دخل لبنان استحقاق الانتخابات النيابية، في موعدها يوم 6 أيار القادم، وزال التشكيك بعدم حصولها، كما كان يروّج لذلك قبل أسابيع قليلة، وحسم أمر إجرائها المسؤولون اللبنانيون بدءاً من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى رئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس الحكومة سعد الحريري، وفتحت وزارة الداخلية باب الترشيح الذي بدأ في 5 شباط وينتهي في 7 آذار المقبل، وبدأت تتظهّر أسماء المرشحين لمقاعد مختلف الدوائر الـ١٥.
مرشحو «أمل» و«حزب الله»
وافتتح كل من حركة «أمل» و«حزب الله» إعلان مرشحيهما، وتزامن ذلك في يوم واحد، للتأكيد على تحالفهما الثنائي الذي بدأ منذ العام 1996 ومستمر، حيث تقاسم الطرفان المقاعد ولكل منهما 13 مقعداً، وترك المقعد 27 للمدير العام السابق للأمن العام اللواء جميل السيد، وقد وُعد به في انتخابات العام 2013، لكنها لم تجرِ ومُدّد لمجلس النواب. ويحل السيد مكان الأمين القطري لحزب البعث العربي الإشتراكي في لبنان النائب عاصم قانصوه، وبذلك يغطي مرشحو حركة «أمل» و«حزب الله» كامل المقاعد الشيعية، التي كانت في انتخابات سابقة توزعت أربعة منها على «كتلة المستقبل» التي نالت حصة ثلاثة للنواب غازي يوسف عن المقعد الشيعي في بيروت، وعقاب صقر عن المقعد الشيعي في زحلة، وأمين وهبي عن المقعد الشيعي في البقاع الغربي–راشيا، وكان المقعد الرابع الشيعي في جبيل للنائب عباس هاشم في كتلة «الإصلاح والتغيير» التي ترأسها العماد ميشال عون قبل أن يصبح رئيساً.
وأجرى الثنائي الشيعي تبديلات محدودة في أسماء المرشحين، فحل النائب هاني قبيسي مكان النائب عبداللطيف الزين في النبطية، ومحمد خواجة مكان قبيسي في بيروت الثانية، ودخلت الوزيرة عناية عزالدين الحقل النيابي مكان النائب عبدالمجيد صالح لتمنح المرأة بذلك مكاناً في لائحة حركة «أمل» التي سبقت أحزاباً أخرى في هذا المضمار. وتمت تسمية مرشحين جدد هُم: فادي علامة عن المقعد الشيعي في بعبدا، ومحمد نصرالله عن المقعد الشيعي في البقاع الغربي، وأبقت «أمل» على ترشيح النواب نبيه بري وعلي عسيران عن المقعدين الشيعيين في الزهراني، وعلي خريس وعناية عزالدين في صور، وياسين جابر وهاني قبيسي في النبطية، وأيوب حميد وعلي بزي في بنت جبيل، وعلي حسن خليل في مرجعيون–حاصيبا، وغازي زعيتر في بعلبك–الهرمل.
في حين رشح «حزب الله» كلاً من أمين شري في بيروت وعلي عمار في بعبدا، وحسين زعيتر في جبيل، ومحمد رعد في النبطية، ونواف الموسوي وحسين جشي في صور، –الأخير حل مكان النائب محمد فنيش– وحسن فضل الله في بنت جبيل، وعلي فياض في مرجعيون–حاصبيا، وحسين الحاج حسن وعلي المقداد وإبراهيم الموسوي (مكان النائب حسين الموسوي) وإيهاب حمادة (مكان النائب نوار الساحلي)، وأنور جمعة في زحلة.
