ديترويت – «صدى الوطن»
ألقى رئيس بلدية ديترويت مايك داغن خامس خطاب له حول «حال المدينة» مساء يوم الثلاثاء الماضي في إحدى الثانويات العامة دلالةً على توجّه إدارته الجديد بالتركيز على استنهاض المدارس العامة في المدينة.
وألقى داغن خطاباً استغرق ساعة كاملة بقاعة الرياضة في ثانوية «وسترن إنترناشيونال» التي قال إنها تحمل معنى عاطفياً خاصاً لأن جدته درست فيها وأصبحت فيما بعد معلمة في مدارس ديترويت العامة.
وللتأكيد على التزامه بالنهوض في التعليم العام، حضر داغن إلى الثانوية برفقة نيكولاي ڤيتي، المشرف العام على مدارس ديترويت الحكومية، والذي طرح الشهر الماضي خطة خماسية مفصلة لتحسين مستواها الأكاديمي.
وقدم ڤيتي لداغن حجر قرميد كتعبير رمزي عن التزامهما بإعادة بناء واستنهاض المدارس العامة في ديترويت.
وكانت منطقة ديترويت التعليمية على شفير الانهيار لولا تدخل حكومة ولاية ميشيغن التي أنفقت 617 مليون دولار لإنقاذها من الإفلاس في العام ٢٠١٦، ليتم بعد ذلك تعيين ڤيتي مشرفاً على مدارسها العامة.
ويعتبر تدني مستوى مدارس ديترويت العامة واحداً من أبرز العراقيل التي تعترض طريق عودة المدينة إلى الازدهار مجدداً عبر استعادة قدرتها على استقطاب العائلات لإعادة إنهاض أحيائها شبه المهجورة.
وأكد داغن في كلمته التي حضرها أعضاء المجلس البلدي وحشد من المسؤولين والمرشحين المحليين والإقليميين، على أن البلدية ستتعاون مع المنطقة التعليمية للبدء في عملية نهوض شاملة، مشدداً على أنه سيضع التعليم والتدريب المهني وإعادة بناء الأحياء ومكافحة الجريمة على رأس أولويات ولايته الثانية في رئاسة البلدية.
شباب ديترويت
وقد شدد داغن في كلمته التزام بلدية ديترويت بمستقبل شباب ديترويت، منوهاً ببرنامج المنح «وعد ديترويت»، «الذي يغطي تكاليف الدراسة في الكليات والجامعات للطلاب المتخرجين من مدارس ديترويت العامة. وحالياً يستفيد منه 1182 طالباً».
وخاطب داغن الحضور قائلاً «سنحرص على أن أولادنا لا يتلقون العلم في المدارس فحسب بل يحققون النجاح أيضاً»، واستدرك بتأكيده على «أن تلاميذ المدينة كانوا من بين أكثر المنسيين خلال العقد الماضي حيث عندما خُفضت الميزانية تضرّرت المدارس».
ولفت رئيس البلدية إلى أنه نتيجةً لذلك، هناك أكثر من 32 ألف تلميذ من ديترويت يتعلمون في مدارس الضواحي و«هذا يؤكد على أن ما نقوم به غير نافع».
وأشار داغن إلى ضرورة إطلاق برامج تربوية في أوقات ما بعد الدوام من خلال جهود تنسيقية مشتركة تصب في مصلحة الطلاب، على أن يتاح الوصول إليها بواسطة الحافلات.
وفي إطار برامج التدريب المهني، سلط داغن الضوء على افتتاح البلدية لـ«مركز راندولف المهني للتعليم التقني» الذي يوفر التدريب للكبار والصغار على حد سواء. وأشار إلى أن 300 شخص انتسبوا إلى برامج المركز هذا العام متوقعاً أن يصل العدد إلى 400 في العام القادم».
وأوضح أن «المركز يوفر تعليم الكهرباء والسمكرة والنجارة، وفي العام المقبل سوف نضيف برامج التكنولوجيا الآلية (روبوت) واللحام… وهذا كله يتم هنا في مدينة ديترويت».
الأحياء
وفي سياق جهود إدارته لإعادة إعمار الأحياء، أعلن داغن أنه سيعيد تصويب برنامجه المتعثر لتدمير المنازل المهجورة والذي كان من المفترض أن يتولى إزالة 40 ألفاً منها في غضون خمس سنوات، غير أن البرنامج الممول من قبل الحكومة الفدرالية لم يتمكن من هدم سوى ١٤ ألف منزل قبل أن تبدأ السلطات الفدرالية تحقيقاتها حول شبهات فساد اعترت البرنامج الذي اتهم بعدم الشفافية وارتفاع التكاليف وسوء إدارة المناقصات.
وأعرب داغن عن أسفه «تجاه الموظفين الذين سبّبتُ لهم المتاعب القانونية لأني كنت أحثهم على هدم 8000 منزل مهجور سنوياً، ولكن الحقيقة هي أن إمكانياتنا المحدودة، لا تسمح لنا بتحقيق ذلك».
وأعلن رئيس البلدية، الذي لم يأت على ذكر النهضة الاقتصادية والعمرانية التي تشهدها مناطق وسط المدينة، أنه بحلول نهاية العام ٢٠١٩، يتوقع إزالة ٨٠٠٠ منزل مهجور في الأحياء، إضافة إلى بيع ألفي منزل عبر بنك الأراضي، وإعادة تأهيل حوالي ألف منزل من قبل المالكين في أنحاء المدينة، إلى جانب سد منافذ ١١ ألف منزل مهجور بالأخشاب.
وتعهد رئيس البلدية في خطابه بمواصلة توفير فرص العمل لسكان المدينة، وذلك عبر مواصلة فرض شرط على شركات المقاولات بأن يكون ٥١ بالمئة من العاملين من أهالي ديترويت.
الجريمة
وفي الموضوع الأمني، نسب داغن الفضل بانخفاض معدلات الجرائم الجنائية العام الماضي إلى توسيع نطاق مبادرتين اثنتين: «مشروع الضوء الأخضر»، وهو برنامج يوفر البث المباشر للأحداث من مئات المتاجر ومحطات الوقود في أنحاء المدينة مباشرة إلى الشرطة بواسطة كاميرات فيديو عالية الدقة.
أما البرنامج الثاني فهو «عملية وقف إطلاق النار» بالتعاون بين شرطة المدينة ومكتب الادعاء العام الفدرالي والادعاء العام في مقاطعة وين، وتستهدف أعضاء العصابات ومطلقي النار في ديترويت.
وكانت المدينة قد سجلت عام 2017 أدنى عدد لجرائم القتل منذ نصف قرن حيث سقط 267 قتيلاً فقط.
وخلص داغن إلى أنه «على الرغم من أن معدلات الجريمة انخفضت بنسبة ثلاثين بالمئة بين 2012 و2017، إلا أن هذا لا يدعو إلى الفخر… ولا يمكن لأي مدينة في أميركا أن تعيش وسط هذا العنف»، مؤكداً عزم إدارته على توظيف ١٤١ شرطياً إضافياً ضمن ميزانية السنة المالية القادمة.
Leave a Reply