وسط حضور قضائي وسياسي ومجتمعي مميز
ديربورن – «صدى الوطن»
وسط حضور رسمي واجتماعي لافت، أطلقت القاضية في محكمة مقاطعة وين مريم بزي، الأربعاء الماضي، حملتها الانتخابية للاحتفاظ بمقعدها الذي عينت فيه من قبل الحاكم ريك سنايدر الربيع الماضي.
وشهد حفل إطلاق الحملة الانتخابية –الذي أقيم بقاعة «بيبلوس» بديربورن، إشادات بالمسيرة المهنية والقانونية للمحامية العربية الأميركية التي تم تعيينها في منصب قاض بمحكمة مقاطعة وين، في ٣ أيار (مايو) 2017، خلفاً للقاضي السابقة دافني كورتيس.
وفي مستهل الأمسية الانتخابية التي حضرها زهاء 300 شخص، ألقت عريفة الحفل المستشارة القانونية لمحافظ مقاطعة وين ورئيسة الدائرة القانونية في المقاطعة، المحامية زينة الحسن، الضوء على أبرز المحطات المهنية في مسيرة بزي، معتبرة أن قرار الحاكم بتعيينها «كان مبنياً على أساس الجدراة والاستحقاق والخبرة».
وفي السياق ذاته، أكدت مدعي عام مقاطعة وين كيم وورذي، على أن القاضية بزي هي أكثر المرشحين كفاءة للفوز بالمقعد الذي تشغله حالياً وتسعى للاحتفاظ به في الانتخابات المقبلة، وقالت «لا يمكنني أن أتصور شخصاً آخر مؤهلاً أكثر منها لشغل هذه الوظيفة».
وأعربت وورذي عن دعمها الكامل لبزي التي عملت في إدارتها في مكتب الادعاء العام منذ 2006 وحتى قرار تعيينها العام المنصرم، مشيدة بجهود مساعد الادعاء العام الفدرالي عبد حمود الذي عمل في مكتبها لسنوات قبل الانتقال إلى مكتب المدعي العام الفدرالي، والذي عرّفها على الكثير من الشخصيات العربية الأميركية المؤهلة والنزيهة، بحسب وورذي التي أكدت أن «مريم لم تكن استثناء بين هؤلاء».
وأضافت أن بزي قد «أثبتت جدراتها في التعامل مع الملفات الصعبة والمعقدة في مكتب الادعاء العام، وفرضت موهبتها واحترامها على زملائها والعاملين معها من خلال تواضعها وفهمها لطبيعة عملها»، وقالت «عندما جاءت لتخبرني بقرار الحاكم بتعيينها في محكمة المقاطعة كانَ ذلك الخبر حلواً ومراً في نفس الوقت.. فقد كانت لدي خطط كبيرة لها في المكتب، ولكنني كنت على يقين بأنها ستكون قاضية متفهمة ونزيهة».
وخاطبت بزي بالقول: «مريم.. أنا فخورة بك وفخورة بأنني أقف هنا اليوم لأعبر لك عن دعمي.. أنا متأكدة من أنك ستفوزين بالاحتفاظ بذلك المقعد».
شهادات
شريف مقاطعة وين بيني نابليون شدد –من ناحيته– على أن قرار سنايدر بتعيين بزي كان واحداً «من أصوب قراراته على الإطلاق»، مؤكداً على الدعم الكبير الذي تحظى به القاضية الشابة في مجتمعها، و«الدليل عليه هو هذا الحضور الكبير في هذه القاعة».
وأضاف: «إن رجل إنفاذ القانون يأمل في أن يتمتع القضاة بثلاث خصال: العدالة والرحمة والتركيز على الأفضل لخدمة المجتمع.. وقد أثبتت بزي تمتعها بهذه الخصال منذ تعيينها العام الماضي».
ومن جانبه، عبر رئيس بلدية وستلاند بيل وايلد عن دعمه للقاضي بزي في الانتخابات المقبلة، وقال «إنها قاض جيد.. لقد كانت مدعياً عاماً عظيماً رمت الكثير من الأشخاص السيئين وراء القضبان». وأكد «في نهاية المطاف إنها الشخص الأمثل.. الذي نريده في محكمة المقاطعة».
كذلك تحدثت القاضية في محكمة ميشيغن العليا إليزابيث كليمنت عن مزايا ومؤهلات بزي، وعبرت عن إعجابها بها.
وكانت كليمنت رئيسة المستشارين القانونيين للحاكم سنايدر وقد أنيطت بها مقابلات المحامين الراغبين بالعمل في محكمة مقاطعة وين التي تعتبر أكبر محاكم الولاية.
وقالت «لقد كانت توصيتي للحاكم بتعيينها في هذا المنصب قراراً سهلاً للغاية.. فلقد أدركت منذ اللحظة الأولى مدى التزامها بالخدمة العامة لمجتمعها وللقانون».