وكذلك يضم التحالف الشيعي الثنائي، نواباً من خارج الطائفة الشيعية إذا ما فازوا في الانتخابات، حيث سمى الرئيس نبيه برّي عند إعلان مرشحي حركة «أمل»، المرشحين الحلفاء في «كتلة التحرير والتنمية» وهم النائب أنور الخليل عن المقعد الدرزي في مرجعيون–حاصبيا، والنائب قاسم هاشم عن المقعد السّنّي في القضاء نفسه، والنائب ميشال موسى في قضاء الزهراني عن المقعد الكاثوليكي، حيث يبقى على حركة «أمل» أن تسمي مرشحاً مارونياً عن المقعد الماروني في جزين والمتداول اسمه إبراهيم عازار نجل النائب الراحل سمير عازار، وقد ترك الترشيح لمعرفة موضوع التحالفات في هذه الدائرة التي تضم صيدا–جزين، وهو الأمر نفسه الذي قد ينطبق على دوائر أخرى، قد يكون لحركة «أمل» مرشحون من غير الطائفة الشيعية، إذ تردد أن الرئيس برّي يطمح إلى مقعد سنّي في بيروت، وهو لديه مرشح له، إذا ما عمد الرئيس سعد الحريري بترشيح شيعي يستفز جماهير المقاومة.
وفي التحليلات الأولية لباحثين في الشوؤن الانتخابية، فإن ثمة صعوبة لحصول اختراقات للمقاعد الشيعية في لائحة «التحالف الثنائي»، نظراً للفائض الكبير من الأصوات لديهما الذي يؤمن الحاصل الانتخابي للوائحهما مع الصوت التفضيلي لمرشحيهما ومرشحين حلفاء لهما.
مرشحو جنبلاط
وكان النائب وليد حنبلاط أعلن قبل أسابيع عن أسماء مرشحيه في دائرة الشوف–عاليه وهم سبعة موزعون على المقاعد الآتية: تيمور جنبلاط بعد تسليمه الزعامة سيحل مكان والده في المقعد الدرزي في الشوف، ومعه النائب مروان حمادة عن المقعد الدرزي الثاني، إضافة إلى النائب نعمة طعمة عن المقعد الكاثوليكي، وناجي البستاني عن المقعد الماروني، وبلال عبدالله عن المقعد السنّي من بلدة شحيم والذي يخلف النائب علاء ترّو، مما خلق إشكالية للحزب التقدمي الإشتراكي، مع «تيار المستقبل» الذي سيعيد ترشيح النائب محمد الحجار من البلدة نفسها. وقد ترك وجود مرشحين اثنين من شحيم ردة فعل سلبية في برجا التي طالبت بتمثيلها بنائب، وهي تضم 15 ألف صوت، ومازالت هذه القضية عالقة، كما ترشيح الوزير غطاس خوري عن المقعد الماروني في الشوف عن «تيار المستقبل»، وهذا الترشيح سيخلق أزمة ليسة مع جنبلاط فقط بل مع «التيار الوطني الحر» الذي يطالب بمقعدين في الشوف، وكذلك مع «القوات اللبنانية» التي أزعجها ترشيح جنبلاط للبستاني وتعتبره من بقايا النظام السوري، ولا يمكن أن يكون مرشحها النائب جورج عدوان معه على نفس اللائحة إذا ما تمّ التحالف مع جنبلاط، الذي رشّح في عاليه النائبين أكرم شهيب عن المقعد الدرزي وهنري حلو عن المقعد الماروني، في وقت رشّحت «القوات اللبنانية» أنيس نصار عن المقعد الأرثوذكسي في عاليه، في حين يصر النائب طلال إرسلان على ترشيح النائب السابق مروان أبوفاضل، وهذا ما سيزيد من مشهد التحالفات تعقيداً، والتي مازالت في المرحلة الضبابية، إذ يسعى إرسلان إلى إقامة تحالف مع «التيار الوطني الحر» و«الحزب السوري القومي الإجتماعي»، في وقت يحاول جنبلاط أن يكون التحالف واسعاً في الجبل لتكريس المصالحة التي حصلت قبل 16 عاماً، وهو أعلن ترشيح هادي أبوالحسن في بعبدا، ووائل أبوفاعور في البقاع الغربي–راشيا، وفيصل الصايغ في بيروت، عن المقاعد الدرزية في هذه الدوائر الثلاث.
