الجنرالات الضيوف حضروا بدعوة من محكمة المدينة وشرطتها لتطوير الخبرات
ديربورن – «صدى الوطن»
أقامت الجالية اللبنانية –الخميس الماضي– حفل تكريم بقاعة «غرينفيلد مانور» بديربورن لثلاثة قادة أمنيين لبنانيين، حضرته فعاليات محلية وممثلون عن الأندية والهيئات والمؤسسات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والإعلامية.
قائد قوات الأمن في العاصمة بيروت العميد محمد الأيوبي، وقائد قوات الأمن المكلفة بأمن السفارات في لبنان العميد وليد جوهر، وقائد قوات الأمن في محافظة جبل لبنان العميد مروان سليلاتي، كانوا قد وصلوا إلى ولاية ميشيغن، السبت الماضي، تلبية لدعوة محكمة ديربورن الـ19 ودائرة الشرطة في المدينة للاطلاع على خبرات الدائرتين في المجالين القضائي والأمني.
وفي مستهل الأمسية الاحتفائية، رحبت عريفة الاحتفال القاضي في محكمة مقاطعة وين مريم بزي بالجنرالات الثلاثة وأشادت بجهود المؤسسات الأمنية «في تعزيز الأمن والاستقرار في لبنان في أكثر الأوقات حرجاً»، كما شكرت محكمة ديربورن وشرطتها على استضافة القادة الأمنيين و«تطوير خبراتهم الأمنية والقضائية بما يساعد على مكافحة الإرهاب والعنف في بلدهم الأم».
بدوره، رحب رئيس المحكمة الـ19 القاضي سالم سلامة بالقادة الضيوف مشيداً بجهودهم في تعزيز الأمن والاستقرار في بلد الأرز.
سلامة الذي تنتهي ولايته هذا العام ويسعى لإعادة انتخابه في تشرين الثاني (نوفمبر) القادم، خاطب القادة المكرمين بالقول «سلام لكم وسلام عليكم… سلامٌ لكم الفضلُ بصناعته…ففي زمن الحرب سيّجتم الوطن أنتم وإخوانكم في المؤسسات الأمنية والعسكرية بالدماء والتضحيات والشرف والإخلاص».
وأضاف «في زمن السلم، وفي زمن المناكفات والخلافات السياسية.. كنتم وستبقون رمز الوحدة الوطنية والنموذج الأرقى للعيش المشترك بين اللبنانيين».
وفي السياق ذاته، أثنى ناشر «صدى الوطن» الزميل أسامة السبلاني على دور الجيش اللبناني والقوى الأمنية بكافة اختصاصاتها من أمن داخلي وأمن عام وأمن دولة في حفظ الاستقرار وحماية لبنان من الإرهاب التكفيري. وأشاد بمنجزات المؤسستين الأمنية والعسكرية في تحقيق انتصارات حاسمة حفظت حياة اللبنانيين وأمنهم «لاسيما في إنجاز معركة تحرير الجرود التي جسدت المعادلة الذهبية: شعب وجيش ومقاومة»، كما لفت السبلاني إلى دور الأجهزة الأمنية في كشف شبكات العدو الإسرائيلي «الذي ما انفك يحاول زعزعة الأوضاع الداخلية وإغراق المقاومة في الأزمات حتى يتسنى له نهب ثروتنا النفظية الموعودة».
ومع كل الإنجازات الأمنية التي حققها لبنان في الأوقات العصيبة، على هامش ما يسمى بـ«الربيع العربي»، أبدى السبلاني أسفه عما يعانيه وطنه الأم الذي «يتخبط بأزماته المعيشية والسياسية والاجتماعية»، وقال «نتمنى على الدوام أن يكون لبنان في أبهى حلله لكن ما يزعجنا هو أن يبقى البلد أسير المحاصصة الطائفية التي لا تولد إلا الولاءات المذهبية البعيدة عن المصالح الوطنية والتي تهدر حقوق المواطن في العيش الكريم وتحرمه من المساواة وتعطل كفاءاته لصالح المحسوبية والاستزلام».
وأكد على أن «محاربة الفساد والإصلاح الإداري هما المفتاح لبناء الدولة العادلة التي تحترم مواطنيها وتقدر تضحياتهم»، وأضاف مستشهداً بدراسة أعدها الوزير السابق شربل نحاس ونشرتها «جريدة الأخبار»: «منذ العام 2005 وإلى اليوم هنالك 200 مليار دولار نهبت من أموال اللبنانيين» وتساءل «أليس هذا كافياً كي ندق ناقوس الخطر ونضع حداً للنهب المنظم لثروة الشعب اللبناني؟».
وأردف «حرام أن يُعامل اللبنانيون الذين هزموا إسرائيل ودحروا الإهارب، بهذه الطريقة غير اللائقة.. ماذا ينتظر حكام الوطن حتى يطلقوا ورشة إصلاح شاملة للدولة وإعادة هيكلة الإدارات وترشيد الإنفاق وتصويب العمل وتقويم الأداء؟».
