لانسنغ – «صدى الوطن»
ألقى حاكم ميشيغن ريك سنايدر، مساء الثلاثاء الماضي، خطابه الأخير عن «حال الولاية»، مستذكراً الإنجازات العديدة التي تحققت خلال عهده، وداعياً المشرعين في الولاية إلى دعم جدول أعمال سنته الأخيرة في سدة الحكم، حيث اقترح في خطابه زيادة كبيرة في الإنفاق على التعليم المدرسي، والسعي مجدداً لتمويل إصلاح البنية التحتية المتهالكة في الولاية، إضافة إلى خطة جديدة للحفاظ على المواهب وتطويرها.
المسؤولية المالية
وسلط الحاكم الجمهوري في خطابه أمام مشرعي الولاية، الضوء على المكاسب الاقتصادية التي تحققت في السنوات السبع الأخيرة، مشجعاً المشرعين على مواصلة نهج «المسؤولية المالية» الذي اتبعه خلال سنوات حكمه بإصدار ميزانيات منضبطة، مشدداً على ضرورة عدم الانجراف بحمى دعوات خفض الضرائب التي تجتاح لانسنغ هذه الأيام في مسعى من السياسيين لكسب رضا الناخبين.
وأضاف «لدينا ثقافة محطِمة سائدة في عالمنا السياسي بحيث بات من المقبول القول إنه بإمكاننا إنفاق المال أو خفض الضرائب لتحقيق فائدة قصيرة المدى، وترك الفاتورة لأولادنا»، مؤكداً أنه «إذا أردنا أن نقوم بشيء ما، فلنحرص على أننا قادرون على دفع ثمنه».
وبدلاً من تخفيض الضرائب –كما يطالب معظم المشرعين الجمهوريين– حدد الحاكم أولويات إنفاق جديدة في الميزانية التي يعدّها للسنة المالية الجديدة، كاشفاً أن مقترح الميزانية الذي سيعلن عنه الشهر القادم، سيتضمن أكبر زيادة في الإنفاق على التعليم المدرسي –من الحضانة إلى الصف ١٢ ثانوي– خلال السنوات الـ15 الأخيرة.
كما أشار سنايدر إلى أنه سيخصص مزيداً من التمويل لإصلاح الطرق والجسور المتهالكة في الولاية، بما يفوق الأموال المخصصة لهذا الغرض من خلال القانون الذي أقرته الولاية عام ٢٠١٥ بزيادة ضرائب الوقود ورسوم تسجيل السيارات، مؤكداً أنه سيطلق «سلسلة من المبادرات الجديدة»، الأسبوع المقبل، لمعالجة البنية التحتية المتهالكة.
وقال «يمكننا أن نفعل أفضل مما التزمنا به.. دعونا نحسن بنيتنا التحتية ونستثمر في التخلص من جميع الحفر».
أما الهدف الثالث الذي سيعمل الحاكم–المحاسب على تنفيذه في سنته الأخيرة بالحكم، فهو إطلاق ما أسماه «خطة مارشال للمواهب»، وذلك بعد حوالي أسبوع من استبعاد ديترويت من قائمة المدن المتنافسة على استضافة المقر الرئيسي الثاني لشركة «أمازون»، بداعي شح المواهب في الولاية وعدم قدرتها على تلبية متطلبات الشركة.
وأشار سنايدر إلى أنه يعتزم كشف النقاب عن الخطة الجديدة في شباط (فبراير) القادم، دون أن يستفيض في ذكر مزيد من التفاصيل بشأن المبادرة، مكتفياً بالقول «هذه الخطة ستعبّد الطريق لإنتاج المواهب في ميشيغن» واصفاً إياها بأنها ستكون مبادرة رائدة عالمياً «وسوف تعد طلاب ميشيغن لابتكار المستقبل والاستعداد لما هو آتٍ».
وأضاف «رفض أمازون.. يظهر أنه بإمكاننا أن نكون أفضل».
وفي سياقات أخرى، قال سنايدر إنه سيدفع أيضاً باتجاه تعزيز خدمة الانترنت في المناطق النائية، وتمويل عمليات تنظيف المواقع الملوثة، إضافة إلى دعم التدوير البيئي، ومنع غزو سمك الشموط الآسيوي للبحيرات العظمى.
العودة إلى الازدهار
سنايدر الذي تعرض عهده لخضة سلبية بسبب أزمة تلوث مياه فلنت، استذكر في خطابه الذي حضره إلى جانب نواب وشيوخ ومسؤولي الولاية عددٌ من النواب الأميركيين عن ميشيغن بينهم فرد أبتون (جمهوري عن سانت جوزيف) وديبي دينغل (ديمقراطية عن ديربورن) وساندرز ليفن (ديمقراطي عن رويال أوك)، إضافة إلى مسؤولين محليين مثل رئيس بلدية ديترويت مايك داغن ومحافظ مقاطعة ماكومب مارك هاكل وشريف مقاطعة أوكلاند مايك بوشارد وآخرون، استذكر الإنجازات الكثيرة التي تحققت خلال سنوات حكمه.
سنايدر بدأ خطابه عن حال الولاية، بالإشارة إلى تبدل عناوين الصحف حول الوضع الاقتصادي في الولاية، مشيراً إلى أن صحيفة «وول ستريت جورنال» نشرت مقالاً في 2009 يحذر المستثمرين من التوجه إلى ميشيغن، لكنها عادت ونشرت مؤخراً مقالاً بعنوان «قصة عودة ميشيغن»، وقال: «أيها الناس.. لقد عدنا وسوف نستمر في ذلك».
وأشار إلى انخفاض معدل البطالة في الولاية، والذي يصل الآن إلى 4.7 بالمئة، وإلى خلق أكثر من 540 ألف وظيفة، لافتاً إلى أن «هذا العدد من الوظائف يفوق مجموع سكان مدن غراند رابيدز ووورن وستيرلنغ هايتس وترافيرس وماركيت»، وفقاً لسنايدر.
كما تطرق الحاكم، الذي تولى منصبه مطلع العام ٢٠١١ ويغادره مطلع ٢٠١٩، إلى تحسن جودة المياه في فلنت ومواصلة عملية استبدال كامل شبكة أنابيب المياه في المدينة.
كذلك أضاء سنايدر على انتشال بلدية ديترويت من الإفلاس وعودتها للازدهار، إلى جانب إطلاق مشروع بناء جسر دولي جديد بين ديترويت وويندزر (كندا)، إضافة إلى إنقاذ منطقة ديترويت التعليمية من الإفلاس، وحكومة ولاية ميشيغن من العجز والإغلاق الذي عانت منها خلال عهد الحاكمة السابقة، الديمقراطية جنيفر غرانهولم.
واختتم سنايدر خطابه بالدعوة إلى الكياسة واللطف في ممارسة السياسة مطالباً الجمهوريين الذين يقودون المجلس التشريعي للولاية بمواصلة النهج الذي بدأ قبل سبع سنوات.
وقال «لقد تأرجحنا صعوداً وهبوطاً.. لم يكن الخط مستقيماً.. لكن ليس هنالك شك في أن ميشيغن هي اليوم في حال أفضل مما كانت عليه في 2010».
Leave a Reply