عفاف همايون – «صدى الوطن»
في إضافة جديدة ومميزة على شارع فورد في ديربورن هايتس، افتتح المقهى–المحمصة «روستينغ بلانت كوفي» الذي يوفر تجربة فريدة لعشاق القهوة عبر المزج بين جودة البنّ العالية واللمسة التكنولوجية الحديثة التي تميز المكان مثل نظام «جافابوت» لإعداد القهوة و«فلاش تشيللر» للقهوة المثلّجة.
من البنّ السومطري إلى البرازيلي والغواتيمالي وصولاً إلى الجامايكي، يمكن للزبون في «روستينغ بلانت كوفي» أن يعد خلطته المفضلة ويحصل على شرابه في غضون دقيقة واحدة، يستمتع خلالها بعبق البنّ الطازج ويشاهد حباته الخضر والبنية في طريقها إلى الطحن والتحميص في آلة ضخمة تتميز بأنابيبها الطويلة والشفافة، لتتحول أمامه إلى كوب قهوة ساخن «على مزاجه».
محمد زيتون، مدير مقهى «روستينغ بلانت» Roasting Plant Coffee الذي تم افتتاحه بمدينة ديربورن هايتس في حزيران (يونيو) الماضي، يؤكد على الجودة العالية لأنواع البنّ المختلفة التي يقدمها المقهى، وفي مقدمتها بن «الجبل الأزرق» الجامايكي، «فهذا البنّ يستمد نكهته المميزة من المحيط ومن الرطوبة والأشجار المحيطة بها».
وقال زيتون «يمكنك خلط أنواع البنّ المختلفة لتصل إلى أفضل نكهة تروق لذوقك الخاص»، وأضاف «يمكن للزبائن الجمع بين أربعة أنواع من البنّ لإعداد مشروب قهوة حسب الطلب»، لافتاً إلى أن نظام «جافابوت» الذي يتيحه المقهى «يحفظ ويحمّص البن ويقدم القهوة دائماً طازجة»، و«هذه الميزة لا يمكن الحصول عليها في أي مكان آخر»، وفق زيتون.
وأردف أن في مقهى «روستينغ بلانت»، يتم الحفاظ على حبات البنّ خضراء ثم يجري تحميصها يومياً، بل حتى كل ساعة، لتوفير أفضل تجربة للزبائن.
ونظام «جافابوت» الذي يبدو وكأنه روبوت آتٍ من أحد أفلام الخيال العلمي، حائز على براءة اختراع ابتدعه مايك كازويل وهو مهندس افتتح أول مقهى «روستينغ بلانت» في مدينة نيويورك عام 2007.
ويملك مقهى «روستينغ بلانت» في ديربورن هايتس الصيدلانيان العربيان الأميركيان مايك شحادة وعادل مكي اللذان وجدا أن السوق المحلي بحاجة إلى مقاهٍ تقدم أجود أنواع البن، فقررا استقدام هذه السلسلة الحديثة إلى المنطقة، وهي التي لها فروع في نيويورك ودنفر وديترويت وغيرها.
وقد افتتح مكي وشحادة أيضاً فرعاً آخر للسلسلة بمدينة آناربر في شهر أيلول (سبتمبر) الفائت.
المقهى في ديربورن هايتس يخصص مساحة ٢٤٠٠ قدم مربع للزبائن، ويفتح أبوابه يومياً من الساعة السابعة صباحاً حتى العاشرة مساء. كما يوفر الخدمة عبر النافذة لسائقي السيارات، وهي خدمة غير متوفرة في بقية فروع «روستينغ بلانت» في الولايات المتحدة.
ميزة تكنولوجية أخرى تنفرد بها مقاهي «روستينغ بلانت»، وهي نظام التبريد السريع الذي يحتوي على 30 قدماً من الأنابيب المحاطة بالمياه الجليدية لإعداد القهوة المثلجة.
وكما هو معروف، فإن القهوة المثلجة تكون في البداية ساخنة وبالتالي فإن عملية تبريدها قد تؤثرا سلباً على جودة المشروب وطعمه. ولكن جهاز «فلاش تشيللر» يقدم حلاً لذلك عبر ضخ ونقل القهوة الساخنة بواسطة الأنابيب المبردة، مما يؤدي إلى انخفاض حرارتها سريعاً حتى تصبح مثلجة وخالية في الوقت نفسه من قطع ثلج.