وفي السياق، أشار السبلاني إلى الإنجازات اللافتة التي تحققها الجالية اللبنانية في ميشيغن، وقال «في هذه المدينة كنا أقلية مستهدفة، وفي 1985 خيضت انتخابات رئاسة البلدية هنا تحت عنوان العداء للعرب، ولكننا مع مر السنين تمكنا –ودون مساعدة أحد– من تنظيم صفوفنا وتوحيد جهودنا وأصبحنا قوة لا يستهان بها في المنطقة».
وأضاف «لدينا في هذه الجالية أطباء ومهندسون وقضاة ومحامون ومعلمون ومدراء ورجال أعمال، لدينا سياسيون وقضاة منتخبون.. لدينا رئيسة المجلس البلدي بديربورن سوزان دباجة ونائبها مايك سرعيني، لدينا رئيس محكمة ديربورن القاضي سالم سلامة، ولدينا ثلاثة أعضاء في المجلس التربوي هم حسين بري وفدوى حمود وسيليا ناصر، لدينا بيل بزي نائب رئيس المجلس البلدي في مدينة ديربورن هايتس وعضو المجلس وسيم (دايف) عبد الله.. وأصبح لدينا أيضاً أربعة قضاة في محكمة مقاطعة وين وهم: ديفيد آلن وشارلين الدر وعادل حرب ومريم بزي.. كما لدينا أمثلة كثيرة أخرى على نجاح اللبنانيين».
وتابع «لقد نجحنا من دون مساعدة أحد.. لم يساعدنا لبنان في نجاحاتنا.. لقد غادرنا لبنان ولكنه باق فينا، فيه عائلاتنا وأسرنا، ونحن على أتم الاستعداد لدعم هذا البلد الذي لو توافرت له الظروف والإمكانيات المتوافرة في أميركا لأصبح بلداً عظيماً مثل الولايات المتحدة»، واستدرك «وبالرغم من كل شيء.. فلبنان بمقاومته بلد صغير ولكن عظيم».
العميد وليد جوهر ألقى كلمة مقتضبة باسم الضيوف المكرمين، قال فيها «بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن العميدين الأيوبي وسليلاتي فإنني اعبر عن امتناني العميق للقاضي سالم سلامة وقائد الشرطة رونالد حداد اللذين لم يدخرا جهداً في سبيل دعمنا وإتاحة كل السبل لتطوير خبراتنا».
كما أعرب عن امتنانه «لكافة الأطراف والفعاليات» التي شاركت في الاستقبال، وقال «لقد لمسنا صدق المحبة وحرارة الود من جميع الأشخاص الذين التقينا بهم في ديربورن». أضاف «نشكر دائرة شرطة المدينة وضباطها وعناصرها على منحنا الفرصة للاستفادة من خبراتهم المتراكمة.. التي استفدنا منها كل الاستفادة ونتطلع إلى توظيفها في أجهزتنا الأمنية بلبنان».
ولفت إلى «وحدة مجتمع ديربورن» الذي يتصف بـ«بالمحبة والود والإلفة والوفاء للبنان» متمنياً أن يغدو بلد الأرز وكذلك جميع الجاليات اللبنانية في المغتربات «موحدين على شاكلة الجالية اللبنانية بديربورن التي يسودها التعاون والتآخي بعيداً عن التمييز والعنصرية».
قائد شرطة ديربورن رونالد حداد، بدوره، جدد الترحيب بالجنرالات الثلاثة، وقال «بقدر ما أكد الجنرال جوهر على أن تميز مجتمع الجالية هنا، فإنني أؤكد على أن لبنان بلد مميز، وكذلك سائر منطقة الشرق الأوسط التي تمتلك تاريخاً عميقاً من الإخاء والتسامح والانفتاح.. وعلينا أن نستمر في النضال من أجل مساعدة تلك المنطقة أن تبقى على ذلك الحال»، مذكراً بوصف الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما لديربورن بأنها «مدينة استثنائية».
وفي إشارة إلى العلاقة الحميمة التي تولدت بينه وبين الضيوف المكرمين، قال «كوني تجري دماء لبنانية في عروقي… أشعر الآن بأن لدي ثلاثة أخوة»، في إشارة إلى القادة الأمنيين الثلاثة. وأعرب عن إيمانه في أن الجنرالات المكرمين «سينقلون الخبرات التي تعلموها هنا وسوف يفيدون بها وطنهم».
وفي ختام الحفل، قدّم حداد «شارات شرطة ديربورن» للعمداء الثلاثة الذين ردوا التحية بتقديم درع تكريمية لقائد الشرطة اللبناني الأصل.
Leave a Reply