ديربورن – «صدى الوطن»
بدعوة من منظمة «رسالة الأمل» في أميركا الشمالية، عُقدت تحت رعاية قنصلية لبنان العامة في ديترويت، ندوة تثقيفية حول الانتخابات اللبنانية في صالة «بيبلوس» بمدينة ديربورن، الأربعاء الماضي، حضرها ممثلون عن الأحزاب والتيارات السياسية، إضافة إلى ناشطين وفعاليات اجتماعية واقتصادية في المدينة.
وفي مستهل الندوة –التي افتتحت بالنشيدين الوطنيين الأميركي واللبناني– قدمت قنصلة لبنان العامة بديترويت سوزان موزي ياسين شرحاً مطولاً حول تفاصيل العملية الانتخابية، معددة المراكز الانتخابية وأقلام الاقتراع التي تشرف عليها «قنصلية لبنان العامة بديترويت» في 14 ولاية أميركية.
وبالتوزاي مع تقديم إيضاحات مصورة ومكتوبة على شاشتين كبيرتين نصبتا في القاعة، أشارت موزي ياسين إلى أن مراكز الانتخاب الـ6 التي تقع ضمن صلاحيات قنصلية ديترويت، تتألف من 7 أقلام اقتراع، بينها 3 في ولاية ميشيغن تتوزع على النحو التالي: الأول في مقر القنصلية بمدينة ساوثفيلد، والثاني في «المركز المقدوني الثقافي» بمدينة ستيرلنغ هايتس، والثالث في «مركز فورد للفنون» بمدينة ديربورن.
وأكدت أن «إعداد قوائم الناخبين تم وفقاً للمادة 114 من قانون الانتخاب، حيث تتولى وزراة الداخلية والبلديات تنقيح القوائم المرسلة من البعثات اللبنانية تمهيداً لإعداد قوائم نهائية لكل بعثة، على أن تعتمد الأخيرة مراكز انتخابية لا يقل عدد المسجلين فيها عن 200 ناخب.
سرية الاقتراع
سرية الاقتراع، كانت بين أبرز العناوين التي أثارت قلق المغتربين اللبنانيين وتخوفهم من المساءلة والملاحقة القانونية في حال صوّتوا لقوائم تضم مرشحين لـ«حزب الله»، الذي تصنفه الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية. وفي هذا الإطار، شددت موزي ياسين على أن القانون 44 الصادر في 17 حزيران (يونيو) 2017 قد نص على سرية الاقتراع، مؤكدة حرص القنصلية على «تنفيذ المهام الموكلة إلينا في سياق الإشراف على الاستحقاق الانتخابي ومراعاة مبدأ السرية الانتخابية بكل جدية ومسؤولية».
وحثت المغتربين اللبنانيين على التصويت بكثافة في يوم الانتخابات، في 29 نيسان (أبريل) القادم، من منطلق «الأمل بتطوير التجربة الانتخابية الحالية والبناء عليها وصولاً إلى القانون الأكثر نموذجية، والثقة بوعي المغتربين وإدراكهم لأهمية صوتهم بما له من ثقل معنوي ومادي». وقالت «بمشاركتكم.. فأنتم –من جهة– تعززون روابط الانتماء إلى الوطن، وتساهمون –من جهة أخرى– في إبداء رؤيتكم بإدارة الدولة عبر إيصال ممثليكم إلى البرلمان».
دعوات للإقبال
وفي سياق آخر، اعتبر القاضي سالم سلامة أن القانون الانتخابي الجديد في لبنان يمثل «إنجازاً عظيماً» لكونه «يمنح للمرة الأولى حق الاقتراع للمغتربين اللبنانيين»، إضافة إلى أنه «سيفعّل –ولو جزئياً– حس المواطنة في لبنان».
واستدرك قائلاً: «بغض النظر عما يقال في لبنان، من تشجيع للمغتربين على المشاركة الانتخابية، فهنالك هواجس ومخاوف حقيقية لدى الاغتراب اللبناني في بعض الدول الغربية ولاسيما الولايات المتحدة التي تضع بعض الأطراف اللبنانية ضمن قوائم المنظمات الإرهابية». وأكد «نحن لا نوافق على هذا التصنيف وقد عملنا كل ما بوسعنا من أجل تغيير النظرة السلبية نحو شرائح مهمة في الوطن اللبناني، ولكن طالما أن القانون الأميركي يمنع «الدعم المادي والحسي» لتلك المنظمات، فإننا كمواطنين أميركيين علينا الالتزام بالتشريعات الأميركية».
وفي إشارة إلى اللقاء التشاوري الذي عقد في «النادي اللبناني الأميركي» في 2 نيسان (أبريل)، قال «لقد كانت هذه المخاوف محل حوار مطول ومعمق، وقد تم تفعيل النقاش إلى أن قامت وزارة الخارجية اللبنانية بالتواصل مع وزارة الخارجية الأميركية، وتمخض الاتصال عن أمرين أساسيين، الأول.. أن الغرب عموماً والولايات المتحدة بشكل خاص يصرون على أن تجرى الانتخابات النيابية في لبنان دون تأخير، والثاني أن الدستور الأميركي يضمن للناس حق المشاركة في العملية الانتخابية في أميركا وفي أوطانهم الأصلية».
