فرح حرب – «صدى الوطن»
تعرضت عائلة يمنية أميركية للمعاملة المجحفة من قبل دورية تابعة لشرطة هامترامك قامت بحجز سيارة الأب وأجبرت أفراد الأسرة –ومن بينهم رضيعة وأم حامل– على الذهاب إلى منزلهم مشياً على الأقدام في طقس شديد البرودة، يوم 3 كانون الثاني (يناير) الجاري.
وفي التفاصيل، أوقفت دورية لشرطة المدينة، اليمني الأميركي ناصر المسمري وهو في طريق العودة من المستشفى إلى منزله، وقامت بقطر سيارته بسبب انتهاء صلاحية التسجيل، وعدم توفر بوليصة تأمين لتغطيها.
الشعور بالغبن والمعاملة اللاإنسانية، دفع المسمري –يوم الثلاثاء الماضي– لعرض شكواه أمام أعضاء مجلس بلدية هامترامك، لإبلاغهم بتفاصيل قصته المريرة، مطالباً بتوضيح أسباب رفض الشرطة لمساعدته، وكذلك اتخاذ الإجراءات المناسبة لمنع تكرار ما حصل معه، متهماً الشرطة بالتمييز ضده وضد عائلته على أساس عنصري.
وفي حديث مع «صدى الوطن»، قال المسمري «لقد أخرجونا من السيارة ورموا بنا في الطريق رغم بردوة الطقس القارسة» مشيراً إلى أن الحرارة كانت ١٣ درجة مئوية تحت الصفر.
وأضاف «على الرغم من إخباري للشرطة بأنني اضطررت لقيادة السيارة المنتهية صلاحية تسجيلها ومن دون تأمين، من أجل نقل زوجتي المريضة إلى المستشفى، لكنهم لم يأبهوا بذلك، وبعد أن أخرجونا تركونا في الطقس البارد لأكثر من نصف ساعة.. لقد رموا بنا كالحيوانات.. كانت معاملتهم عنصرية بشكل واضح».
وكان رب الأسرة قد عرض على عناصر الدورية أن يقلوا العائلة المؤلفة من خمسة أشخاص، بينهم طفلتان، واحدة رضيعة (11 شهراً) وأخرى طفلة في الثانية من عمرها، إضافة إلى أخيهما الأكبر (10 سنوات) وأمهم الحامل بشهرها الثامن. لكن طلبه قوبل بالرفض وعدم الاكتراث. كما اقترح أن يسمحوا له بقيادة السيارة واللحاق به حتى المنزل الذي يبعد حوالي 400 متر عن موقع الحادث، لكن بلا جدوى.
وأكد المسمري أن أحد عناصر الدورية قال له: «عليكم أن تذهبوا مشياً على الأقدام»، ولم يكن أمام العائلة خيار آخر سوى المشي في البرد القارس.
وأضاف بأن «الشرطة طلبت اللقاء بنا بعد أن نشرت عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ما حل بي وبعائلتي، ولكنهم لم يعتذروا لنا عن معاملتهم السيئة».
وأفاد «صدى الوطن» بأنه أبرق لعضو مجلس بلدية هامترامك سعد المسمري الذي أعاد نشر الرسالة على صفحته على «فيسبوك» وجاء في الرسالة «إنني أسألك كصوت انتخابي: هل تمت معاملتنا حقاً كبشر أم كحيوانات في هذه المدينة؟ مثل الكثيرين.. أشعر أنه غير مرحب بنا للعيش في هامترامك.. ما حدث لن تنساه عائلتي مطلقاً.. هل يجب علينا أن نتظاهر ضد عناصر الشرطة الذين كل همهم الحصول على رواتبهم؟ الرجاء أخبرني ماذا يجب أن أفعل».
من جانبها، قالت قائدة شرطة هامترامك، آن مويز، إنها قرأت المنشور على مواقع السوشال ميديا، معربة عن سعادتها لكون المسمري قد وضع هواجسه وتساؤلاته أمام أعضاء المجلس البلدي، وأشارت إلى أنها لا تعلم فيما إذا كان الحادث قد وقع بالضبط بالطريقة التي وصفها المسمري، لكنها أكدت أنها «ستحقق في الأمر».
وأضافت «نريد التأكد من أنه تتم معاملة الجميع بطريقة عادلة ومحترمة.. لقد كان هذا هدفنا دائماً.. سنحقق بالتفصيل.. وسوف نعتمد الحادث كوسيلة تدريبية (لعناصر الشرطة) لضمان عدم تكراره مع شخص آخر».
وأكدت أنها في الأيام القادمة «ستقابل عائلة المسمري»، الذي كلف محامياً لمتابعة قضيته.
Leave a Reply