وأضافت «لقد شعرت بسعادة عارمة حين قام الحاكم بتعيينها وهي من جهتها أخذت وظيفتها على محمل الجد والتفاني وعملت بشكل جدي واستطاعت سريعاً أن تبني سمعة عظيمة».
وختمت بالقول «إنني فخورة بها وبوجودي معها في حفل إطلاق حملتها الانتخابية».
مصدر إلهام
كما أعربت عضو مجلس ديربورن التربوي ومساعد مدعي عام مقاطعة وين فدوى حمود عن إعجابها بالمسيرة المهنية والقانونية للعربية الأميركية التي شكلت «نموذجاً يحتذى بالنسبة لها» على حد وصف حمود التي أضافت «كوني هنا.. أحتفل معكم بإطلاق حملة بزي الانتخابية فهذا أمر شخصي جداً بالنسبة لي ويعيدني إلى المرة الأولى التي قابلت فيها مريم في هذا المكان بالذات قبل أكثر من 9 أعوام».
والجدير بالذكر أن بزي انتخبت لعضوية مجلس ديربورن التربوي وتولت رئاسته حتى قرار تعيينها في محكمة مقاطعة وين في مايو 2017.
وأضافت حمود «الفتيات اليافعات من أمثالي حينها كن بحاجة إلى نماذج نسائية ملهمة كي يقتدين بهن، وقد كانت مريم واحدة من تلك النماذج الملهمة.. لقد كانت أول امرأة عربية تعيّن في مكتب الادعاء العام وأول امرأة تنتخب لرئاسة «اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي» (أيباك) وكلا الأمرين حصل في الفترة نفسها».
وشددت حمود على أن «مريم بزي هي التعريف الدقيق للقاضي الاستثنائي» لما تتحلى به من «شجاعة قانونية ورغبة وإصرار على تطبيق القانون من دون فقدان الرحمة والنزاهة».
وأشادت بحسها القضائي وحزمها والتزامها بالمواعيد، إضافة إلى التواضع وعدم التمييز على أساس الهوية أو العرق أو الجنس أو المركز السياسي أو الثراء المادي.
امتنان
وفي كلمتها، التي تخللتها الدموع، أعربت بزي عن تواضعها الكبير وامتنانها العميق لجميع داعميها، وقالت «بصدق أشعر بالتواضع أمامكم فأنا ما كنت لأكون ما أنا عليه اليوم لولا دعمكم ومساندتكم لي».
كما شكرت زملاءها الذين جعلوا منها «المحامية التي أنا عليها اليوم» بحسب وصفها، مضيفة «هؤلاء الذين علموني أن أمتلك التعاطف مع الاستمرار في الملاحقات القضائية على أكمل وجه».
وكذلك شكرت أفراد أسرتها وأبناء جاليتها الذين لم يوفروا جهداً لدعمها ومساعدتها على تحقيق ما تطمح إليه.
يشار إلى أن مريم بزي من سكان مدينة ديربورن، وقد عملت منذ العام 2006 في مكتب الادعاء العام بمقاطعة وين وتولت قيادة قسم الاحتيال العقاري فيه، إضافة إلى عضويتها ورئاستها لمجلس ديربورن التربوي، إلى جانب عضويتها في «لجنة شؤون الشرق الأوسط في ميشيغن» وهي هيئة استشارية للحاكم، وفي فريق عمل (تاسك فورس) «العدالة البيئية» التابع للحاكم أيضاً.
كما أنها ناشطة ومنخرطة في العديد من المنظمات المحلية، من ضمنها اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي (أيباك)، التي تولت رئاستها بين العامين ٢٠١٠ و٢٠١٤، وهي عضو في «لجنة الناخبات في ديربورن وديربورن هايتس».
وبزي مقيمة في ديربورن ومتزوجة من عبودي بزي، مدير دائرة تكنولوجيا المعلومات في شركة «جنرال موتورز» للسيارات، ولها منه ثلاثة أبناء.
وإضافة إلى مريم بزي، تضم محكمة مقاطعة وين ثلاثة قضاة عرب أميركيين أخرين هم ديفيد آلن وشارلين الدر وعادل حرب، علماً بأن المحكمة تضم ٥٨ قاضياً.
وفي حديث مع «صدى الوطن» أشارت بزي إلى أنها ومنذ تلقيها قرار تعيينها قاضياً في محكمة مقاطعة وين فقد قطعت عهداً على نفسها «بالعمل كقاضٍ معني بمسألة العدالة». أضافت «إذا أراد أحد أن ينافسني (في الانتخابات) فيتعين عليه أن يفهم أنه مضطر للعمل بجد كبير، لأنني أعتزم الحفاظ على مقعدي».
Leave a Reply