وأعلن بناء عليه، أن «لا مكان للهواجس والمخاوف.. للجميع حق المشاركة.. وأكثر من ذلك نحن نصر على إنجاح العملية الانتخابية في الاغتراب عموماً.. وفي هذه المدينة (ديربورن) بالذات، كما نصر على أن تكون المشاركة كثيفة وفعالة، وأن يقبل الناخبون على أقلام الاقتراع للإدلاء بأصواتهم بلا خوف أو تحسب».
وفي كلمة مقتضبة، شكر المشرف العام لـ«رسالة الأمل» حسين لحاف الحاضرين على تلبية الدعوة للندوة «التي تندرج ضمن مسيرة إبراز صوت المغتربين اللبنانيين» مثمناً «العزيمة المتجذرة في كل واحد منا على إبقاء قنوات الاتصال مع وطننا الأم، كما كانت العزيمة لنكون في هذا الوطن الآخر مرشحين وناخبين في جميع المواقع»، وفقاً للحاف الذي ختم كلمته بدعوة رئيس مجلس النواب اللبناني، المغتربين اللبنانيين إلى المشاركة الانتخابية الكثيفة، قائلاً: «لا تخافوا من الانتخابات بل خافوا عليها، وصوتوا بلا تردد.. فهذا استحقاق بحجم وطن».
أسئلة وأجوبة
وضمن فقرة «أسئلة وأجوبة»، أكدت موزي ياسين على أن وزارة الداخلية اللبنانية ستنشر على موقعها الالكتروني خلال الأيام القليلة القادمة «القوائم الانتخابية» كاملة لجميع الدوائر، مشيرة إلى أن قنصلية لبنان العامة في ديترويت قد خصصت ثلاثة أرقام هاتفية لمساعدة المغتربين اللبنانيين والرد على أسئلتهم واستفساراتهم. والأرقام هي: 313.522.6051 و313.244.2411 و586.291.0131
ورداً على سؤال فيما إذا كانت القوائم ستنشر باللغة الإنكليزية أم لا، أكدت موزي ياسين أن «القوائم الانتخابية ستكون باللغة العربية فقط، ولكن المشرفين على أقلام الاقتراع سيساعدون الناخبين المسجلين في هذا الخصوص إن كانوا لا يجيدون العربية».
وحول إمكانية أن تقوم السلطات الأميركية بتحري نتائج الانتخابات، أكد سلامة على أن «سرية التصويت مضمونة»، وفي حال تعرض المغتربين اللبنانيين للمساءلة حول لمن صوتوا في الانتخابات فيمكنهم الامتناع عن الإجابة، وقال «القوانين الأميركية واضحة في هذا الخصوص.. إنها تحظر التأييد المعنوي والحسي لما تصنفها منظمات إرهابية ونحن نلتزم بهذه القوانين، ولكن ليس بإمكانهم أن يفرضوا علينا محبة أو كراهية أو تأييد جهة معينة.. وأعتقد أن معظم من في هذه الغرفة –وأنا منهم– مؤيدون»، في إشارة إلى التأييد الجارف للمقاومة بين اللبنانيين.
أرقام انتخابية
بلغ عدد اللبنانيين المسجلين للاقتراع في الانتخابات النيابية القادمة نحو ١٠ آلاف ناخب، من بينهم 2254 ناخباً، تحت إشراف قنصلية ديترويت العامة التي تغطي ١٤ ولاية أميركية.
وستتاح للمغتربين اللبنانيين –للمرة الأولى– فرصة المشاركة في الانتخابات البرلمانية في ٢٣ مدينة أميركية وهي: فينيكس وريفرسايد (أريزونا)، سان فرانسيسكو ولوس أنجيلس (كاليفورنيا)، دانبيري (كونتيكيت)، ميامي وتامبا وجاكسونفيل (فلوريدا)، أتلانتا (جورجيا)، أوك بروك (إيلينوي)، بوسطن (ماساتشوستس)، ستيرلنغ هايتس وديربورن وساوثفيلد (ميشيغن)، مينيابوليس (مينيسوتا)، نيويورك (نيويورك)، نيو برونزويك (نيوجيرزي)، كليفلاند (أوهايو)، بورتلاند (أوريغون) إيستون (بنسلفانيا)، وهيوستن وسانت أنطونيو (تكساس).
ويقدر عدد الناخبين المسجلين للاقتراع في مراكز ستيرلنغ هايتس وديربورن وساوثفيلد بحوالي 800 ناخب، رغم أن منطقة ديترويت الكبرى تضم أكبر تجمع للجالية اللبنانية على الأراضي الأميركية.
Leave a Reply