ويحتوي المقهى أيضاً على موازين كبيرة للزبائن لوزن البنّ الذي يريدون شراءه.
البداية
وعن قصة شغفه بالقهوة، أشار زيتون إلى أنه كان يسكن في ولاية أريزونا عندما جاء ذات مرة إلى ديربورن لزيارة العائلة، حيث التقى الصيدلاني شحادة الذي طلب منه استخدام خبراته في إدارة المطاعم، لإدارة سلسلة مقاهي «روستينغ بلانت» (فرانشايز) التي ينوي إطلاقها مع شريكه في المنطقة.
وافق زيتون على العرض، وخضع فوراً لتدريب مكثف من قبل الشركة الأم، حيث تعلم، مباشرة، على نظام «جافابوت» وزار عدة فروع للاطلاع على الديكور والتنظيم.
وقبل تعرفه على شركة «روستينغ بلانت» لم يكن لدى زيتون أدنى فكرة عن القهوة سوى أنه يشتريها من أقرب متجر يراه. لكنهه اليوم أصبح بالإضافة إلى شغفه بالقهوة، خبيراً في أنواع ونكهات البنّ.
وحول ذلك شدد زيتون قائلاً «كنت واحداً من هؤلاء الناس الذين اعتادوا الحصول على قهوتهم من أي مكان. وكانت القهوة كلها بالنسبة لي بمذاق واحد. لكن المشكلة الآن هي أنني لم أعد أستطيع الحصول على القهوة من أي مكان آخر سوى هذا المكان»، مؤكداً أن تجربته مع «روستينغ بلانت» غيرت مفاهيمه عن القهوة.
ويتفاخر «روستينغ بلانت» أيضاً بالحصول على البنّ الخاص به عبر طرق ومصادر قانونية وأخلاقية من المزارعين في مختلف أنحاء العالم. وتقوم متذوقة القهوة المحترفة في الشركة، جينفييف كابلر، بالسفر حول العالم لاختيار أفضل نكهات وأنواع البنّ لاستيرادها ونسج أفضل العلاقات مع منتجي البنّ.
وكتبت كابلر على موقع «أكسترا كريسبي» المتخصص بالغذاء في مقال أنه «عندما يرتشف الشخص مرة واحدة قهوة ممتازة يصبح من الصعب عليه أن يستمتع بالقهوة الرديئة». وأضافت «أن العوامل الثقافية والذكريات العاطفية تؤثر على ذوقنا. حتَّى الموسيقى بأن يكون لها تأثيراً على الذوق».
محلي
الصيدلاني عادل مكي، الشريك في ملكية فرعي «روستينغ بلانت» في ديربورن هايتس وآناربر، أوضح لـ«صدى الوطن» بأنه أراد مع شريكه (شحادة) استحضار تجربة ما يعرف بـ«موجة القهوة الثالثة» إلى ديربورن هايتس لاعتقادهما بجودة هذه القهوة التي يفتقدها السوق المحلي، لافتاً إلى أن أهم ما في المشروع هو أنه شركة محلية توظف موظفين محليين و«هذا يجب أن يكون مبعث فخر بالنسبة لنا وللمجتمع المحلي ككل».
وإضافة إلى الأثر الاقتصادي وفرص العمل التي يوفرها في آناربر وديربورن هايتس يعتمد «روستينغ بلانت» على منتجات «واشطنو ديري»، وهي شركة توزيع محلية للألبان منذ 75 عاماً. كما توفر أفران «غولدن ويت» في هامترامك المعجنات والحلويات التي تباع في المقهى.
صحيح أن المقاهي التي تقدم أجود أنواع البنّ وتعتمد على الطاقات المحلية لبيع القهوة بالتجزئة غالباً ما تكون أسعارها مرتفعة مقارنة بالسلسلات العملاقة، ولكن مقهى «روستينغ بلانت» يفتخر أيضاً بأنه يوفر القهوة الفاخرة بأسعار منخفضة تتيح للجميع فرصة الاستمتاع بها في جو مميز وبلمسة تكنولوجية خاصة.
عنوان مقهى ديربورن هايتس: 26931 فورد. أما عنوان فرع آناربر فهو 312 ساوث ستايت.
Leave a Reply