«تيار المستقبل»
يتريّث «تيار المستقبل» في إعلان مرشحيه وقد يتأخر إلى ما قبل إقفال باب الترشيحات، ولكن الثابت عنده في الدائرة الثانية في بيروت ترشيح الرئيس سعد الحريري والرئيس السابق تمام سلام والوزير نهاد المشنوق عن ثلاثة مقاعد سنّيّة، وتبقى ثلاثة أخرى، إذ يتم التداول بإسم رجل الأعمال عمر موصللي والإعلامية لينا دوغان، بعد استبعاد النائبين عمّار حوري ومحمد قباني، وعدم التحالف مع «الجماعة الإسلامية» لأسباب إقليمية والتي أعادت بدورها ترشيح النائب عماد الحوت، إضافة إلى ترشيحات عن المقعدين الشيعيين اللذين لم يبرز عنهما سوى اسم يوسف بيضون نجل النائب السابق محمد يوسف بيضون. كما جرى التداول بالوزير السابق إبراهيم شمس الدين نجل المرحوم الشيخ محمد مهدي شمس الدين، في وقت سمى النائب جنبلاط عن المقعد الدرزي في بيروت النائب السابق فيصل الصايغ، والذي يدور خلاف حول أن يكون المرشح عنه من أبناء دروز بيروت، ولن يعاد ترشيح النائب عاطف مجدلاني عن المقعد الأرثوذكسي على لائحة «المستقبل» وقد يحل محله ميشال فلاح أو نزيه نجم، إضافة إلى النائب باسم الشاب عن المقعد الإنجيلي.
وإذا كانت بعض الأسماء قد جرى تظهيرها في بيروت، فهي لم تحسم في طرابلس سوى إسم النائب سمير الجسر، والأمر نفسه في المنية بترشيح النائب كاظم الخير، مع بقاء الغموض في الضنية وعكار، وعدم ظهور الصورة واضحة في صيدا التي قد يعاد ترشيح النائبة بهية الحريري، دون حسم ترشيح الرئيس فؤاد السنيورة، مع بقاء النائب عاصم عراجي في زحلة، والنائبين زياد القادري وجمال الجراح في البقاع الغربي، وإبقاء أسماء المرشحين المسيحيين مع «تيار المستقبل» غير مكتملة ريثما تنتهي المشاورات حول التحالفات.
«التيار الوطني الحر»
ومن جانبه، لن يعلن «التيار الوطني الحر» مرشحيه، إلا بعد أن تتبلور لديه التحالفات، إذ هو مستمر في التشاور مع «القوات اللبنانية» و«تيار المستقبل» و«الحزب التقدمي الاشتراكي» و«الحزب السوري القومي الإجتماعي»، والنائب إرسلان وحزب «الطاشناق»، إضافة إلى «حزب الله»، وهي مقطوعة مع «تيار المردة» وغير موصولة مع «حزب الكتائب»، وهذا ما يتركه يتأخر رسمياً في إعلان أسماء مرشحيه، وإن كانت الانتخابات الداخلية في التيار، قد حسمت أكثريتهم وباتوا معروفين في غالبيتهم دون تغيير في الوجوه سواء من النواب الحاليين أو المرشحين السابقين، مع إعادة النظر في أسماء نواب أعضاء في «تكتل الإصلاح والتغيير» تمّ استبدالهم كالنواب يوسف خليل وجيلبيرت زوين ونعمة الله أبي نصر الذي عزف عن الترشيح في كسروان، والنائب عباس هاشم الذي سمى «حزب الله» مرشحاً بديلاً عنه في جبيل، وكذلك الأمر قد ينطبق على مقاعد أخرى في جزين والمتن الشمالي.
