ديربورن – سحب محام عربي أميركي دعوتين قضائيتين ضد سلسلة مطاعم «ليتل سيزرز» للبيتزا خشية تعرض حياته وحياة أسرته للخطر، إثر تعرضه لتهديدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حسب قوله.
وكانت محكمة مقاطعة وين قد أسقطت في أيلول (سبتمبر) الماضي دعوى ثالثة تقدم بها المحامي ماجد مغنية نيابة عن زبائن فرعين للسلسلة بمدينة ديربورن، بتهمة تقديم لحم الخنزير (ببروني) على أنه «حلال»، وفق الشريعة الإسلامية.
وفشل مغنية في تقديم أدلة تؤكد مزاعم الدعوى التي تم إسقاطها، وكانت المحكمة لا تزال تنظر في الدعوتيين الأخريين قبل أن يقرر سحبهما الأسبوع الماضي.
وأكد مغنية لوسائل الإعلام، أنه سارع إلى إسقاط الدعوتين ضد شركة البيتزا العملاقة بعد تلقيه تهديدات من رجل بعث إليه رسالة عبر صفحته على «فيسبوك» في 26 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي جاء فيها: «من الأفضل لك وقف الدعوى ضد ليتل سيزرز»، مستخدماً شتائم وتعابير عنصرية ضد العرب والسود.
وبالإضافة إلى ذلك، نشر الرجل نفسه بعد ذلك عبر حسابه على «تويتر»، تغريدة مع صور لمغنية وأفراد أسرته، بما في ذلك ابنته، قال فيها: «هذا هو المحامي المسلم الذي يريد مقاضاة «ليتل سيزرز» للحصول على 100 ألف دولار وهذه اللقطة من صفحة زوجته على «فيسبوك» وابنته تذهب إلى مدرسة…»، مسمياً اسم المدرسة فعلاً.
وبسبب خشيته على ابنته قام مغنية بإخطار الشرطة وتقدم فوراً بطلب قانوني لإسقاط القضيتين ضد شركة البيتزا، التي تملكها عائلة إيليتش، وهي إحدى أكثر العائلات ثراء في ولاية ميشيغن.
ووافقت قاضي مقاطعة وين، آنيت بيري على إسقاط الدعوتين اللتين تزعمان بأن مطعمي «ليتل سيزرز» في ديربورن قدما لزبائن مسلمين في مترو ديترويت شرائح «ببروني» تم الاعلان على أنها «حلال» لكنها في الواقع كانت لحوم خنزير، وهو اللحم المحرم أكله بموجب تعاليم الدين الإسلامي.
وفي أيلول (سبتمبر) رفضت القاضي سوزان هابرد الدعوى الأولى التي رفعها مغنية ضد «ليتل سيزرز».
وبإسقاط الدعوتين في ٤ كانون الأول (ديسمبر) الجاري، تكون قد أغلقت تماماً القضية التي استقطبت اهتماماً إعلامياً واسعاً عندما بدأ مغنية جهودة بمقاضاة «ليتل سيزرز» قبل بدء شهر رمضان في وقت سابق من هذا العام، بناء على معلومات عن بيع الببروني على أنه حلال وتبين العكس في خرق لقوانين حماية المستهلك في ولاية ميشيغن.
وكان هناك فرعان إثنان لـ«ليتل سيزرز» في ديربورن يعلنان عن بيع «الببروني الحلال»، ولكن بعد رفع تقدم مغنية بالدعوى الأولى له في أيَّار (مايو) الماضي بالوكالة عن موكله مايكل بزي، أوقف الفرعان بيع اللحم الحلال مع البيتزا. وقد أكد الموظفون في المحلين اللذين يقع أحدهما على شارع شايفر والآخر على شارع آوتر درايف، أنهم توقفوا عن تقديم «الببروني الحلال».
وقال مغنية إن التوقف عن بيع «الببروني الحلال» في المطعمين «يخدم العدالة».
ونقلت صحف ومواقع محلية عنه، «قلقه العميق» لعدم اهتمام الشرطة بالتهديدات التي تلقاها.
وقد أخطر مغنية شرطة ديربورن بالأمر، وقدم تقريراً للشرطة حول التهديد الذي تلقاه.
ويصف الرجل الذي أطلق التهديدات بحق مغنية نفسه بأنه «قومي أبيض»، ومعاد للمثليين «هوموفوب»، ومؤيد للرئيس دونالد ترامب، بحسب حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأفاد مغنية بأن الشرطي الذي تولى قضيته قال له إن تصريحات الرجل ليست كافية لاعتبارها تهديداً يستوجب توجيه تهم إلى صاحبها.
وقال مغنية «لقد تم تعريف عائلتي وابنتي البالغة من العمر 11 عاماً والمدرسة التي تحضرها. وبدلاً من الوقوف ضد الظلم، اضطررت إلى تبديل موقفي والقيام بكل ما في وسعي لحماية ابنتي وكل الطلاب… حتى لو كان يعني ذلك التنحي عن مناهضة ظلم ليتل سيزرز».
وتابع «إنه يوم حزين في أميركا عندما يتم إقفال قضية بسبب تهديدات خارجية».
ولم يعلق محامي «ليتل سيزرز» مايكل هوغيت على أقوال مغنية. وكانت «ليتل سيزرز» قد نفت في وقت سابق هذه المزاعم، مطالبة المحكمة برفض الدعاوى المقدمة.
وقد احتلت قضية اللحوم الحلال ضد «ليتل سيزرز» حيزاً لافتاً في التغطية الإعلامية المحلية، ولكنها باءت بالفشل، على عكس قضية مماثلة رفعت ضد سلسلة مطاعم «ماكدونالدز» وفرعين تابعين لها في ديربورن قبل خمس سنوات.
وكان الفرعان يدعيان بيع قطع دجاج حلال (ماك ناغيتس)، ولكن المطعمين توقفا عن تقديم تلك في عام 2013 بعد دعوى قضائية جماعية ألزمت المدعى عليهم بدفع تعويضات مالية بقيمة ٧٠٠ ألف دولار للجالية الإسلامية في منطقة ديترويت بحسب تسوية تم التوصل إليها خلال الدعوى القضائية التي تقدمت بها مكاتب «جعفر ومهدي» للمحاماة في ديربورن.
والجدير بالذكر أن مغنية كان قد عارض التسوية التي تم التوصل إليها مع «ماكدونالدز» في ٢٠١٣ باعتبار أن حجم التعويضات ضئيل جداً.
Leave a Reply