لندن – جدّدت دراسة بريطانية حديثة التحذير من أن زيادة كميات الملح في الأطعمة التي يتناولها الإنسان يمكن أن تضر بالجسم وتسبب ارتفاع ضغط الدم، حتى إذا تناول صاحبها الغذاء الصحي الذي يخفض الضغط.
الدراسة أجراها باحثون بجامعة «إمبريال كوليدج لندن» البريطانية ونشروا نتائجها الاثنين الماضي، في دورية «هايبرتنشن» التابعة لـ«جمعية القلب الأميركية».
وتأتي هذه الدراسة استكمالاً لأبحاث أجريت حول خطر زيادة تناول الملح في الأطعمة، كان آخرها في أيلول (سبتمبر) 2017، بدراسة سويدية أظهرت أن الملح الزائد يمكن أن يرفع من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
وفي الدراسة الجديدة، حاول الباحثون رصد تأثير تناول الغذاء الصحي، في خفض الأخطار الناجمة عن زيادة تناول الملح، وأبرزها ارتفاع ضغط الدم.
وراقب الفريق، النظام الغذائي لـ4 آلاف و680 شخصاً، تتراوح أعمارهم بين 4 و59 عاماً، في الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا واليابان والصين، في دراسة استمرت لمدة عامين.
وقيّم الباحثون مدى تأثير ما يتناوله المشاركون من أغذية تخفّض ضغط الدم، بينها فيتامين «سي» والألياف والأحماض الدهنية «أوميغا 3»، وهي العناصر الموجودة في الفاكهة والخضروات والحبوب الكاملة.
ووجد الباحثون أن متوسط استهلاك الملح بين المشاركين كان 10.7 غرام يومياً، وهي كمية تعادل ضعف المستوى الموصى به من منظمة الصحة العالمية.
وتوصي المنظمة بتناول 5 غرامات أو أقل من ملعقة صغيرة يومياً، كما توصي بأن يستهلك الأطفال بين سن عامين و15 عاماً مقداراً دون ذلك.
وأظهرت الدراسة أن الأشخاص الذي يتناولون الملح بكثرة ضمن نظامهم الغذائي، ويتخطون المستويات الموصى بها يومياً، معرضون أكثر من غيرهم لخطر ارتفاع ضغط الدم، حتى لو كانوا يتناولون غذاءً صحياً.
وأوضح الفريق أن الفيتامينات والمعادن والأحماض الدهنية والألياف الموجودة في الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة قد تؤثر بطريقة ما على الأوعية الدموية، ما يمكنها من خفض ضغط الدم.
وقال الدكتور كويني تشان قائد فريق البحث إن «هذا البحث يظهر أهمية خفض كمية الملح التي يتناولها الفرد». وأضاف: «نظراً لأن كمية كبيرة من الملح في غذائنا تأتي من الأغذية المصنعة كاللحوم المصنعة والأطعمة المعلبة، فإننا نحث مصنّعي المواد الغذائية على اتخاذ خطوات للحد من كمية الملح في منتجاتهم».
Leave a Reply