«القوات اللبنانية»
بكّرت «القوات البنانية» في إعلان أسماء مرشحيها الحزبيين والحلفاء، وافتتحت الحملة بدعم ترشيح رئيس بلدية جبيل زياد حواط، وشوقي دكاش في كسروان، وستريدا جعجع وجوزيف إسحاق في بشري، وفادي كرم في الكورة، ووهبي قطيشا في عكار، وفادي سعد في البترون، وأدي أبي اللمع في المتن الشمالي، وعماد واكيم في بيروت الأولى، وعجاج حداد في صيدا–جزين، وطوني حبشي في بعلبك–الهرمل، وإيلي لحود في البقاع الغربي–راشيا، وبيار أبي عاصي في بعبدا، وجورج عدوان في الشوف، وأنيس نصار في عاليه–الشوف، وتبقى زحلة تنتظر التحالفات لتسمي «القوات» مرشحيها، ولها فيها ثلاثة نواب، كان للصوت السّنّي التأثير الإيجابي في فوزهم في الانتخابات الأخيرة.
قوى وأحزاب أخرى
وتبقى الترشيحات لأحزاب أخرى، كالحزب «السوري القومي الإجتماعي» الذي سيخوض الانتخابات في ستة دوائر، حُسم ترشيح النائب أسعد حردان في مرجعيون–حاصبيا، وفارس سعد في بيروت عن المقعد الإنجيلي، وإميل عبود عن المقعد الأرثوذكسي في عكار، وعبدالباسط عباس عن المقعد السّنّي في عكار، ليأخذ قرار بمرشحين في الكورة والمتن الشمالي وعاليه–الشوف وسحب مقعد بعلبك–الهرمل من «القومي» لصالح النائب السابق ألبير منصور والذي يشغله النائب مروان فارس الذي عزف عن الترشح.
هذا هو مشهد الترشيحات الأولية التي تنتظر مفاوضات التحالفات، لتظهر صورة اللوائح النهائية في غضون الأسبوعين القادمين.
15 دائرة انتخابية
1 – دائرة بيروت الأولى (٨ نواب): ثلاثة أرمن أرثوذكس، نائب عن الأرمن الكاثوليك وآخر ماروني ومقعد للروم الكاثوليك ومقعد للأقليات.
2 – دائرة بيروت الثانية (١١ نائباً): ستة من السنّة واثنان من الشيعة ودرزي وأرثوذكسي وإنجيلي.
3 – دائرة صور والزهراني (٧ نواب): ستة منهم شيعة ونائب كاثوليكي.
4 – دائرة صيدا وجزين (٥ نواب): اثنان من الموارنة واثنان من السنّة وكاثوليكي واحد.
5 – دائرة حاصبيا ومرجعيون وبنت جبيل والنبطية (١١ نائباً): ثمانية شيعة وأرثوذكسي وسنّي ودرزي.
6 – دائرة الشوف وعاليه (١٣ نائباً): خمسة موارنة وأربعة دروز واثنان سنّة وكاثوليكي وارثوذكسي.
7 – دائرة بعبدا (٦ مقاعد): ثلاثة موارنة واثنان شيعة ودرزي واحد.
8 – دائرة المتن (٨ نوّاب): أربعة للموارنة، اثنان للروم الأرثوذكس، نائب عن الروم الكاثوليك وأرمني أرثوذكسي.
9 – دائرة كسروان وجبيل (٨ نواب): سبعة موارنة ونائب شيعي.
10 – دائرة البترون وبشري والكورة وزغرتا (١٠ نوّاب): سبعة موارنة وثلاثة أرثوذكس.
11 – دائرة طرابلس والمنية والضنية (١١ نائباً): ثمانية سنّة ونائب ماروني وآخر أرثوذكسي ونائب علوي.
12 – دائرة عكار (٧ نواب) ثلاثة سنّة واثنان أرثوذكس ونائب ماروني وآخر علوي.
13 – دائرة بعلبك والهرمل (١٠ نواب): ستة شيعة واثنان سنّة وماروني وكاثوليكي.
14 – دائرة زحلة (7 نواب): نائبين من الروم الكاثوليك ونائب شيعي ونائب سنّي ونائب أرثوذكسي وآخر من الأرمن الأرثوذكس.
15 – دائرة البقاع الغربي وراشيا (٦ نواب): اثنان سنّة وماروني وأرثوذكسي وشيعي ودرزي.
Leave a Reply