الديمقراطيون يلتقطون أنفاسهم في سباق حاكمية فيرجينيا ونيوجيرزي
ريتشموند – بعد طول انتظار، حقق الديمقراطيون في ولاية فيرجينيا نصراً انتخابياً هو الأول لهم منذ انتخاب الرئيس دونالد ترامب في سباق محتدم على منصب حاكم الولاية، وذلك بعد نكسة جديدة تعرض لها الديمقراطيون مع كشف الرئيسة السابقة للجنة الوطنية للحزب، دونا برازيل، عن انحياز مؤسسة الحزب إلى المرشحة الرئاسية السابقة هيلاري كلينتون على حساب منافسها بيرني ساندرز في الانتخابات التمهيدية.
واعتبرت وسائل الإعلام الأميركية أن الفوز بسباق فيرجينيا وانتزاعهم المتوقع لحاكمية نيوجيرزي، يدلان على أن حظوظ الديمقراطيين بانتزاع الأغلبية في انتخابات الكونغرس النصفية العام القادم، تظل وافرة في ظل استمرار هذا التوجه العام للناخبين في المنافسات الانتخابية المقبلة على المستوى الوطني.
ففي فيرجينيا، فاز الديمقراطي رالف نورذم على منافسه الجمهوري أد غيليسبي بمنصب حاكم الولاية بنسبة 53.7 بالمئة مقابل 45.1 بالمئة، بعد احتدام المنافسة بينهما في الأمتار الأخيرة من السباق، علماً بأن فيرجينيا محسوبة على الديمقراطيين وقد انتخبت كلينتون للرئاسة الخريف الماضي، كما هو الأمر تماماً بالنسبة لولاية نيوجيرزي التي شهدت انتخاب الديمقراطي فيل ميرفي حاكماً للولاية (55.4 بالمئة) على حساب المرشحة الجمهورية كيم غاداغنو (42.5 بالمئة).
وسيخلف ميرفي حاكم نيوجيرزي الجمهوري كريس كريستي.
وقد حصد الديمقراطيون كافة المناصب التنفيذية في فيرجينيا ونيوجيرزي كما تمكنوا من تعزيز أغلبيتهم في المجالس التشريعية.
غير أن المراقبين يرون أن تركيز وسائل الإعلام على «الانتصارين الكبيرين» في فيرجينيا ونيوجيرزي، يأتي في سياق الجهود للملمة جراح الحزب بعد «فضيحة برازيل» التي كشفت أن كلينتون وقعت اتفاقاً مع الحزب لانتشاله من أزمته المالية مقابل ضمان فوزها بالانتخابات التمهيدية بمواجهة السناتور ساندرز.
فضيحة دونا برازيل
وتوضح برازيل في كتاب، ما حدث عقب أربعة أشهر من إعلان كلينتون الترشح على منصب الرئيس داخل اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي في 2016.
وقالت السياسية الأميركية إن كلينتون استغلت الحزب الممزق خلال عهد الرئيس السابق باراك أوباما، حيث وافقت على دفع كافة ديون حملة أوباما 2012، لكن جاء هذا الدفع من أجل السيطرة على مقاليد الأمور في الحزب.
وأضافت أنه جرى توقيع اتفاق في أغسطس عام 2015 لجمع التبرعات نص على أنه «مقابل جمع الأموال والاستثمار في الحزب، ستتولى هيلاري السيطرة على أموال الحزب واستراتيجيته وجميع الأموال التي يتم جمعها»، وسيكون لحملتها الحق في رفض من سيكون مدير الاتصالات في الحزب، وسوف تتخذ قرارات نهائية على جميع الموظفين الأخرين، كما أنه مطلوب من الحزب الديمقراطي «التشاور مع الحملة حول جميع الموظفين الآخرين والميزانية والبيانات والتحليلات والبريد».
تعهد بالشفافية
من جانبه، تعهد توم بيريز الرئيس الحالي للجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، السبت الماضي، بضمان حصول كل المرشحين إلى الانتخابات التمهيدية المقبلة على فرص متساوية للفوز بترشيح الحزب لخوض الانتخابات الرئاسية عام 2020.
كما أقر كبار الزعماء الديمقراطيين بوجود انحياز لصالح كلينتون بمن فيهم، السناتور إليزابيث وورن والنائبة نانسي بيلوسي، ولكنهم حثوا على تجاوز الماضي.
وأكد بيريز أن عملية اختيار مرشح الحزب ستتسم «بالعدالة والشفافية بلا أدنى شك»، مضيفاً أنه «ملتزم أكثر من أي وقت مضى باستعادة ثقة المصوتين في العملية الديمقراطية».
وقال رئيس اللجنة إن حزبه سيحدد جدول المناظرات بين مرشحي الحزب قبل تحديد أسمائهم، إضافة إلى زيادة شفافية حملات التمويل الانتخابية.
Leave a Reply