من مسابقة في لعبة كرة السلة .. إلى مؤسسة اجتماعية كبيرة وفاعلة
احتفل نادي «هايب أثلتكس» الرياضي الاجتماعي مساء ١٣ نيسان (أبريل) بعيد تأسيسه الـ١٧ في حفل حاشد أقيم في مقره الرئيسي بمدينة ديربورن هايتس، وحضره نحو ٧٥٠ شخصاً، تقدمهم ممثلون عن مختلف الفعاليات الاجتماعية والاقتصادية والدينية والأكاديمية في المدينة ومسؤولون رسميون ومرشحون للانتخابات.
النادي الذي انطلق عام ٢٠٠٠ في إطار مسابقة رياضية بلعبة كرة السلة، نظمها الناشط الشاب علي السيد (كان عمره ٢٠ عاماً)، أصبح اليوم مؤسسةً غير ربحية كبيرة وفاعلة في المجتمع المحلي، وبات لها مركزان ترفيهيان بمدينتي ديربون هايتس ووين.
وقال السيد لـ«صدى الوطن» إن انطلاقة المؤسسة كانت من خلال تنظيم مسابقة رياضية هدفها توفير «بيئة رياضية متنوعة وخالية من المخدرات والعنف»، لافتاً إلى أن نمو «هايب» استند إلى رؤية واضحة قامت على «استطلاع وتحديد مختلف احتياجات المجتمع المحلي، ومن ثم تطوير الخدمات المناسبة لتلبية تلك الاحتياجات».
وأكد السيد (٣٧ عاماً) أن الخدمات التي يوفرها «هايب» حالياً لا تقتصر على توفير الملاعب الرياضية وصالات تمارين اللياقة البدنية فحسب، وإنما تتعداها إلى التدريب والإرشاد والاستشارات ومكافحة المخدرات والتطوير المهني والتوعية الصحية، إضافة إلى توفير خدمات لذوي الاحتياجات الخاصة.
وتمحورت الكلمات التي ألقيت في الحفل الذي أقيم بصالة ملعب كرة السلة في مركز «هايب» بمدينة ديربورن هايتس حول الدور الإيحابي الذي لعبته المؤسسة الشبابية على مدار السنوات الماضية في حماية النشء من الانزلاق نحو العنف وتعاطي المخدرات، والاهتمام بمختلف أنواع الأنشطة التي تمكن الشباب العربي الأميركي من تحقيق أهدافهم وطموحاتهم المهنية والعلمية، على قاعدة «العقل السليم في الجسم السليم».
مركزان
وأشار السيد، الذي نشأ في ديربورن، إلى أن مؤسسة «هايب» افتتحت مركزها الأول في أيار (مايو) 2012 بمدينة ديربورن هايس، لافتاً إلى أن نشاطات المؤسسة كانت تقتصر سابقاً على إقامة برامج طلابية وشبابية بالتعاون مع المدارس والمراكز الدينية المحلية، وقد اتسعت البرامج لتغطي 12 مدينة في أنحاء جنوب شرقي ميشيغن.
وأكد الناشط اللبناني الأصل أنه حرص –بعد عملية بحث طويلة عن موقع لبناء المركز– أن يكون المقر الجديد قريباً من المجتمع الذي نشأ فيه، مضيفاً أن بلدية ديربورن هايتس رحبت بمشروع «هايب» وسمحت بتشييد المبنى على الأرض التي كانت في السابق منتزهاً تابعاً لمقاطعة وين.
وتبلغ مساحة مركز «هايب» في ديربورن هايتس 104 آلاف قدم مربع ويضم صالات رياضية وصفوفاً دراسية ومكتبة والعديد من المرافق الأخرى.
في مدينة وين
وتطرق السيد إلى قصة تأسيس المركز الثاني لـ«هايب» في مدينة وين، مشيراً إلى أن البلدية صوّتت في العام 2015 لصالح إغلاق مركز ترفيهي بسبب المصاعب المالية. وقال «لقد ذهبت إليهم وطلبت منهم إمهالي بعض الوقت لأرى إن كان بإمكاننا تجديد بعض البرامج وتوفيرها للسكان بشكل مجاني»، مؤكداً لمسؤولي المدينة أن «الكثير من الأطفال سوف يخسرون» في حال إغلاق المركز الترفيهي. وفيما بعد قررت البلدية تأجير المكان للسيد الذي نجح منذ آب (أغسطس) 2015 في تجديده وجعله المقر الثاني لـ«هايب» مواصلاً مسيرة النمو والنجاح.
وعلق السيد قائلاً «لقد تغيرت الأوضاع تماماً هناك (في وين)، وأصبح المكان جميلاً.. إنه مزدحم الآن ونحن نوظف الكثير من الناس هناك».
والجدير بالذكر أن مركز «هايب» في ديربورن هايتس يقع على شارع وورن، فيما يقع المركز الثاني على شارع هاوي في مدينة وين.
مقياس النجاح
وحول تحديد مقاييس النجاح، يقول السيد إنه «يمكن قياس النجاح عبر طرق متعددة، سواء من حيث أعداد الناس الذين تخدمهم أو من حيث نوعية البرامج التي تقدمها وكذلك المرافق التي تمتلكها»، لافتا إلى أنه منذ تأسس نادي «هايب» عام 2001 «تم إغلاق أكثر من 30 مركزاً ترفيهياً في ديترويت وحدها».
وشدد السيد على أن العمل الذي يقوم به لا يتم تمويله بأموال دافعي الضرائب، بحسب ما أكد للصحيفة، قائلاً «لا يأتينا دولار واحد من الضرائب أو الضرائب العقارية، وإنما يتم تمويل «هايب» عبر الاشتراكات الفردية والتبرعات، وكذلك المنح التي تساعدنا على توفير خدمات معينة».
مكافحة المخدرات
وأشار السيد إلى أن أحد البرامج التي تمولها المنح كان برنامجاً للتدريب المهني لـ«ذوي الاحتياجات الخاصة»، لافتاً إلى أن «هايب» تمكنت من مساعدة أكثر من 100 شخص في المجتمع المحلي على التخلص من الإدمان على المخدرات، مؤكداً أنه كان يعمل ساعات متواصلة يومياً لمساعدة أولئك الأشخاص.
وفي هذا السياق، شدد السيد على أهمية مساعدة المدمنين على المخدرات من خلال التعاون مع المؤسسات المحلية والمدارس والمراكز الدينية، وقال «بعض الأشخاص يبدأون بتعاطي العقاقير المخدرة في سن الـ17.. أعني أنهم يهجرون المدارس ولا يذهبون إلى الجامعات.. إنهم يتخلفون عن أقرانهم بأشواط بعيدة». وأكد أن «أحد أهدافي في الحياة هي مساعدة مثل هؤلاء الأشخاص للحصول على شهادات، ومساعدتهم على التحلي بالثقة بأنفسهم، وتعليمهم وتدريبهم».
وقال «لقد قمنا بالفعل بتنويع ما نحن عليه وما نقوم به في «هايب» الذي أضحى «مجتمعاً مصغراً» يركز على «تعزيز البنية التحتية لشبابنا وللعائلات من خلال التطوير الإيجابي للبرامج التي نمتلكها ونوفرها»، وأكد أن «هايب» مستمر في السعي لتحقيق هدفه الأصلي المتمثل في مساعدة الناس.
وختم بالقول «علينا أن نكون رشيقين ومبتكرين باستمرار ويجب أن نكون قادرين على التكيف مع البيئات المتحولة والتغيرات الاجتماعية».
Leave a Reply