تقرير لـ«حزب الله»: هكذا تم إنفاق 893 مليون دولار لتنمية المنطقة
يواصل الثنائي الشيعي في لبنان استعداداته لخوض الانتخابات النيابية في 6 أيار (مايو) المقبل، حيث بدأت الماكينات الانتخابية التابعة لحركة «أمل» و«حزب الله» تنشط في المناطق المحسوبة عليهما، وسط سعي حثيث من قيادتي التنظيمين لتحفيز القاعدة الشعبية على المشاركة الواسعة في الاقتراع، تفادياً لمفاجآت غير سارة.
ويمكن القول إن ساحة التحدي الأساسية لهذا الثنائي، خصوصاً «حزب الله»، تكمن هذه المرة في دائرة بعلبك–الهرمل، في البقاع، حيث يستشعر الحزب أن خصومه المحليين والخارجيين سيحاولون استغلال «الخاصرة الرخوة» لهذه المنطقة، من أجل خرق لائحة الثنائي الشيعي واقتناص أكبر عدد ممكن من ممثلي الدائرة (١٠ نواب) وصولاً إلى الإيحاء بأن شعبية المقاومة آخذة في التراجع.
وما يؤشر إلى أن الحزب يأخذ هذا التحدي على محمل الجد هو أن أمينه العام السيد حسن نصرالله تطرق شخصياً خلال خطابه الاخير إلى الظروف التي تحيط بالتنافس الانتخابي في بعلبك–الهرمل، محذراً من أن الغرف السود، الأميركية والسعودية والإسرائيلية، ستحاول الضغط على الحزب عبر صناديق الاقتراع، وداعياً إلى إسقاط هذا السيناريو من خلال التصويت لخيار المقاومة.
وفي اعتقاد الحزب، أن المتربصين به سيسعون إلى استثمار شكوى الناس من النقص في الإنماء والخدمات، لتحريضهم ضد المقاومة ودفعهم إلى الاقتراع لمرشحين آخرين، بحجة أن نواب كتلة الوفاء للمقاومة لم يتمكنوا من تحقيق ما يصبو اليه اهالي البقاع عموما، وبعلبك– الهرمل خصوصا.
تصفية الحسابات
ويفترض الحزب أن المحور المضاد الذي أزعجته انتصارات المقاومة على التكفيريين في الجرود البقاعية والعمق السوري المحيط بها، يريد الانتقام منها وتصفية الحسابات معها من خلال استخدام «أحصنة طروادة» لاختراق البيئة الحاضنة للمقاومة باسم شعارات تحقيق التغيير ومواجهة الحرمان.
ويلاحظ الحزب أن ادوات المحور المعادي له، تعمد إلى ضخ سيل من الشائعات المسمومة والادعاءات المغلوطة في ساحة بعلبك– الهرمل، بهدف تشويه صورة نواب الدائرة وتحميلهم مسؤولية التقصير أو القصور الرسمي في تلبية بعض المطالب المحقة.
وتشير أوساط سياسية مقربة من الحزب إلى أن بعضاً من مناصريه تأثر نسبياً بحملات التحريض المنظمة، لافتة الانتباه إلى أن هناك في شارعه من يفترض أن الحزب الذي أثبت قوته في مواجهة إسرائيل والتكفيريين حتى بات لاعباً إقليمياً وازناً، يستطيع لو أراد أن يفعل الكثير في الداخل على مستوى محاربة الفساد وإنجاز الانماء، لكنه يفتقر إلى مثل هذه الإرادة، في حين أن الحقيقة –كما تؤكد الاوساط ذاتها– هي أن التصدي لخطري الاحتلال والارهاب يبقى أسهل من معالجة مكامن الإعوجاج في سلوك الدولة اللبنانية المحكومة بتوازنات دقيقة ومرهفة، لا تحتمل الاندفاعات المتهورة.
وتعتبر تلك الاوساط أن الحزب لا يستطيع أن يتصدر معركة مكافحة الفساد وان يأخذ على عاتقه الذهاب بها حتى النهاية كما يطالبه بعض المتحمسين، لأن استراتيجية التصدي للمخاطر الوجودية المتمثلة في الاحتلال الإسرائيلي والتهديد التكفيري لا تسمح له بخوض نزاعات جانبية، من شأنها أن تستنزف طاقته وأن تقوده إلى صدام مع مكونات داخلية، في توقيت يتطلب منه حشد كل قواه على جبهة الدفاع عن مصير لبنان وسيادته.
رد بالأرقام
ورداً على الحملة التي تتهم الحزب بإهمال احتياجات أهالي بعلبك–الهرمل، وضعت الدوائر المعنية في الحزب تقريراً مفصلاً، يبين الإنجازات التي ساهم نوابه ووزارؤه في إتمامها، منذ الانتخابات النيابية الأخيرة عام 2011 وحتى الآن.
ووفق التقرير الذي حصلت «صدى الوطن» على نسخة منه، فقد تم تنفيذ 3460 مشروعاً تنموياً على امتداد تلك الفترة، سواء عبر الجهد المباشر للحزب أو بتعاونه مع الوزارات والمؤسسات الحكومية، وذلك بكلفة 893 مليون دولار، توزعت على المحاور الخدماتية الآتية:
البنى التحتية (الطرقات الرئيسية، مياه الشفة، الصرف الصحي، الكهرباء)، البيئة، الزراعة، الصحة، الخدمات العامة والصناعة، التربية والتكافل الاجتماعي، الثقافة والتواصل والرياضة، والإدارة.
ويتوقف التقرير عند ما اسماها مشاريع غير رقمية لكن قيمتها كبيرة جدا، كونها تساهم في ترجمة الرؤية التنموية للمنطقة والنهوض العلمي والتطور التقني فيها، وهي تتصل بالمواقع الادارية الحيوية والواقع الاجتماعي والانساني.
ويوضح التقرير أن العمل بدأ من تنمية صفر عام 1992، وأنه تم الوصول حالياً إلى إنجاز 62 بالمئة من المشاريع المطلوبة لمنطقة بعلبك–الهرمل، وأن هناك حاجة إلى خطة عشرية والعمل بالوتيرة ذاتها لبلوغ الأهداف التنموية المنشودة، الأمر الذي يتطلب تضافر الجهود بين المؤسسات الحزبية والرسمية.
Leave a Reply