إثر اتهامه بالتحرش الجنسي من قِبل موظفات سابقات في مكتبه
ديترويت – على وقع فضائح الاتهامات بالتحرش الجنسي، أعلن النائب الأميركي الديمقراطي البارز جون كونيرز الثلاثاء الماضي عن تقاعده من مجلس النواب حيث قضى ٥٣ عاماً ممثلاً عن مدينة ديترويت وضواحيها في الكونغرس.
وجاء تقاعد كونيرز (88 عاماً) إثر مطالبات له بالاستقالة حتى من بعض المشرعين الديمقراطيين على خلفية اتهامه من ست نساء بالتحرش الجنسي والتعامل غير اللائق معهن أثناء عملهن في مكتبه.
وفي تصريحات إذاعية أدلى بها من المستشفى، حيث أفادت تقارير أنه يخضع للعلاج من مضاعفات ناتجة عن الضغوطات النفسية، أصر عميد الكونغرس على أن الاتهامات ضده «غير صحيحة»، معلناً دعمه لترشيح ابنه الأكبر، جون كونيرز الثالث، لتولي مقعده في مجلس النواب الأميركي عن «الدائرة ١٣» في ميشيغن.
وتشمل «الدائرة 13» أجزاء واسعة من مدينتي ديترويت وديربورن هايتس إضافة إلى كامل مدن إيكورس، غاردن سيتي، هايلاند بارك، إنكستر، ملفينديل، ريفر روج، روميلوس، وين، وستلاند، وبلدة ردفورد.
وجاء قرار كونيرز بالتنحي بعد يوم واحد من إقامة تظاهرة مؤيدة له في وسط ديترويت شارك فيها حوالي ٢٠٠ شخص من مؤيدي استمراره في منصبه.
ولكن كونيرز قال إنه سيتنحى كي «لا يعرض إرثه السياسي للتشويه»، معرباً عن أمله في أن يحافظ ابنه جون كونيرز الثالث (٢٧ عاماً) على هذا الإرث.
وفي واشنطن، قرأت النائبة الديمقراطية شيلا جاكسون لي رسالة في مجلس النواب وجهها كونيرز إلى زملائه الثلاثاء الماضي، أعلن خلالها بأنه أبلغ رئيس المجلس بول راين وزعيمة الديمقراطيين في المجلس نانسي بيلوسي بأنه سيتخلى عن مقعده.
وتخلت قيادة الحزب الديمقراطي عن كونيرز عندما اتضحت خطورة الاتهامات الموجهة إليه في وقت يحاول الكونغرس إيجاد طريقة للتعامل مع مسألة السلوك الجنسي الشائن، وقد اتهمت عدة نساء كونيرز بملامستهن بمناطق حساسة والتحرش بهن خلال عملهن كموظفات في مكتبه، وهو ما دفع لجنة الأخلاقيات في مجلس النواب إلى فتح تحقيق في هذه المزاعم، لاسيما وأنه تبين أن كونيرز توصل إلى تسوية عام ٢٠١٥ قام بموجبها بدفع 27 ألف دولار من أموال دافعي الضرائب لتعويض مساعدة سابقة له في واشنطن، اتهمته بطردها من وظيفتها بسبب رفضها التجاوب معه جنسياً.
ورفض كونيرز هذا الاتهام، مرجعاً قرار التسوية إلى رغبته في تجنب نزاع قضائي قد يطول، قبل أن تكشف موظفات سابقات في مكتبه عن تعرضهن لمضايقات جنسية مماثلة.
ويواجه مشرعون آخرون في الكونغرس الأميركي تهماً مشابهة، أبرزهم السناتور الديمقراطي عن مينيسوتا آل فرانكين.
وكان مجلس النواب قد وافق نهاية الشهر الماضي –بالإجماع– على إلزام كافة أعضائه وموظفيهم بحضور جلسة تدريبية لمكافحة التحرش الجنسي وطرق التعامل معه والإبلاغ عنه.
إرث كونيرز
وكتب كونيرز في رسالة التنحي «لقد علمتني امراة عظيمة هي والدتي كيف أعامل النساء بكرامة». وأضاف «نظراً إلى الظروف حيث لم أمنح الحق في المحاكمة العادلة والأوضاع الصحية الحالية وحفاظاً على إرثي وسمعتي، فإنني سأتقاعد».
ويعد كونيرز أقدم نائب في الكونغرس ومدافع بارز عن الحقوق المدنية للأفارقة الأميركيين، ويشغل مقعده منذ عهد الرئيس ليندون جونسون إبان ستينات القرن الماضي، حيث تم انتخابه نائباً عن ديترويت عام ١٩٦٤، وكان من مؤسسي تجمع المشرعين السود في الكونغرس عام ١٩٦٩ كما انضم لتجمع المشرعين التقدميين عام ١٩٩١. ومن أبرز إنجازاته تقديم مشروع قانون لاعتماد عطلة فدرالية تخليداً لذكرى مارتن لوثر كينغ.
وبحسب قانون ميشيغن، يتعين على حاكم الولاية تحديد موعد لإجراء انتخابات خاصة لملء المقعد الشاغر، في أقرب دورة انتخابية، وهي في ٧ أيار (مايو) القادم، حيث من المرجح أن يتنافس عدد من المرشحين الديمقراطيين لخلافة كونيرز في تمهيديات الحزب قبل إجراء المنافسة النهائية على المقعد في آب (أغسطس) القادم.
وسيتولى الفائز المقعد مؤقتاً حتى انتهاء ولاية كونيرز في ٣ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٩، على أن يتولى المقعد لولاية كاملة من سنتين، الفائز في الانتخابات النصفية المقررة في تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٨.
ويوم الثلاثاء الماضي، أعلن السناتور الديمقراطي الحالي في مجلس شيوخ ولاية ميشيغن عن ديترويت، أيان كونيرز –وهو ابن شقيق عميد الكونغرس– عن ترشحه لخلافة عمه، بمواجهة ابن عمه (جون كونيرز الثالث). ومن المتوقع أن تتسع قائمة المرشحين في الأيام والأسابيع القادمة.
Leave a Reply