ديربورن – «صدى الوطن»
أقامت حملة إعادة انتخاب رئيس محكمة ديربورن، القاضي سالم سلامة، حفلاً لجمع التبرعات – مساء الخميس الماضي في قاعة «بيبلوس»– حضره رسميون بلديون ومنتخبون وقانونيون وحشد لافت من الفعاليات الاجتماعية والاقتصادية وأبناء الجالية العربية في المدينة.
وفي بداية الحفل، أشاد رئيس البلدية جاك أورايلي بمناقبية القاضي العربي الأميركي معتبراً أنه «من الحماقة انتخاب شخص آخر» بدلاً منه بوصفه «القيادي الذي أنجز الأشياء التي يجب أن تنجز».
وقال «في العديد من المدن الأخرى، هناك تباعد بين الحكومات البلدية وبين المحاكم المحلية على العكس مما يجري هنا في ديربورن، حيث يعمل الجانبان بجد من أجل مصلحة المجتمع»، لافتاً إلى أن إنجازات القاضي سلامة «تثبت أننا على المسار نفسه».
وأشار إلى أن مكتب رئاسة البلدية وأعضاء المجلس البلدي يجتمعون بانتظام مع ما أسماه «فريق سلامة» لمناقشة الطريقة المثلى لجعل العملية القضائية أكثر سلاسة بهدف تحقيق مصالح المواطنين.
وأشاد أورايلي بأداء القاضي سلامة الذي وصفه بـ«الرجل المناسب في المكان المناسب»، مثنياً على إنجازاته بالإصلاحات التي أحدثها في المحكمة منذ انتخابه للمرة الأولى في 2012، وتحديداً «إصلاح موازنة المحكمة وإرسائه مبادئ أخلاقية صارمة» بعد سنوات من العجز المالي والتنافر بين قضاة «المحكمة ١٩» التي تضم ثلاثة قضاة.
وخلال كلمته المقتضبة، عبر القاضي العربي الأميركي عن تواضعه إزاء «الدعم الكبير» الذي حظي به من قبل الحاضرين مشدداً على ضرورة وجود قاض مؤهل في منصبه، وقال «لقد أنعم الله علينا أن نعيش في بلد كالولايات المتحدة، بلد القوانين، لا بلد الأشخاص، ونحن محظوظون في الوقت نفسه بوجود نظام قضائي قد لا يكون مثالياً ولكنه الأفضل في العالم».
أضاف «سواء أكانت القضية جريمة أو نزاعاً مدنياً فالمحاكم هي المؤسسات التي تتم فيها تسوية مثل هذه الأمور والفصل فيها بطريقة عادلة ومنصفة».
واستأتف قائلاً «عندما نقول أو نسمع كلمة عدالة تنطبع في أذهاننا وتصوراتنا صورة الميزان»، مشدداً على أن «الميزان ليس مبدأ صورياً أو خيالياً وإنما هو إجراء وممارسة، وأفضل من يقوم بها هم الأشخاص الذين يتمتعون بالخبرات الكافية ومزايا التفهم والتعاطف، وهؤلاء في كل قضية يتولونها يحكمون بلا تحيز أو محسوبية».
وخلص إلى القول «أود أن أعتقد أنني واحد من هؤلاء القضاة».
وفي ختام كلمته، شكر سلامة الحاضرين وحثهم على الاستمرار في المشاركات الانتخابية، كما دعاهم إلى رفع الصلوات على روحي الراحلين مايكل بري والحاج علي ناجي، لكون بري أول عربي أميركي مسلم يمارس مهنة المحاماة في ميشيغن، والثاني لكونه «أول زبائني.. وظل وفياً حتى النهاية».
تجدر الإشارة إلى أن سلامة انتخب لمنصب قاض في محكمة ديربورن عام 2012 بعد فوزه على القاضي السابق ريتشارد وايغونيك. وفي غضون أربعة أشهر من توليه مقعده، تمكن أول قاضٍ عربي مسلم في تاريخ المدينة من التخلص من عجز الموازنة وتحسين فعالياتها وأدائها. كما نجح في رفع معنويات الموظفين بعد سنوات من النكسات والانقسامات الداخلية الناتجة عن النزاعات القانونية بين القاضيين ويليام هالتغرين ومارك سومرز على خلفية قيام الأخير بطرد موظفة المحكمة جولي، زوجة هالتغرين الذي تقاعد من منصبه عام ٢٠١٦.
وقد قامت محكمة ميشيغن العليا بتعيين سلامة رئيساً للمحكمة 19 في العام ٢٠١٣، وهو المنصب الذي مايزال يشغله حتى الآن.
ولم يتقدم أي من المرشحين بعد، لمنافسة سلامة في الانتخابات المقررة في تشرين الثاني (نوفمبر) القادم، علماً أن باب الترشح يبقى مفتوحاً حتى ٢٤ نيسان (أبريل) المقبل، تجدر الإشارة إلى أن القضاة يُنتخبون لولاية من ست سنوات.
Leave a Reply