مونتريت – توفي المبشر الإنجيلي الأميركي ويليام «بيلي» غراهام الأربعاء الماضي عن عمر ناهز 99 عاماً، ونعاه الرئيس دونالد ترامب عبر «تويتر» قائلاً: «لم يوجد شخص مثله! سيفتقده المسيحيون وكل الديانات».
كان غراهام الذي لقب بـ«واعظ أميركا» شخصية قوية وبدأ التبشير في شبابه واشتهر بملامحه الحادة وحركته على المسرح وهو يرفع الكتاب المقدس ليعلن أن «المسيح هو الحل الوحيد لمشاكل البشرية».
حسب كنيسته المعمدانية الإنجيلية، ألقى غراهام عظات على عدد من الناس أكثر من أي شخص آخر في التاريخ، ووصلت كلماته إلى مئات الملايين من الناس إما شخصياً أو عبر التلفزيون والأقمار الصناعية.
وكان غراهام فعلياً قس البيت الأبيض لعدد من الرؤساء الأميركيين، وعلى رأسهم ليندون جونسون وريتشارد نيكسون. كما التقى بالعشرات من زعماء العالم وكان أول مبشر معروف يحمل رسالته خلف ما عرف بالستار الحديدي في الحقبة السوفياتية.
ويقول وليام مارتن، مؤلف كتاب «مبشر مع الشرف: قصة بيلي غراهام»: «كان غراهام على الأرجح الزعيم الديني المهيمن في عصره … لم يقترب مما حققه سوى بابا أو اثنين من البابوات أو ربما سوى شخص أو اثنين آخرين».
ولد «واعظ أميركا»، حسب ما تصفه شبكة «أن بي سي» الأميركية، في 1918 وترعرع بمدينة تشارلوت في ولاية نورث كارولاينا قبل أن ينتقل إلى فلوريدا وتتم رسامته كاهناً في 1939.
منذ لقاء في 1950 بالرئيس الأسبق هاري ترومان، قدم غراهام المشورة لـ12 رئيساً أميركياً انتهاء بالرئيس السابق باراك أوباما.
وكان للقس البروتستانتي الإنجيلي اهتمام خاص بنقل رسالته المسيحية إلى كافة أرجاء العالم، ما قاده إلى أن يلقي عظات في كل قارات العالم ودول لا تخفي تحفظاً تجاه المسيحية كالصين وكوريا الشمالية، رغم دعوة غراهام الدائمة لمناهضة الشيوعية.
جاذبيته الشخصية وحضوره جعلاه شخصية عامة في الولايات المتحدة حظيت بشعبية واسعة جعلته أول قس عامل يحظى بنجمة في ممشى المشاهير في هوليوود.
وإلى جانب عمله الدعوي، ناصر غراهام دعوات الحقوق المدنية في الولايات المتحدة مطالباً بإسقاط نظام الفصل العنصري، وقال عنه رائد حركة الحقوق المدنية الأميركية في ستينيات القرن الماضي مارتن لوثر كينغ «لولا قسوسة صديقي العزيز الدكتور بيلي غراهام لما أصبح عملي في الحركة الحقوقية ناجحاً كما هو».
وتوفي غراهام يوم ٢١ شباط (فبراير) الجاري في منزله بمدية مونتريت بولاية نورث كارولاينا.
Leave a Reply