تولسا – أوصت هيئة محلفين في ولاية أوكلاهوما الأميركية بالسجن المؤبد للمتهم ستانلي فيرنون مايجرز، قاتل جاره العربي الأميركي خالد جبارة، في جريمة عنصرية موصوفة في 12 آب (أغسطس) 2016.
وبالإضافة إلى تثبيت تهمة القتل العمد، وجدت هيئة المحلفين في محكمة مقاطعة جونسون، مايجرز (63 عاماً) مذنباً بارتكاب جريمة كراهية، والتهديد بارتكارب أعمال عنف، كما وُجد مذنباً باستخدام سلاح ناري في جريمة.
وقد أوصت الهيئة بالحكم على مايجرز بالسجن مدى الحياة دون إعطائه فرصة الإفراج المشروط، وغرامة قدرها 10 آلاف دولار عن تهمة القتل من الدرجة الأولى؛ و10 سنوات في السجن وغرامة 10 آلاف دولار لتهمة استخدام سلاح ناري في جناية؛ والسجن لمدة سنة واحدة مع غرامة قدرها ألف دولار لتهمة الترهيب الخبيث ومضايقات الكراهية، إضافة إلى 6 أشهر في السجن مع غرامة قدرها ألف دولار لتهديده بتنفيذ أعمال عنف.
وحُددت جلسة النطق بالحكم في 20 شباط (فبراير) الجاري، فيما أشار الادعاء العام إلى أنه لم يطالب بإنزال عقوبة الإعدام بمايجرز لأن العوامل المشددة اللازمة لها لا تنطبق على هذه الحالة.
وكان أفراد عائلة جبارة، المسيحية اللبنانية الأصل التي تقطن في مدينة تولسا بولاية أوكلاهوما، قد تعرضوا مراراً وتكراراً لتحرشات جارهم المتعصب وشتائمه غير اللائقة، لاعتقاده بأنهم مسلمون، مما دفع آل جبارة إلى رفع دعوى ضده تطالب بحمايتهم منه ومنعه من التواصل معهم.
وفي ليلة الحادثة، كان خالد جبارة (37 عاماً) قد اتصل بالشرطة ليقول لهم إن مايجرز يملك سلاحاً بعدما أخبره أحدهم بذلك، وأفادت الشرطة –في وقت لاحق– بأن مايجرز مشى إلى عتبة منزل جيرانه الأمامية وأطلق النار على خالد وأرداه قتيلاً.
وقبل ذلك، كان مايجرز قد قام –في أيلول (سبتمبر) 2015– بملاحقة وصدم سيارة والدة المغدور، هيفا جبارة، قبل أن يتوارى عن الأنظار متسبباً لها بنزيف بالدماغ وكسور في الكاحل والكتف والأضلاع.
وعلقت شقيقة المغدور، فيكتوريا جبارة وليامز، على الحكم بالقول «لقد تم تحقيق العدالة».
وقال محامو مايجرز في معرض الدفاع عن موكلهم «إنه غير متوزان من الناحية العقلية»، مؤكدين أن «القضية لا تتعلق بالكراهية ولا بالعرق ولا بالدين، وأنها قضية شخص مضطرب عقلياً للغاية رأى في جيرانه تهديداً». وأضافوا «لقد كان مايجرز يخشى آل جبارة الذين ظنهم مسلمين وأنهم سوف يؤذونه لأنه شاذ جنسياً».
وقال أحد محاميه –ويدعى جاستن سميث– إن فريق الدفاع سيقوم بالاستئناف بعد صدور الحكم رسمياً في 20 شباط (فبراير) الجاري.
وكان الخبير النفسي جيسون بيمان قد أكد –الاثنين قبل الماضي– أن المتهم «مصاب بالفصام» وأنه «لم يكن قادراً على تفهم عواقب فعلته لحظة إطلاق النار».
من جانبها، أفادت والدة القتيل هيفاء جبارة التي تعرضت بدورها لتحرشات مايجرز، بأن ابنها المغدور كان على علاقة طيبة بجار العائلة ستيفن شماوز الذي تزوج لاحقاً بمايجزر، وأكدت أن الأخير كان كارهاً ومتحاملاً على العائلة، وقالت «في إحدى المرات.. هدد بقتلنا جميعاً».
وقالت جبارة في شهادتها أمام المحكمة إن ابنها اتصل بها هاتفياً قبل يوم من مقتله وأخبرها بأنه لن يعود إلى المنزل لأن مايجرز يحوز سلاحاً نارياً.
ولم ينطق المتهم خلال المحاكمة ببنت شفة، عدا عن أنه قال للقاضي إنه لن يدلي بشهادته.
وكانت عائلة جبارة قد أفادة لقناة «سي أن أن» التلفزيونية في وقت سابق، بأن القاتل كان يقف قبالة منزلهم ويصرخ بأعلى صوته «عرب قذرون» و«لبنانيون قذرون».. و«مسلمون»، على الرغم من أن العائلة المسيحية كانت قد هاجرت إلى لاولايات المتحدة إبان الحرب الأهلية في لبنان.
Leave a Reply