هايلاند بارك – أطلقت بلدية هايلاند بارك الواقعة في قلب ديترويت، الأسبوع الماضي، مشروعاً طموحاً لإنعاش المدينة المنكوبة، عبر طرح ألف عقار مهجور فيها، للتملك من قبل مطورين عقاريين مقابل إصلاحها والاستفادة من ضرائبها.
ويقول مسؤولو البلدية إن المبادرة التي تأتي بالتعاون مع بنكَي الأراضي في مقاطعة وين وولاية ميشيغن، تهدف إلى زيادة ملكية المنازل في المدينة وتحسين الاقتصاد المحلي وجعل هايلاند بارك أكثر جاذبية للاستثمارات.
وتريد البلدية بهذه الخطوة مكافحة آفة الخراب والعقارات المهجورة في أحياء المدينة التي تضم ٧٠٠٠ عقار، نصفها تقريباً مصادر من جهات حكومية (إما البلدية أو المقاطعة أو الولاية).
ويتولى قيادة المشروع رئيس البلدية هيوبرت يوب بالتعاون مع دائرة التنمية الاجتماعية والاقتصادية في البلدية التي تملك كافة العقارات الألف المطروحة لإعادة التطوير، ومن ضمنها عقارات تاريخية.
وفي المقابل، سوف يحصل المطورون على ملكية العقارات التي يقومون بإصلاحها على نفقتهم الخاصة.
وقال يوب في بيان صحفي «إنها خطوة هامة لمدينتنا ونقدر الدعم من بنك ميشيغن للأراضي وبنك مقاطعة وين»، مؤكداً أن «هايلاند بارك لديها أصول قوية وفريدة من نوعها. لدينا سكان وشركات يتمتعون بشعور الفخر والانتماء. وما نريده هو إيجاد مطورين مؤهلين ومتحمسين لترك بصماتهم هنا والبناء لمستقبل أفضل».
وحددت البلدية ظهر التاسع من شباط (فبراير) القادم موعداً للبدء بتلقي العروض من المطورين المحتملين، دون أن تضع جدولاً زمنياً للمشروع.
النهوض من الحضيض
تعتبر مدينة هايلاند بارك الواقعة بجوار هامترامك في قلب ديترويت، إحدى أكثر المجتمعات فقراً وإهمالاً في ميشيغن، وهي المدينة التي تضم أعلى نسبة من الأفارقة الأميركيين في الولاية، حيث يشكل السود ٩٤ بالمئة من أصل ١١ ألف نسمة يقطنون المدينة حالياً.
وكانت هايلاند بارك تضم ٥٠ ألف نسمة في ثلاثينات القرن الماضي، ولكنها شهدت تدهوراً سكانياً واقتصادياً حاداً منذ الستينات مع نزوح الوظائف وإغلاق المصانع الكبرى، وقد شكل انتقال مقر شركة «كرايسلر» منها في العام ١٩٩٢، رصاصة الرحمة بالنسبة للمدينة التي تحولت إلى نسخة مصغرة عن ديترويت بفقدان الإيرادات الضريبية وانتشار البطالة والجريمة. حتى أن البلدية اضطرت في العام ٢٠١١ إلى إزالة أعمدة الإنارة من الشوارع بسبب عدم قدرتها على دفع فواتير الكهرباء التي قدرت حينها بـ٦٠ ألف دولار شهرياً.
وبعد عقود من التدهور والإهمال المزمن، تتطلع هايلاند بارك إلى الازدهار مجدداً بالاستفادة من نهوض ديترويت لاسيما مع الانتعاش الكبير لشارع وودورد، وهو الطريق الحيوي الذي يشق هايلاند بارك إلى نصفين، ويواصل طريقه شمالاً في ديترويت وصولاً إلى مقاطعة أوكلاند.
وفي إطار جهودها لإعادة تنمية المدينة ومكافحة آفة الخراب، حصلت هايلاند بارك –العام الماضي– على إذن من حكومة الولاية لإعادة تشغيل دائرة المباني في البلدية بعد إغلاقها ١٥ عاماً.
وقد أكد يوب أن وجود دائرة المباني سيحسن من نوعية الحياة عموماً في المدينة، لأنها ستتيح للبلدية مجدداً ضبط الفوضى والخراب عبر تطبيق قوانين ولاية ميشيغن الخاصة بسلامة الأبنية، وكذلك مراسيم البلدية الخاصة بالتنظيم المدني (زونينغ)، والعقارات المهجورة، والمنازل المؤجرة.
Leave a Reply