الطب الجنائي: ندى حورانية ماتت خنقاً وليس بسبب سقوطها من الطابق الثاني
فارمنغتون هيلز – أجّلت القاضية في محكمة فارمنغتون هيلز، مارلا باركر، البت في اتهام المراهق العربي الأميركي محمد الطنطاوي (16 عاماً) بقتل والدته ندى حورانية (35 عاماً)، بعد جلسة استماع عقدت الأسبوع الماضي، كشف خلالها الطب الجنائي بأن الضحية فارقت الحياة جراء تعرضها لضربة قوية على الرأس ثم الخنق الذي أدى إلى وفاتها.
وكانت التحقيقات الأولية قد أشارت إلى أن حورانية لقيت مصرعها يوم 21 آب (اغسطس) الماضي، إثر سقوطها من نافذة في الطابق الثاني من منزلها بمدينة فارمنغتون هيلز. وقد وجهت أولياً تهمة القتل من الدرجة الثانية لابنها الذي لا يزال قيد الاحتجاز من دون كفالة في مركز للأحداث.
غير أن تأكيد الطب الشرعي بأن وفاة حورانية غير ناجمة عن السقوط، بل هي نتيجة تعرضها للخنق ولضربة قوية على الرأس، دفع القاضية باركر إلى تأجيل قرارها بشأن توجيه التهم النهائية في القضية إلى جلسة تعقد في ٨ كانون الأول (ديسمبر) القادم، وذلك تمهيداً لإحالة الملف إلى محكمة مقاطعة أوكلاند.
توتر عائلي
أفادت مصادر متعددة، بما في ذلك سجلات المحكمة، بأن أسرة الضحية كانت قيد التفكك بعد سلسلة من التطورات الدراماتيكية التي أدت إلى المباشرة بإجراءات الطلاق بين حورانية وزوجها الطبيب السابق باسل الطنطاوي (٤٦ عاماً) في آذار (مارس) الماضي، وذلك عقب اعتراف الأخير بالاحتيال على نظام الرعاية الصحية من خلال عيادته الطبية في بلدة كانتون.
وكان الادعاء العام في ميشيغن قد وجّه في أيار (مايو) ٢٠١٦، أربع تهم بالاحتيال على «مديكيد» ونظام الرعاية الصحية لطنطاوي الذي أقرّ بذنبه وتفادى عقوبة السجن بعد تجريده من رخصة عمله كطبيب، وتغريمه حوالي ٢٧٨ ألف دولار.
وبحسب شهادة محامي الطلاق عن الطبيب السابق، تيموثي ماكغلينشي، فإن الطنطاوي –الذي كان دخله يتجاوز ٣٥٠ ألف دولار سنوياً– لم يعد قادراً على دفع المستحقات الشهرية التي قضت بها المحكمة لصالح زوجته وأبنائه، بعد منعه من مزاولة مهنته.
وكان الطنطاوي قد فصل عن عائلته في العام ٢٠١٦ بقرار قضائي بعد إدانته بالاعتداء على زوجته، بتهمة دفعها من أعلى درج المنزل إثر خلاف نشب بينهما ليلة عيد العشاق من ذلك العام.
وقد أقر الأب حينها بالتهمة الموجهة إليه وقد وضع تحت المراقبة بواسطة قيد إلكتروني، كما منع من الاقتراب من زوجته أو لقاء أبنائه من دون رقابة.
والطنطاوي الذي اقترن بحورانية في سوريا عام ١٩٩٩، له منها ثلاثة أبناء.
وكان الابن محمد الطنطاوي وشقيقتاه الأصغر سناً (14 و12 عاماً) في حضانة الأم قبل وفاتها، ولم يتم البت بمصير حضانة الفتاتين بعد، في حين يقبع محمد خلف القضبان بانتظار المسار الذي ستتخذه القضية.
«تأمرك» الأم
إلى جانب التوتر العائلي الناجم عن قضايا الاحتيال الطبي وإجراءات الطلاق والضائقة المالية، تبين للمحكمة أن الطنطاوي كان لديه اعتراض على كيفية تربية زوجته لأطفالهما «على الطريقة الأميركية»، بشكل مخالف لثقافتهم السورية والإسلامية.
وكشفت المحامية السابقة للضحية، كارولين ماركوفيتش، أن الابن كان يعرب عن غضبه تجاه تصرفات أمه «المتأمركة»، وغالباً ما كان يتسلل للقاء والده الذي خضع لأمر قضائي بفصله عن العائلة، غير أن اللقاءات ظلت تجمعهما بالخفاء، بحسب وثائق المحكمة.
وبحسب المحامية ماركوفيتش، كان الابن «يعود دائماً إلى المنزل ولكنه كان في كل مرة يشبه والده أكثر كمسلم محافظ»، حيث كان يبدي اعتراضه الدائم على تصرفات أمه «المتأمركة»، مشيرة إلى إمكانية تورط الأب في تحريض ابنه ضدّ والدته.
وحورانية هي مدربة لياقة بدنية، وقد عثرت عليها ابنتها (١٤ عاماً) جثة هامدة على مصطبة المنزل الخلفية، وقامت بإبلاغ الشرطة على الفور.
أما الابن المتهم فهو طالب مثالي وليست لديه سوابق مخالفة للقانون، وقد يواجه السجن المؤبد في حال إدانته بتهمة القتل من الدرجة الثانية.
ومن جانبه، كان محامي الدفاع عن الابن، ديفيد كرايمر قد قال في جلسة عقدت الشهر الماضي إن موكله يتمسك ببراءته مؤكداً أن لا علاقة له بمقتل والدته دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل.
وستوجه القاضية باركر التهم رسمياً في جلسة تعقد يوم ٨ ديسمبر القادم.
Leave a Reply