخمسة الحاليين الذين قرروا الترشح للاحتفاظ بمقاعدهم، وقد حافظت سوزان دباجة على رئاسة المجلس البلدي بتصدرها السباق بـ١١,٧٠١ صوتاً وبفارق ٧١٨ صوتاً عن مايك سرعيني الذي حل ثانياً بـ١٠،٩٨٣ صوتاً، كما أعيد انتخاب كل من ديفيد بزي الذي جاء ثالثاً، وروبرت أبراهام رابعاً، وبراين أدونيل الذي احتل المركز السابع ونجا من الخسارة بفارق ١١٩ صوتاً.
وقد تم انتخاب عضوين جديدين في المجلس هما أيرين بيرنز وليزلي هيريك، اللتان ستحلان مكان العضوين الحاليين توماس تافيلسكي ومارك شوشانيان اللذين قررا عدم الترشح لفترة جديدة.
وكانت مفاجئةً خسارةُ المرشح ريغان فورد الذي حل ثامناً بـ٨،٠٢٧ صوتاً، بعد أن فاز بالمرتبة الثالثة في الانتخابات التمهيدية، في 8 آب (أغسطس) الماضي، متقدماً على عضوي المجلس أودنيل وأبراهام.
أما المرشحون العرب الأميركيون، ندى الحانوتي وفيروز بزي ورامز حيدر، فقد حلوا –على التوالي– في ذيل القائمة بحوالي أربعة آلاف صوت لكل منهم.
وكان معظم المرشحين لعضوية المجلس البلدي قد جالوا على مراكز الاقتراع في المدينة، وتحدثوا مع الناخبين والمتطوعين في حملاتهم الانتخابية، وفي حديث مع «صدى الوطن» أشار كل من سرعيني ودباجة إلى أنهما ذكّرا المقترعين بخدماتهم وتفانيهم في سبيل خدمة المجتمع منذ انتخابهما قبل أربعة أعوام، وأعربا عن «تشرفهما بمواصلة خدمة المواطنين».
من ناحيتها، أشارت بيرنز –التي فازت بالمركز السادس– إلى أنها ترشحت لكي «تمثل كل فرد في مجتمعنا ولكي تخلق تقدماً ملحوظاً في الأحياء والمناطق التجارية»، حسب قولها لـ«صدى الوطن».
«كليرك» المدينة
وفي سباق كليرك المدينة، حقق المرشح جورج ديراني فوزاً كاسحاً على منافسته نفيلة حيدر، وحاز العضو السابق في مجلس نواب ميشيغن على أكثر من 70 بالمئة من الأصوات مقابل 29 بالمئة لمنافسته.
Leave a Reply